قمة «تركية ـ باكستانية ـ أفغانية» في إسطنبول

لتبديد التوتر إثر اغتيال الرئيس الأفغاني السابق مفاوض السلام رباني

TT

أفاد مصدر دبلوماسي تركي بأن الرئيسين الأفغاني والباكستاني التقيا أمس في إسطنبول برعاية نظيرهما التركي لتبديد التوتر بين البلدين إثر اغتيال الرئيس الأفغاني السابق مفاوض السلام مع متمردي طالبان برهان الدين رباني.

واجتمع الرئيس التركي عبد الله غل، على انفراد، مع كل من الرئيسين الأفغاني حميد كرزاي والباكستاني آصف علي زرداري، قبل مباحثات ومأدبة غداء شارك فيها المسؤولون الثلاثة. وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها الرئيسان الأفغاني والباكستاني منذ اغتيال الرئيس الأفغاني السابق في 20 سبتمبر (أيلول). وتقيم أفغانستان وباكستان علاقات صعبة. وتأمل تركيا في أن تؤدي المحادثات التي تستضيفها بين رئيسي باكستان وأفغانستان في إسطنبول إلى الحد من انعدام الثقة بين الجانبين وبدء عهد جديد من التعاون بينهما. وشابت العلاقات الثنائية اتهامات بأن كل طرف يساعد خصوم الطرف الآخر. وقال مسؤولون أفغان إنهم يشتبهون بأن المخابرات الباكستانية تدعم حركة طالبان وشبكة حقاني المتحالفة معها. وقال مسؤول تركي إن المناخ الإقليمي أخذ في التدهور. وأضاف: «ربما يكون قد الآن آن الأوان لمحاولة تغيير المسار». ومضى قائلا: «لدينا شعور بأن لديهما رغبة خالصة في التحدث إلى بعضهما البعض؛ لأنهما يدركان أن هذا الاتجاه لا يساعد أيا منهما. واتهمت كابل إسلام آباد برفض التعاون في التحقيق حول هذا الاغتيال الذي خطط له في باكستان ونفذه انتحاري باكستاني، بحسب السلطات الأفغانية. وقال المصدر الدبلوماسي التركي: «سنحاول تبديد الخلافات»، مضيفا أنه يحق لجميع دول المنطقة العمل لتحسين الوضع الأمني في أفغانستان، خصوصا بعد هجمات أسفرت عن مقتل جنود أميركيين وبريطانيين. وسيبحث الرؤساء الثلاثة في سبل مكافحة التمرد الإسلامي وتوقيع اتفاقات مخصصة للتعاون في المجال الأمني. وتتهم أفغانستان المخابرات الباكستانية بدعم مقاتلي حركة طالبان الذين شنوا سلسلة هجمات في الأشهر القليلة الماضية في الوقت الذي تستعد فيه القوات الأجنبية لسحب أغلب القوات المقاتلة بحلول 2014. وقطعت أفغانستان محادثاتها مع باكستان بعد اغتيال مفاوض السلام برهان الدين رباني في سبتمبر الماضي في هجوم ألقت باللائمة فيه على مقاتلين لطالبان قالت إنهم يتخذون من مدينة كويتا الباكستانية مقرا لهم. وقال مسؤول تركي عشية المحادثات بين كرزاي وزرداري وغل: ربما يكون الآن قد آن الأوان لمحاولة تغيير المسار. وأضاف: لدينا شعور بأن لديهما رغبة خالصة في التحدث إلى بعضهما البعض؛ لأنهما يدركان أن هذا الاتجاه لا يساعد أيا منهما. وهذا اللقاء هو السادس من نوعه منذ أن وضعت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، في 2007، آلية مشاورات منتظمة لتشجيع البلدين على تجاوز خلافاتهما والتعاون للتصدي للمتطرفين. وأدت الاجتماعات السابقة بين رئيسي البلدين والقادة العسكريين والاستخباراتيين لديهما إلى التعهد بتعاون أفضل. ووقع الرؤساء الثلاثة اتفاقين للتعاون الأمني أحدهما عسكري والآخر مدني.