مسؤول تركي لـ «الشرق الأوسط»: سنتخذ إجراءات لحماية المدنيين السوريين ومنع استخدام العنف

مصادر في المعارضة السورية تحدثت عن وعود تركية بمنطقة عازلة وتسليح المنشقين ومقاطعة النظام

TT

استعادت تركيا لغة متشددة حيال النظام السوري بعد فترة من «الترقب» فرضتها ظروف التطورات المتلاحقة في المنطقة. وإذا كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد أعاد الملف السوري إلى واجهة الاهتمامات التركية، فإن التوقعات التي تسود في تركيا، تشير إلى أن أنقرة بصدد التحضير لسقف أعلى من التصريحات والأفعال كما قال مقربون من أردوغان لـ«الشرق الأوسط».

وقالت مصادر في رئاسة الوزراء التركية إن عدم قيام أردوغان بزيارته المنتظرة إلى منطقة أنطاكيا مرده إلى الحوادث التي فرضت عليه «اهتمامات أخرى» في إشارة إلى الهجمات التي نفذها حزب العمال الكردستاني وما تلاها من عملية عسكرية واسعة نفذتها القوات التركية في شمال العراق. وأشارت المصادر إلى أن زيارة أردوغان إلى أنطاكيا لتفقد «الضيوف» السوريين المقيمين في المخيمات التركية أرجئت ولم تلغ، موضحة أن موعدا جديدا لهذه الزيارة سوف يتحدد بعد عودة أردوغان من زيارتيه إلى ألمانيا وفرنسا وانقضاء عطلة عيد الأضحى.

وأعلن كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هورموزلو أمس أن بلاده ستتخذ «إجراءات» في ما خص سوريا، مشيرا إلى أن مسألة الالتزام بأي عقوبات دولية تفرض على النظام ليست موضع نقاش. وأوضح هورموزلو لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده سوف «تتخذ إجراءات لحماية المدنيين السوريين ومنع استخدام العنف»، رافضا الخوض في أي تفاصيل إضافية. لكنه وعد بأن رئيس الوزراء التركي سوف يقوم بإعلان هذه الإجراءات باسم الحكومة التركية. وقال هورموزلو إن بلاده «فعلت كل ما في وسعها لتسريع وتيرة الإصلاح في سوريا، لكنها فقدت الأمل بسبب اختيار القيادة السورية مبدأ العنف وسفك الدماء». وأشار إلى أن بلاده كانت أول من نادى بالحوار بين النظام والمعارضة، ليخلص إلى أنه إذا كانت المبادرة العربية الجديدة «تلبي مطالب الشعب السوري وتضمن عدم سفك المزيد من الدماء فلم لا»، ليعود ويشدد على ضرورة أن تلبي «المطالب المشروعة للسوريين وأن يكون القرار بيد الشعب السوري».

وكانت مصادر في المعارضة السورية كشفت أمس لـ«الشرق الأوسط» عن أن أنقرة وعدت المعارضة السورية بأربع خطوات سيعلن عنها أردوغان خلال زيارته، وهي قطع جميع العلاقات مع النظام السوري، وانضمامها إلى المقاطعة الاقتصادية الشاملة والكاملة ضد نظام الأسد، بالإضافة إلى قيامها بتسليح الجيش السوري الحر ودعم إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، كذلك قيامها بمساعدة المعارضة دوليا بالمطالبة بالحماية الدولية.

وأشار هورموزلو ردا على سؤال عما قالته مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان من «وعود تركية بجوازات سفر للاجئين السوريين في أراضيها» إلى أن هذا الأمر «غير صحيح قطعيا». وقال: «لقد اعتبرنا هؤلاء ضيوفا - لا لاجئين - حتمت عليهم ظروف بلادهم اللجوء إلى أراضينا. وهم أحرار بالعودة إلى بلادهم. وعن تساؤل شعبان عن سبب لجوء الفارين من إدلب إلى تركيا بدلا من حلب القريبة، قال هورموزلو إن هذه الخطوة فرضتها الظروف الأمنية. وقال: «اللجوء إلى تركيا كان خيارا للاجئين. لم نطلب منهم القدوم إلى تركيا ولم نجبرهم على الرجوع أو البقاء»، مشددا على أن بلاده تعامل ضيوفها «بكل احترام»، كاشفا عن قيام السلطات التركية بحملة تلقيح ضد التهاب الكبد الوبائي بالإضافة إلى قيام السلطات بجردة صحية شاملة لأوضاع اللاجئين الذين يزيد عددهم على 7 آلاف شخص، قائلا إنه لا يرى مبررا للكلام السوري عن استغلال ظروف اللاجئين.