حريق يدمر مقر صحيفة فرنسية نشرت رسوما مسيئة للنبي

بعد إعلانها إصدار عدد خاص «احتفالا بفوز النهضة» في الانتخابات التونسية

TT

دمر مقر صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة التي نشرت على صفحتها الأولى رسما كاريكاتوريا للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ليلة أول من أمس في حريق متعمد، مما أثار استنكار السلطات التي لم تستبعد وقوف أصوليين وراء الحادث.

والصحيفة التي تبيع نحو 60 ألف نسخة، قررت جعل النبي محمد «رئيس تحريرها» لعددها الصادر أمس «للاحتفال بفوز» حزب النهضة الإسلامي في تونس وإعلان أن «الشريعة ستكون مصدر التشريع في ليبيا». وعلى صفحتها الأولى نشرت صورة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يبدو فيها مسرورا مع عبارة «100 جلدة إذا لم تموتوا من الضحك!».

واندلع الحريق بعد منتصف ليلة أول من أمس في حي شعبي في الدائرة العشرين. وأفاد مصدر في الشرطة أنه تم إلقاء زجاجة مولوتوف. مما تسبب في إحراق الطابقين الأرضي والأول من المبنى.

ولم يستبعد وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان أمس قيام أصوليين متطرفين بإحراق مقر صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة. وقال إن هذا العمل «اعتداء». وأثار الحريق المتعمد استياء كبيرا في فرنسا. وتعرض الموقع الإلكتروني للصحيفة أيضا لاختراق.

وقال غيان: «بالتأكيد سنفعل كل شيء للعثور على مرتكبي هذا الاعتداء ويجب أن نسمي هذا الأمر بأنه اعتداء».

وردا على سؤال عن فرضية تورط أصوليين في هذا «الاعتداء»، قال غيان إن «كل الفرضيات تدرس وهناك عدد من رسائل التهديد التي تلقتها (شارلي إيبدو) تدعو إلى عدم تجاهل هذه الفرضية». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد غيان أنه «لا يريد أن يحدد مسبقا المسؤوليات في هذا الاعتداء»، موضحا أن «التحقيق القضائي سيحدد المسؤوليات وآمل أن يتاح لنا العثور على الجناة بسرعة لمحاكمتهم».

وكانت الصحيفة أعلنت أنها قررت إصدار عدد خاص بعنوان «شريعة ايبدو» الأربعاء «احتفالا بفوز» حزب النهضة الإسلامي في الانتخابات التونسية، على ما أوضحت.

وحذر غيان من أنه «إذا كان البعض يعتقدون أنهم يستطيعون أن يفرضوا على الجمهورية الفرنسية طريقة في رؤية الأمور.. فهم مخطئون وسنحاربهم»، مؤكدا أن «الفرنسيين لن يقبلوا بهذه الإمبريالية». وقال رسام كاريكاتور ومدير الصحيفة: «قالت لنا الشرطة إن شخصين شوهدا يغادران المكان بعد نشوب الحريق». وكانت الصفحة الرئيسية على الموقع الإلكتروني للصحيفة استبدلت بصورة لمكة أثناء الحج مع عبارة «لا إله إلا الله». ومنذ إعلان الاثنين عن نشر هذا العدد تلقت الصحيفة تهديدات. وأضاف مدير الصحيفة «تلقينا على (تويتر) و(فيس بوك) رسائل احتجاج وتهديد وشتائم» وكنا نريد إبلاغ الشرطة بالأمر». وكانت الصحيفة تلقت تهديدات في 2006 لدى نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في صحف دنماركية أثارت احتجاجات عنيفة في الدول المسلمة.

وتابع: «في ذلك الوقت تولت سيارة شرطة حراسة المبنى وكان حراس يرافقون كبار المسؤولين في الصحيفة في تنقلاتهم».

وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أكدت رئاسة تحرير الصحيفة أنها «ضد المتشددين من كل الطوائف وليست ضد المسلمين المتدينين». وأضافت: «إننا ندعم الربيع العربي لكننا ضد شتاء المتعصبين».

وأثار الحريق المتعمد استياء كبيرا في فرنسا. وأعرب رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون عن «استنكاره» وطلب «إلقاء الضوء على الحادث».

وأعلن المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية في 2012 فرنسوا هولاند أنه «لا يجوز قبول أي مساس بحرية الصحافة».

ودان رئيس المجلس الفرنسي للدين الإسلامي محمد موسوي بشدة هذا العمل إذا ثبت أنه إجرامي.