هجوم كبير لقراصنة الإنترنت يسقط الشبكة العنكبوتية في فلسطين

ترجيح قيام مناصرين لإسرائيل بتنفيذ الهجوم على خلفية اليونيسكو

TT

تعطلت الشبكة العنكبوتية في الأراضي الفلسطينية أمس، في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد هجوم بدأ منذ ساعات الفجر الأولى من قراصنة (هاكرز) دوليين، ما أدى إلى سقوط الشبكة في الضفة أولا ومن ثم في القطاع.

وحتى ساعات متأخرة ظلت كل الخدمات التي تعتمد على الإنترنت في الوزارات والمؤسسات والمصارف والدوائر المختلفة في الضفة وغزة متوقفة، إضافة إلى توقف وسائل الإعلام الإلكترونية.

وجاء الهجوم بعد يوم من حصول فلسطين على عضوية كاملة في منظمة اليونيسكو العالمية، ما خلف اعتقادات راسخة بأن الهجوم جاء من هاكرز يهودي أو مناصر لليهودية.

وقام القراصنة باستهداف «IP Address» الفلسطينية بملايين الفيروسات، حسبما أوضح المهندس محمد العايدي مستشار وزير الاتصالات.

وقال العايدي لـ«الشرق الأوسط»: «منذ الخامسة فجرا ونحن نتعرض لهجوم بملايين الفيروسات بشكل منظم وممنهج من أكثر من 20 دولة، ما أدى إلى تعطيل وإسقاط الشبكة في الضفة الغربية أولا، قبل أن ينتقل الهجوم عصرا إلى قطاع غزة».

وحتى ساعات المغرب أمس فشلت كل الجهود المحلية والعربية ومعها الدولية بوقف الهجوم الكبير، رغم أن فنيي وزارة الاتصالات بذلوا جهودا كبيرة في هذا المجال.

وقال العايدي: «نتعاون الآن مع 20 دولة عربية وغربية ونحاول وقف هذا الهجوم الفيروسي الضخم». لكن العايدي لم يُشِر إلى دول متورطة بعينها، وقال إنها دول غير معروفة حتى الآن لكن يجري محاولة معرفة مصادر الهجوم، متعهدا باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حال معرفة الجهات التي وقفت وساعدت على هذا الهجوم.

ومن غير المعروف ما إذا كانت السلطة ستنجح في حل المشكلة سريعا، ولم يعطِ العايدي سقفا زمنيا لذلك. وحول أسباب الهجوم رفض العايدي توجيه اتهام مباشر إلى إسرائيل أو جماعات مؤيدة لها، لكنه لمح إلى ذلك قائلا: «هذا الهجوم لا يمكن لأفراد عاديين أو حتى هاكرز عاديين أن يقوموا به، الهاكرز الذي ينفذه أخطر مما يتخيل البعض وأكثر عددا، إنه عمل منظم وممنهج وكبير».

غير أن مصادر فلسطينية مطلعة رجحت قيام جماعات يهودية بهذا العمل بعد نجاح فلسطين في الحصول على عضوية كاملة في اليونيسكو، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنه سيتم كشف ذلك بعد التأكد من مصادر الفيروسات. وأوضح أحد المهندسين الذي يعملون على صد الهجمات لـ«الشرق الأوسط» وفضل عدم كشف اسمه آلية عمل الهاكرز، وقال: «إنهم يرسلون 5 ملايين رسالة في الدقيقة الواحدة من أكثر من مصدر، هذا ببساطة أدى إلى ضغط عالٍ على الشبكة الفلسطينية فانهارت المواقع». وأضاف: «ذلك أدى إلى إسقاط كل الشبكات التي تعمل ضمن المجال العالمي، غير أن التي تعمل ضمن المجال المحلي استمرت». وأوضح: «فلسطين تعمل الآن بأقل من 20% من قدرتها».