السعودية ترحب والأردن وروسيا يستهجنان الموقف الأميركي

ردود الفعل العربية والعالمية على قرار اليونيسكو ضم فلسطين لعضويتها.. والمعارضة في ألمانيا تخطئ حكومتها

TT

تواصلت أمس ردود الفعل، الإيجابي منها والسلبي، على قرار المؤتمر الـ36 لمنظمة «اليونيسكو» للتراث والتربية والتعليم، قبول عضوية فلسطين الكاملة في المنظمة الدولية بأغلبية 107 أصوات تتصدرهم روسيا والصين وفرنسا والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا ومعارضة 14 صوتا تتصدرهم الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وهولندا، وامتناع 52 صوتا في مقدمتهم بريطانيا وإيطاليا. واليونيسكو هي أولى منظمات الأمم المتحدة التي تحظى فلسطين بعضويتها الكاملة وهناك 16 منظمة أخرى يمكن المطالبة بعضويتها إن أراد الفلسطينيون الذي يؤكدون أنهم يريدون تركيز الجهود على إنجاح طلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

فبينما رحب الكثير من الدول في مقدمتهم المملكة العربية السعودية بقرار مؤتمر اليونيسكو، وانتقد أكبر أحزاب المعارضة في ألمانيا الحزب الاشتراكي الديمقراطي تصويت حكومته ضد القرار واعتبره خطأ وإخفاقا في دورها كقوة ريادية في أوروبا، واستهجن الأردن تجميد واشنطن تمويلها لليونيسكو في حين اعتبرته موسكو «أمرا مؤسفا». قالت كندا وهي من الدول التي عارضت القرار إنها «ليست سعيدة» بانضمام فلسطين إلى اليونيسكو وستطرح مسألة مشاركتها في هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

ففي الرياض رحبت المملكة العربية السعودية بالتصويت لصالح عضوية فلسطين في «اليونيسكو». وقال مندوبها الدائم لدى اليونيسكو الدكتور زياد بن عبد الله الدريس في كلمة عقب التصويت «سأهنئ اليونيسكو قبل أن أهنئ فلسطين، اليوم لم تولد فلسطين بل ولدت يونيسكو جديدة، يونيسكو ملامحها قوة العدالة بعد أن هيمنت عدالة القوة لعقود».

وأضاف: «اليوم نحن أمام أول نتاج لإطار الإنسانية الجديدة الذي جعلته إيرينا بوكوفا مديرة عام المنظمة المسار الرئيسي لإدارتها لهذه المنظمة منذ أن أعلنت ذلك في انتخابات المدير العام الجديد للمنظمة عام 2009، ها هي بوكوفا تفي بوعدها الانتخابي، رغم حيادها الإجرائي في عملية القبول».

وقال وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو في بيان أمس، إن تصويت 107 دول من بينها دول أوروبية مهمة لصالح الطلب الفلسطيني إنما يعكس حجم تأييد المجتمع الدولي للحقوق الفلسطينية المشروعة وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الحرة المستقلة ذات السيادة. وأضاف أن هذا التأييد يرسل إشارة إلى الجانب الإسرائيلي أنه لا يمكن المضي قدما في سياسة تجاهل الحقوق الفلسطينية المشروعة. وأعرب عن أمله في أن يسهم هذا القرار في تدعيم طلب عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.

وعبر مجلس النواب الأردني عن «استهجانه لقرار الإدارة الأميركية وقف تمويل المنظمة لمعاقبتها على القرار الذي اتخذته الدول الأعضاء فيها بمنتهى الديمقراطية والعدالة التي تستحقها فلسطين». وانتقد المجلس «موقف بعض الدول التي لم توافق على هذا القرار العادل وبالذات موقف أميركا، وهي التي تحاول باستمرار إقناع العالم بأنها حامية الديمقراطية والحرية».

وعبر عن الأمل في أن تحذو بقية المنظمات والهيئات الدولية حذو اليونيسكو في قبول فلسطين دولة كاملة العضوية.

عبرت تونس أول من أمس في بيان للخارجية نقلته وكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات) عن «بالغ الارتياح لقبول فلسطين كعضو كامل العضوية» في اليونيسكو أول من أمس «تتويجا للجهود» الفلسطينية المسنودة عربيا ودوليا. وهنأت تونس الشعب الفلسطيني «بهذا الإنجاز التاريخي» مجددة الدعوة إلى المجموعة الدولية «لمساندة فلسطين في مساعيها الخاصة بالحصول على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة».

ووصف الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قرار واشنطن تجميد مساهماتها المالية في اليونيسكو بالمؤشر السلبي على إمكانية نجاح جهود السلام. وقال للصحافيين إنه «مندهش من مواقف الدول التي امتنعت عن التصويت على مشروع هذا القرار ويستغرب بشدة إقدام الولايات المتحدة على تجميد مساهماتها المالية في هذه المنظمة الدولية الثقافية العريقة».

وفي طهران قال الناطق باسم وزارة الخارجية رامين مهمان باراست إن «انضمام فلسطين خطوة رمزية للدعم العالمي لحقوق الشعب الفلسطيني». ودعا الناطق الأميركيين إلى عدم فقدان «شرفهم» أكثر بمعارضتهم حقوق الفلسطينيين. وأضاف أن «الولايات المتحدة يجب أن تعرف أن دعمها الأعمى للنظام الصهيوني لا مكان له في الرأي العام العالمي».

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تجميد واشنطن تمويلها لليونيسكو أمر مؤسف. وقال للصحافيين في العاصمة الإماراتية «إنه لمن المؤسف للغاية أن تحرم الولايات المتحدة اليونيسكو من مساهمتها» بعد حصول فلسطين على عضوية كاملة في المنظمة. وأضاف: «أعتقد أن طلب العضوية في اليونيسكو طلب مشروع من قبل» السلطة الفلسطينية. ورأى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة في ألمانيا، أن بلاده أخفقت في دورها كقوة ريادية في أوروبا خلال تصويت اليونيسكو لصالح منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين. وقال خبير شؤون الشرق الأوسط في الحزب، رولف موتسينيش، في تصريحات لإذاعة «برلين - براندبورغ» إن تصويت ألمانيا ضد الطلب الفلسطيني «خطأ كبير». وأشار موتسينيش إلى أن اليونيسكو تهتم بالتعليم، وقال: «أرى أنه من السليم أن تكون فلسطين عضوا في تلك المنظمة طالما أنها تبني دولتها ببطء».

وانتقد نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، جيرنوت إرلر، الموقف الألماني، وقال في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني «زد دي إف»: «إننا نظهر مجددا غير قادرين على التصرف في أوروبا. هذه كارثة محققة». واتهم إرلر الحكومة الألمانية بـ«غياب الإرادة» في الاهتمام بتنسيق موقف أوروبي موحد، وقال: «ليس من المفهوم تماما بالنسبة لي بعد كارثة ليبيا أن يتجزأ الاتحاد الأوروبي مجددا بهذه الطريقة في قضية دولية مهمة كتلك».

في المقابل أعربت الجمعية الألمانية - الإسرائيلية عن شكرها للحكومة الألمانية. وقال رئيس الجمعية، راينهولد روبه، إن قرار اليونيسكو بمثابة «صفعة على وجه» جميع الدول التي تشعر بالالتزام بمبادئ اليونيسكو.