اليمن: 10 قتلى وأكثر من 42 مصابا في اشتباكات عنيفة في تعز وأرحب

الحزب الحاكم: مسلحو المعارضة اقتحموا مكتب التربية وعددا من المدارس في تعز

جانب من مظاهرة لمحتجين مطالبين برحيل نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، في صنعاء، أمس (ا.ب)
TT

تصاعدت أعمال العنف في عدد من المدن اليمنية، حيث سقط فيها عدد من القتلى والجرحى، بينما يشهد الوضع السياسي جمودا بعد تأجيل زيارة المبعوث الأممي جمال بن عمر، والأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني. ففي مدينة تعز جنوب العاصمة اليمنية صنعاء، قتل ثمانية وأصيب أكثر من 42 شخصا، في قصف عنيف من قبل القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح على عدة إحياء، بينما اندلعت اشتباكات عنيفة بين المسلحين القبليين المواليين للثورة اليمنية وجنود الحرس الجمهوري واللواء 33 مدرع، والأمن المركزي، سقط فيها عدد من القتلى والجرحى. وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن المناطق القريبة من ساحة الحرية في تعز تعرضت لقصف عنيف بالدبابات والمدافع الثقيلة وأسلحة مضادة للطائرات، نتج عنها هدم عدد من المنازل والمصالح الحكومية. بينما أشار مصدر معارض إلى استيلاء المسلحين القبليين على مخازن أسلحة ومناطق كانت القوات الموالية للرئيس صالح متمركزة فيها، كما قصفت مواقع الحرس الجمهوري بالصواريخ والمدافع قرى مخلاف وشرعب السلام، التي ينتمي إليها قادة المسلحين القبليين، وشهدت شوارع مدينة تعز إقامة مزيد من النقاط العسكرية والأمنية للحرس الجمهوري والأمن المركزي. بينما اتهم الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام من وصفهم «ميليشيات أحزاب اللقاء المشترك وحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن)، بإطلاق قذائف (آر بي جيه) وقذائف هاون وإطلاق الرصاص من أسلحة رشاشة على مبان حكومية ومدارس»، وقال موقع الحزب «المؤتمر نت» إن «المسلحين التابعين لـ(المشترك) قصفوا مكتب التربية في مدينة تعز واقتحموا عددا من المدارس، كما قاموا بإجبار الطلاب والطالبات على الخروج من المدارس».

إلى ذلك، قتل شخصان وأصيب آخرون بعد اشتباكات عنيفة بين مسلحين قبليين وقوات نظامية موالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وقالت مصادر قبلية في مديرية أرحب، (30 كم شمال صنعاء)، إن مسلحين قبليين تصدوا لحملة عسكرية حاولت السيطرة على مواقع خاضعة لسيطرة القبائل التي تخوض معارك يومية مع الحرس الجمهوري منذ أكثر من 6 أشهر، وقال مصدر قبلي لـ«الشرق الأوسط» إن قصفا عنيفا تعرضت له قرى في أرحب بالتزامن مع مهاجمة رتل من الدبابات والمدرعات موقع «المروزة» القريب من لواء 62 حرس جمهوري، وأوضح مصدر قبلي لـ«الشرق الأوسط»: «تمكن المسلحون القبليون من تدمير أربع دبابات وإعطاب أربع مدرعات، بينما حاصروا أربعا أخريات وأجبروا القوات على العودة إلى معسكراتها». وأشار إلى أن الحرس الجمهوري قصف كلية التربية في أرحب والسوق التجارية القريبة منها، مما نتج عنه احتراق محلات تجارية وتدمير عدد من المنازل، بينما ردت القبائل بقصف معسكر اللواء 62، وأكد شهود عيان مشاهدتهم لسحب من الدخان تتصاعد من داخل المعسكر.

وفي صنعاء، طالب عشرات الآلاف من المعارضين المجتمع الدولي «بإحالة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأقاربه إلى محكمة الجنايات الدولية، وتجميد أرصدته وأمواله هو وعائلته ورموز نظامه وإيقاف التعاون معهم، وفي وقفة احتجاجية دعت لها اللجنة التنظيمية للثورة اليمنية بصنعاء، صباح أمس الأربعاء، ندد المشاركون بجرائم النظام، في ساحة التغيير والحرية بعموم المدن اليمنية». كما طالب المشاركون «بوقف بيع السلاح للنظام الذي يوجهه إلى صدور أبناء الشعب، مطالبين بسرعة محاكمة القتلة والمجرمين».

في سياق آخر، كشفت اللجنة التنظيمية للثورة اليمنية في بيان صحافي، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، عن آخر إحصائية لأعمال العنف التي تعرضت لها ساحة التغيير بصنعاء فقط، وذكرت أن «عدد القتلى بلغ 398، بينما أصيب بالرصاص الحي 3432، و9721 مصابا بالاختناقات من الغازات السامة»، بحسب بيان اللجنة، مجددة تمسك شباب الثورة بنهجها السلمي، وأنهم لن ينجروا إلى العنف، واستمرارهم في التصعيد الثوري السلمي حتى تحقيق كافة أهداف الثورة».

من جانب آخر، نفى مصدر عسكري احتراق مروحية عسكرية مساء أول من أمس في قاعدة الديلمي العسكرية بصنعاء، بعد تردد أنباء عن تدمير مروحية عسكرية بقنبلة زرعت من قبل مجهول، وقالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان صحافي، تلقت «الشرق الأوسط» نسخه منه: «إن تلك الأنباء ليس لها أي أساس من الصحة على الإطلاق، وأنها مجرد مزاعم وافتراءات مضللة، وتندرج في سياق تلك الأكاذيب والافتراءات التي كثيرا ما تروجها الأبواق المأجورة».

وكانت قاعدة الديلمي، التي تعتبر مقر قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي، تعرضت لعمليات تفجير لعدد من طائراتها المقاتلة، حيث دمرت ثلاث طائرات من نوع «سوخواي» وإعطاب طائرة F5، إضافة إلى تدمير مروحية عسكرية، وهي أولى الهجمات العنيفة التي تعرضت لها القوات الجوية منذ تأسيسها، بينما أكد مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن حالة الطوارئ فرضت على القاعدة مع تشديد الحراسة والإجراءات الأمنية الاحترازية على الطائرات ومخازن الأسلحة في القاعدة.