كركوكي: إذا كانت هناك توجهات نحو الديكتاتورية في العراق عندها سيكون لنا خيارنا

رئيس برلمان كردستان لـ «الشرق الأوسط»: الدستور العراقي يجمعنا

TT

قال رئيس البرلمان الكردستاني كمال كركوكي إنه التقى بعدد كبير من مسؤولي الإدارة الأميركية والكونغرس وأعضاء من مجلس الشيوخ، وتباحث معهم حول الكثير من المسائل المتعلقة بالوضعين العراقي والإقليمي، وتلقى من المسؤولين الأميركان تطمينات بدعم الديمقراطية في إقليم كردستان، إلى جانب دعم أولي بملايين الدولارات من قبل البنك الدولي للمساعدة في تشغيل الشباب في إطار توجه سياسي جديد من الولايات المتحدة تجاه الإقليم، مشيرا إلى أنه تباحث مع المسؤولين هناك حول تطورات العملية السياسية في العراق، والوضع الأمني، وكذلك مستقبل العلاقات الكردية - الأميركية.

وقال كركوكي في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأربيل أمس «حاولت خلال تلك اللقاءات أن أبين للمسؤولين هناك الوضع الأمني المستقر في الإقليم، خصوصا أن الكثير من الشركات الأميركية ترغب بدخول السوق العراقية عبر بوابة كردستان، وأوضحت لهم أن وضعنا في كردستان يختلف عما هو عليه في بقية أنحاء العراق، ويبدو أنهم اقتنعوا بذلك، ووعدوني بإرسال وفود من الكثير من الشركات العملاقة من أجل معاينة وضع الإقليم تمهيدا لدخول سوق المنافسة الاستثمارية فيها، وخصوصا في مجالات النفط والتجارة والصناعة، وتشغيل الشباب عبر دعم المشاريع الصغيرة، وتباحثنا أيضا حول وضع المناطق المتنازع عليها عموما، وكذلك المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد والتطورات الجارية على الحدود مع دول الجوار».

وأضاف قائلا «خلال المباحثات التي أجريناها مع المسؤولين الأميركان رکزنا عل الوضع الحال ف المنطقة، وأكدت أن من حق شعبنا أن يمارس حقه في تقرير مصيره بما فيه تشكيل دولته المستقلة، وأوضحت لهم أننا الكرد في العراق شاركنا في كتابة الدستور الحالي، وأثبتنا فيه أن النظام في العراق هو نظام فيدرالي ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان، وفي ديباجة الدستور أشرنا إلى أن الالتزام بمبادئ ومضامين هذا الدستور هو الضمان لبقاء العراق موحدا شعبا وأرضا وسيادة، وفي حال توقف العمل بهذا الدستور، أو إذا كانت هناك توجهات نحو الديكتاتورية في العراق عندها سيكون لنا خيارنا، لذلك فإن بقاءنا ضمن إطار العراق اليوم مرهون فقط بالتزام بقية المكونات والأطراف العراقية بالمبادئ الأساسية المثبتة في الدستور ومنها الفيدرالية والديمقراطية والشراكة الحقيقية وتطبيق المادة 140».

وأكد رئيس برلمان إقليم كردستان قائلا «هدفنا منذ البداية كحركة تحررية كردية هو تحقيق الديمقراطية للعراق والفيدرالية لكردستان، ومنذ سقوط النظام الديكتاتوري السابق عملنا مع بقية الأطراف العراقية من أجل إعادة بناء بلدنا بشكل ديمقراطي، فنحن كنا وما زلنا نتطلع إلى تحقيق الديمقراطية في الحياة السياسية، وبذلك فإن ما تحقق لحد الآن نحن حريصون عليه، نحن نريد أن نتعايش مع الآخرين في إطار دولة ديمقراطية وأتمنى أن نوفق في تحقيق ذلك، وإذا كان للآخرين موقف آخر سيكون لنا نحن أيضا موقفنا»، مضيفا «نحن شعب يريد أن يعيش بسلام بعدما حققنا قسما من مكاسبنا الديمقراطية في العراق، كما نؤمن بأن زمن العنف قد ولى، وجاء زمن التعايش السلمي بين المكونات والأفراد، وبذلك فلن نسمح مطلقا لأي طرف أو جهة أن تتجه نحو الديكتاتورية وتعيد العراق إلى المربع الأول، انظر إلى مصير الأنظمة في المنطقة وكيف بدأت تسقط الواحدة تلو الأخرى، فهذه الأنظمة بما فيها ديكتاتورية صدام لم تكن أقوى من ديكتاتورية هتلر من ناحية التنظيم أو القوة العسكرية الهائلة، ومع ذلك فقد سقطت». وقال كركوكي إن «زمن العنف والحرب والقتال قد انتهى، ولكن إذا تعرض شعبنا إلى المخاطر عندها لن نتردد للحظة وبالاعتماد على قدرة وتجارب شعبنا من الدفاع عن مكتسباتنا وحقوقنا المشروعة بالاعتماد عل شعبنا وبالطرق السلمية والدمقراطية لبقائنا وتحقيق حقوقنا المشروعة»، مضيفا «إننا نريد أن نعيش داخل حدودنا وأراضينا بسلام، لقد تعرض شعبنا إلى عمليات الإبادة الشاملة، واستخدم السلاح الكيماوي ضدنا، وأحرقت الآلاف من قرانا، قدمنا تضحيات جسيمة طوال تاريخنا النضالي، ومع كل تلك الجرائم البشعة التي ارتكبت ضدنا فنحن لم ننتقم من أحد إيمانا منا بمبدأ التعايش السلمي والأخوي، ولكن أن يأتي أحد ويفرض علينا حكما ديكتاتوريا عندها لن نتهاون في الدفاع عن وجود شعبنا وحقه في تقرير المصير والعيش بعزة وكرامة، وقوة الشعب أقو من کل الأسلحة ومن العنف السلطوي».