صحافية تحولت إلى شرطية تحقيق

قصتها أخرجت طالبة من السجن بتهمة قتل زميلة

TT

أمرت محكمة استئناف في إيطاليا بإطلاق سراح الطالبة الجامعية الأميركية أماندا نوكس، وصديقها الطالب الجامعي الإيطالي رفائيل سولوكيتو، بعد أن قضيا 4 سنوات في السجن كجزء من حكم بالسجن 20 سنة على كل واحد منهما بتهمة قتل زميلتهما الطالبة الجامعية البريطانية ميرديث كيرشر سنة 2007.

منذ البداية، كانت الصحافية الأميركية نينا بيرلي، التي كانت عملت في مجلة «تايم» الأميركية، ثم انتقلت إلى تلفزيون «إي بي سي»، تغطي الحادث المثير الغريب الذي جمع بين الجمال، والقتل، والحماس الوطني. وشعرت بأن العملية الثلاثية يمكن أن تكون إثارة ثلاثية وطنية بين الأميركيين والإيطاليين والبريطانيين. واقترحت على رئيس تحرير مجلة «تايم»، التي كانت تعمل معها في البداية، الانتقال إلى إيطاليا لتتابع التطورات (لم تقل لهم إنها تريد أن تكتب كتابا، لكنها كانت تعرف أن الموضوع يستحق كتابا يمكن أن يكون ناجحا) بحسب «نيويورك تايمز».

في سنة 2009، أصدرت نينا كتاب «الجمال القاتل: محاكمة أماندا نوكس»، وشرحت فيه كل كبيرة وصغيرة. وبحكم سنها (51 سنة)، كانت مثل صحافية حكيمة تحقق في تصرفات شباب من الجيل الجديد. ولم ينجح الكتاب كثيرا، وذلك لسببين:

أولا: قال عكس ما قال القضاء الإيطالي: «الأميركية والإيطالي قتلا البريطانية خلال ممارسات جنسية».

ثانيا: وجد الكتاب منافسة من كتاب آخر اختلف معه، واتفق مع القضاء الإيطالي، وركز على الممارسات الجنسية: كتاب «وجه الملائكة: حقيقة الطالبة القاتلة أماندا نوكس» الذي كتبته صحافية أميركية أخرى هي باربي نادو وكانت تعمل في مجلة «نيوزويك». وهكذا، صارت هناك منافسة أخرى: بين صحافية «تايم» وصحافية «نيوزويك». ماذا قال كتاب صحافية «تايم» الذي صار واضحا أنه وراء قرار محكمة الاستئناف الإيطالية بإطلاق سراح الأميركية والإيطالي؟

كرر الكتاب الجملة الآتية: «أماندا (الأميركية) لم تغير قصتها أبدا». وهذه هي الحقيقة: داخل المحكمة الأولى، وداخل محكمة الاستئناف، وفي مقابلات صحافية من داخل السجن مع أماندا (مجلة «تايم») ومع باربي (مجلة «نيوزويك»)، كررت أماندا (الطالبة الأميركية) نفس القصة: «إنها لم تكن موجودة في شقتها في اللحظة التي قتلت فيها ميرديث (الطالبة البريطانية). لكنها لم تنف أنها كانت في الشقة».