محامي القذافي لـ «الشرق الأوسط»: لا أثق في التحقيقات بشأن مقتله

قال إن غالبية المشرفين على القضية كانوا خصوما للعقيد الراحل

TT

قال عبد العظيم المغربي، محامي العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، لـ«الشرق الأوسط»، إنه لا يثق في التحقيقات بشأن مقتله، لأن غالبية المشرفين على القضية كانوا خصوما للعقيد الراحل، في وقت تواصل فيه منظمات حقوقية دولية الاستماع إلى أقوال عدد من ثوار مدينة مصراتة المشتبه في علاقتهم بمقتل العقيد الليبي معمر القذافي قبل أسبوع.

وأضاف المغربي، الذي يشغل موقع الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب، إنه ليست لديه ثقة في إجراء تحقيق بشأن الطريقة التي مات بها القذافي بعد القبض عليه في مدينة سرت يوم العشرين من الشهر الماضي، قائلا إن القذافي «مات شهيدا».

وأوضح المغربي أن القذافي مات وهو يدافع عن حياته وعرضه، وأن «هذا وفقا للشريعة الإسلامية يعد من الشهداء»، مشيرا إلى أن (ملابسات مقلته) قد تغفر له ما قام به من تجاوزات ضد الشعب الليبي.

وكان المغربي وكيلا قانونيا عن القذافي، ومن أشهر القضايا التي أدارها لصالح العقيد الراحل قضية ضد إحدى وكالات الأنباء الغربية التي نشرت عام 1997 خبرا عن محاولة اغتيال القذافي أثناء زيارة كان قام بها للقاهرة، حيث قال القذافي وقتها إن ما نشر «غير صحيح».

وأشار المغربي إلى أن الأمم المتحدة طالبت بإجراء تحقيق حول الطريقة التي مات بها القذافي، وأن رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل وعد بتشكيل لجنة للتحقيق، لكنه أضاف بقوله «ليست لديّ ثقة في أن تنتهي تلك اللجنة لشيء، لأن الغالبية كانوا خصوما للقذافي سواء الثوار أو الذين قبضوا عليه في مدينة سرت قبل وفاته».

وقال إن ترحيب الناتو والولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي (بمقتل القذافي) يوحي بأنه لا توجد نية أو استعداد دولي أو داخل ليبيا لإعمال حكم القانون، رغم أن قتل القذافي بعد أسره يعد جريمة من جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي بالإعدام أو السجن المشدد، إذا وضعنا في الحسبان ظرف الثورة في ليبيا، كما أن هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم.

ونفى المغربي في الوقت نفسه تلقيه طلبا من أسرة القذافي لإقامة دعوى قضائية بشأن مقتل العقيد الراحل الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما، وتم دفنه الأسبوع الماضي في مكان مجهول هو وابنه المعتصم بالله ووزير دفاعه أبو بكر يونس جابر.

وقتل القذافي في سرت في ملابسات غامضة، ونقل ثوار من مدينة مصراتة جثمانه إلى مدينتهم التي قالوا إنها تعرضت لدمار كبير من جانب قوات القذافي أثناء انتفاضتها ضد حكمه. وتأتي تصريحات المغربي بعد يومين من قول مسؤول في اللجنة الإعلامية في مدينة مصراتة لـ«الشرق الأوسط» إن منظمات حقوقية دولية تقوم بالاستماع لأقوال عدد من الثوار يبلغ نحو عشرة ممن يشتبه في أنهم كانوا في الموقع الذي قتل فيه القذافي في سرت، أو ممن اصطحبوا جثمانه حين تم نقله إلى مصراتة.

ويقول المجلس الوطني الانتقالي الليبي إنه ستجري المتابعة القضائية للمتورطين في مقتل القذافي، بعد معرفة نتائج لجنة التحقيق التي شكلها وحظيت بترحيب من منظمات حقوقية دولية تطالب النظام الجديد بجعل مادة حقوق الإنسان في قلب بناء ليبيا الجديدة.