الرئيس الجديد لقرغيزستان يطالب بإغلاق القاعدة العسكرية الأميركية

منافسو أتامبايف يواصلون حركة الاحتجاجات ضد النتائج المعلنة

TT

في أول مؤتمر صحافي يعقده بعد الإعلان عن فوزه، وفق النتائج الأولية المعلنة للانتخابات الرئاسية القيرغيزية، أعلن ألماظ بك أتامبايف عن ضرورة إجلاء القاعدة العسكرية الأميركية من مطار ماناس على مقربة من العاصمة بشكيك. وأشار الرئيس المنتخب الجديد إلى أنه سبق أن أبلغ السفارة الأميركية في العام الماضي عندما كان رئيسا للحكومة القيرغيزية بضرورة أن يكون مطار بشكيك مطارا مدنيا، وأن الولايات المتحدة كانت تعهدت بإجلاء قاعدتها العسكرية في عام 2014 بموجب ما وقعته من وثائق تنص على ذلك. وبينما كشف أن الجانب القيرغيزي لا يمانع وجود قاعدة مدنية، فإنه رجح أن تقام بالتعاون مع روسيا لنقل الأمتعة والمعدات إلى أفغانستان، مؤكدا أنه لا توجد في ما يقوله أي مبررات سياسية.

واعتبر أتامبايف أن الوجود العسكري الأميركي لا يكفل ضمان أمن قرغيزستان، مشيرا إلى احتمالات أن يكون هذا الوجود مستهدفا من جانب أطراف ثالثة، الأمر الذي يهدد أمن وسلامة بلاده. غير أنه عاد ليؤكد التزام قرغيزستان بكل تعهداتها السابقة وما وقعته من معاهدات دولية. وقال أتامبايف: «نعلم أن الولايات المتحدة الأميركية تخوض صراعات عسكرية مختلفة من حين لآخر. حدث هذا في العراق والآن أفغانستان. ومع الوضع المتأزم مع إيران حاليا، لا أود أن تشن إحدى هذه الدول ضربة على قاعدة (ماناس)، ولهذا يجب أن يبقى المطار المدني مطارا للمواطنين. ليس ثمة استراتيجية هنا لكنه توجه إنساني بحت. إنه مطار مدني عادي».

وكانت موسكو قد طالبت قرغيزستان بإجلاء القاعدة الأميركية، بينما توصل الجانبان في عام 2009 إلى اتفاق يقضي بدفع موسكو إعانات مالية إلى الجانب القيرغيزي نظير وفائها بمثل هذا التعهد. إلا أن الجانب القيرغيزي لم يف بما قطعه على نفسه من وعود وأقدم على الاتفاق مع الولايات المتحدة حول تغيير اسم القاعدة العسكرية إلى مركز للصيانة الفنية والترانزيت تابع لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مقابل رفع القيمة الإيجارية للقاعدة، وهو ما أثار دهشة وامتعاض الجانب الروسي، وكان سببا في توتر علاقاته مع الرئيس السابق قرمان بك باقيف.

وعن ردود الفعل في الساحة الداخلية بعد إعلان المرشحين في الانتخابات الرئاسية عن عدم اعترافهم بالنتائج المعلنة، قال أتامبايف إنه يعرب عن استعداده للقاء كل من أداخان يادعمروف وكامتشيبك تاجييف لتناول مجريات الأوضاع الراهنة، بعد أن أعلن أنصار هذين المرشحين عن رفضهم للنتائج المعلنة وخروجهم إلى الشارع احتجاجا على تزوير الانتخابات. وكان يادعمروف وتاجييف أعلنا عدم اعترافهما بالنتائج واتهما أتامبايف وأنصاره بتزوير الانتخابات، وأعلنا عزمهما على مواصلة الاحتجاجات ضد النتائج المعلنة.

وبينما أعلن تاجييف إصراره على استعادة أصوات ما يقرب من مليون ونصف من المليون، قال إنها أضيفت إلى أتامبايف، خرج أنصاره ليقطعوا الطريق بين مدينتي أوش وجلال آباد، في الوقت الذي أكد فيه يادعمروف أحقيته في خوض جولة إعادة مع أتامبايف وضرورة إعادة فرز الأصوات.

وبدورهم، قال المراقبون الذين شارك بينهم ممثلون عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن يوم الانتخابات شهد «مخالفات كبيرة»، خاصة «خلال عمليات فرز الأصوات». غير أن المراقبين أشادوا بما وصفوه بحملة انتخابية مفتوحة. وأضافوا أنهم «متفائلون بحذر بشأن مستقبل الديمقراطية في قرغيزستان». كما أعلن ممثلو منظمتي الكومنولث ومجموعة بلدان مجموعة شنغهاي أن الانتخابات سارت بشكل طبيعي وإن أشاروا إلى وقوع بعض المخالفات، التي قالوا إنها لا تؤثر على النتائج في مجملها. وأشادت كاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، هي الأخرى بإجراء الانتخابات الرئاسية في قرغيزستان، التي وصفتها بأنها «مرحلة نحو المزيد من الديمقراطية»، إلا أنها ذكرت بضرورة تحسين نزاهة العملية الانتخابية في البلاد.