مغاربة وإسبان يدعون إلى تفادي تأثير قضية «سبتة ومليلية» على علاقات البلدين

مخاوف مغربية من «هزات» في حالة عودة اليمين إلى الحكم في إسبانيا

TT

دعا مغاربة وإسبان إلى تفادي تأثير موضوع سبتة ومليلية، المدينتين اللتين تطالب الرباط بعودتهما إلى السيادة المغربية، على مسار العلاقات المغربية - الإسبانية، وشددوا على أن موضوع «الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات» قضايا عابرة لن تؤثر على علاقات البلدين، واقترحوا رؤية مفادها «نتعاون ونوثق تعاوننا رغم وجود قضايا عالقة».

وأجمع المشاركون المغاربة والإسبان في ندوة بعنوان «العلاقات المغربية - الإسبانية والرهانات المتوسطية» على أن العلاقات المغربية - الإسبانية، ورغم المشاكل والأزمات التي تعيشها وتمر بها «حافظت على متانتها»، ودعا المشاركون خلال اللقاء الذي نظم أول من أمس في الرباط الحكومتين المغربية والإسبانية إلى العمل على بناء علاقة أوثق، وإلى إعادة كتابة التاريخ المشترك، وتجنب القضايا التي تثير حساسيات، والعمل على ما يؤدي إلى تحسين علاقاتهما.

وانعقدت الندوة في ظل مخاوف مغربية من أن يؤدي صعود اليمين الإسباني إلى توتر جديد في علاقات الرباط ومدريد، مماثل لما عرفته علاقات البلدين من هزات في الفترة التي كان يتولى فيها خوسي ماريا أثنار رئاسة الحكومة الإسبانية التي ظل فيها حتى عام 2004، وهو الأمر الذي تطرق إليه مشاركون بوضوح.

وقال ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا السابق في الندوة «إذا تمعنا في مرآة التاريخ وفي ما استطعنا بناؤه في السنوات الأخيرة نستطيع القول إننا أحرزنا تقدما كبيرا». وأضاف موراتينوس «هناك دائما صعوبات لكن الأهم هو وجود إرادة مشتركة لمواجهة التحديات، وهذا ما يتعين القيام به، وعلى المجتمعين تبني هذا الاتجاه».

من جانبه، لاحظ عبد السلام بوطيب، رئيس «مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم» أن العلاقة المغربية - الإسبانية لم تعد مقتصرة على المواضيع التقليدية سواء أكانت اجتماعية أم اقتصادية، وقال: «أصبح المغرب بوابة البحر الأبيض المتوسط، وبإمكاننا أن تكون لنا بصمات هامة في هذا المتوسط».

وشدد محمد العربي المساري، وزير الاتصال (الإعلام) المغربي الأسبق على أن الأزمات السياسية لا مفر منها بين بلدين متجاورين ويتعايشان منذ قرون، مؤكدا ضرورة أن تتخلص العلاقات المغربية - الإسبانية من عامل سلبي يرجع بالحوار بينهما إلى القرن الخامس عشر، وقال: «نريد أن نجتمع لنتحدث فقط حول مشاكل الحاضر وإعداد المستقبل، أي يجب أن تتحرر علاقاتنا من رواسب الماضي وتصبح لنا علاقات حداثية»، وأضاف المساري «يجب أن توجد حلول للمشاكل الإنسانية والاجتماعية والأمنية التي يطرحها موضوع سبتة ومليلية، وكما يحدث دائما يجب أن نذكر أصدقاءنا الإسبان بأن الحقوق ليست عرضة للتقادم، وأن الحلول توجد دائما عبر التفاوض وبوسائل سلمية».

وعلى صعيد التغيرات المتوقعة في المغرب، قال ألبيرتو روبيو، وهو إعلامي إسباني «آمل أن يكون للانتخابات المقبلة أثر إيجابي على العلاقات الثنائية خاصة أن للبلدين قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية مشتركة، كما أتمنى أن يعمل الحزب الشعبي المعارض في حال فوزه على تبني معادلة جديدة تجاه المغرب قائمة على التعاون».

ومن جهته، قال الأستاذ خالد الشكراوي «إذا ما صعد اليمين في المغرب بعد الانتخابات، أظن أنه يمكن أن تتأثر العلاقات بين البلدين، وفي هذه الحالة يجب أن يقوم (اليمين المغربي) بعمل جبار لشرح مواقفه ولمحاولة التواصل مع اليمين الإسباني الذي في الغالب يبني مواقف ضد المغرب»، وعبر عن اعتقاده بأن تلك المواقف التي يتوقع أن يتبناها اليمين الإسباني ليست سوى مواقف سياسية عابرة ومتغيرة.