الاجتماع الخليجي ـ الروسي الأول في أبوظبي يوصي بتعزيز الشراكة الاستراتيجية

وزير الخارجية الإماراتي: لا نريد تدويل الأزمة السورية > لافروف يرغب في مبادرة خليجية لسوريا

TT

دعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزير خارجية روسيا في لقاء جمعهم في أبوظبي أمس، إلى خطة عمل مشترك لتعزيز التعاون الاستراتيجي، بين الجانبين، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعليم والبحث العلمي والبيئة والصحة.

واجتمع وزراء خليجيون وممثلون عنهم، مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف، في أبوظبي أمس، ضمن فعاليات أعمال الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين دول المجلس الخليجي وروسيا، بحضور الأمين العام لمجلس التعاون. وفي بيان ختامي رحب الوزراء بانطلاق مسيرة الحوار الاستراتيجي، ووقعوا على مذكرة تفاهم «تضع الأسس لهذا الحوار انطلاقا من علاقات الصداقة والتعاون القائمة بينهما والرغبة في تطويرها في مختلف المجالات». وأعربوا عن ارتياحهما للجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين الجانبين.

وترأس الاجتماع من جانب مجلس التعاون الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري وترأس الجانب الروسي سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا وبمشاركة وزراء خارجية دول مجلس التعاون والدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون.

وفي ما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية أكد الجانبان التزامهما بتعزيز النظام العالمي القائم على مبادئ التعددية والالتزام بأحكام ميثاق الأمم المتحدة وغيرها من مبادئ ومعايير الشرعية الدولية والالتزامات الدولية واحترام الحقوق والمصالح المشروعة والسيادة الوطنية لجميع الدول. كما أكد الجانبان على أن العلاقات بين دول المنطقة يجب أن تكون مبنية على حسن الجوار والاحترام الكامل لسيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأكدا على أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وحل النزاعات بالطرق السلمية وجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج خالية من أسلحة الدمار الشامل ووسائل نقلها. وكلف الوزراء كبار المسؤولين من الجانبين بوضع خطة عمل مشتركة للفترة القادمة «2013 - 2015» تتضمن مجالات التعاون التي تم الاتفاق عليها في هذا الاجتماع وتحدد الأهداف المطلوب تحقيقها والآليات والبرامج اللازمة لذلك ووضع جدول زمني محدد لتنفيذ ذلك. واتفق الجانبان على عقد الاجتماع الوزاري الثاني للحوار الاستراتيجي بين الجانبين في روسيا عام 2012.

من جانبه من جهته أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن الدول العربية لا تريد أبدا تدويل الأزمة في سوريا. وقال للصحافيين «لا نعتبر أن هناك أي طرف يريد تدويل هذه القضية على الأقل نحن العرب لا نريد تدويل هذه القضية». وأضاف: «نحن نريد أن نساعد إخواننا في سوريا على معالجة هذه القضية». وأشار الشيخ عبد الله إلى وجود «بوادر إيجابية» بالنسبة للخطة العربية للأزمة السورية. وردا على سؤال عن المبادرة الخليجية فيما يتصل باليمن والموقف الروسي أشار الشيخ عبد الله إلى أن سفير روسيا في اليمن على اتصال مع سفراء دول مجلس التعاون موضحا أن مشاركة الدول الرئيسية والكبرى في هذا الموضوع كان له أثر كبير في تقريب وجهات نظر كافة الأطراف.

من جانبه أكد الوزير الروسي ردا على سؤال حول الموقف الروسي في حال فشل المساعي العربية تجاه حل القضية السورية أن «روسيا لا تحمي أي نظام وتدعم القانون الدولي وفي الوقت ذاته نخشى من أن يعتبر النموذج الليبي هو النموذج الصحيح». وقال: «إننا نفضل ما طرح من مبادرة خليجية في الشأن اليمني وبالتالي فإننا نعتبر القرار أو التوجه الذي يطبق في اليمن هو النموذج الذي يحتذى به بدلا من النموذج الذي طبق في ليبيا».

وأضاف وزير خارجية روسيا الاتحادية «أن سوريا ليست ليبيا.. ونحن قلقون حول مصير المنطقة لأن لدينا الكثير من الأصدقاء والأمور المشتركة مع دول المنطقة ولا يمكن تجاهل ما يحدث فيها»، مشيرا إلى أنه ستكون هناك مخاطر وتبعات جغرافية كثيرة في العالم.. والناتو تدعم هذا المفهوم من خلال استخدام القوة العسكرية وهو ينوي استخدام ذلك من خلال القانون الدولي ويجب أن نتجنب أي سيناريوهات قد تمكن من استخدام هذه القوة العسكرية كما يجب استخدام الأساليب التي تبعدنا عن أي تهديدات ونحن مقتنعون بأن الاحترام الصارم للقانون الدولي هو الحل لهذه المشاكل.