المعارضة السورية تصر على رفع علم الاستقلال الأول للدلالة على القطيعة مع نظام «البعث»

ناشط لـ «الشرق الأوسط» : سنأخذ استقلالنا من النظام الأسدي كما أخذناه من فرنسا

مظاهرة طلابية تحمل علم الاستقلال في الضمير بريف دمشق
TT

أطلقت صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد على «فيس بوك» اسم «أربعاء علم الاستقلال» على المظاهرات المناهضة للنظام في سوريا، حيث وضعت الصفحة التي تعد منبرا تنظيميا مهما للثوار السوريين صورة لعلم الاستقلال الذي يتكون من ثلاثة ألوان أعلاها الأخضر، فالأبيض، فالأسود، وتتوسطه في القسم الأبيض ثلاث نجوم حمراء.

وكان ناشطون معارضون قد استحدثوا على موقع «فيس بوك» صفحة تدعو إلى العودة إلى علم الاستقلال، وكتب أحد المشاركين بالصفحة «ما نريده هو علمنا الحقيقي النظيف الذي لم ترتكب الجرائم في ظله أو تحت رايته، علم الاستقلال الذي رفعه أجدادنا الشرفاء وكانوا تحت ظله». فيما كتب مشارك آخر «هذا هو علم الشرفاء والأحرار وليس العلم الذي يعتمده نظام البعث».

ويقول أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» إن تخصيص يوم لعلم الاستقلال السوري «يهدف إلى أمرين، الأول هو القطيعة مع جميع رموز النظام الأسدي البعثي، أو بمعنى أدق استعادة هذه الرموز من نظام طالما شوهها وارتكب المجازر تحت رايتها. والأمر الثاني هو التذكير بأننا مثلما أخذنا استقلالنا من الاحتلال الفرنسي ورفعنا علم الاستقلال، سنأخذه أيضا من الاحتلال الأسدي ونرفع العلم ذاته».

يذكر أنه في 14 مايو (أيار) 1930 أصدر المفوض السامي للجمهورية الفرنسية في سوريا ولبنان «هنري بونسو» قرارا رقمه 3111، يقضي بوضع دستور الدولة السورية. وجاء في المادة الرابعة من الباب الأول تنظيم العلم، بحيث «يكون العلم السوري على الشكل الآتي: طوله ضعف عرضه، ويقسم إلى ثلاثة ألوان متساوية متوازية، أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود، على أن يحتوي القسم الأبيض منها في خط مستقيم واحد على ثلاثة كواكب حمراء ذات خمسة أشعة». وقد نُشر هذا الدستور في الجريدة الرسمية العدد 12، ملحق تاريخ 1932/2/30 الصفحة 1. ورُفع العلم لأول مرة في سماء سوريا في 12 يونيو (حزيران) عام 1932. وتدل ألوان العلم على الثورة العربية الكبرى، فالأخضر للإسلام عموما، والأبيض للأمويين، والأسود للعباسيين، والنجوم الحمر للعلياء والبطولة ودماء الشهداء.

كما رُفع في سماء سوريا في 17 أبريل (نيسان) من عام 1946 بعد جلاء الفرنسيين عن سوريا واستمر حتى الوحدة بين سوريا ومصر، حيث اعتمدت الجمهورية العربية المتحدة حينها علما جديدا مكونا من ثلاثة ألوان هي الأسود والأبيض والأحمر، وبه نجمتان كل منهما ذات خمس شعب لونها أخضر. ويكون العلم مستطيل الشكل، عرضه ثلثا طوله، ويتكون من ثلاثة مستطيلات متساوية الأبعاد بطول العلم أعلاها باللون الأحمر وأوسطها باللون الأبيض وثالثها باللون الأسود. وتتوسط النجمتان المستطيل الأبيض. وبعد الانفصال في سوريا وانتهاء الوحدة مع مصر، أعاد الانفصاليون علم الاستقلال مرة ثانية كرمز للدولة السورية.

وانعكست العديد من مشاريع الوحدة التي أقامتها سوريا مع دول عربية أخرى على شكل العلم الوطني.

فتبدل مرات عدة إلى أن تم اعتماد العلم الحالي في ظل حكم الرئيس حافظ الأسد وتحديدا سنة 1980 عبر قانون حدد أوصافه. ويتكون علم سوريا الحالي، وذاته العلم الذي اعتمد أثناء الوحدة مع مصر، من ثلاثة ألوان: الأسود والأبيض والأحمر، وبه نجمتان كل منها ذات خمس شعب لونها أخضر، ويكون العلم مستطيل الشكل، عرضه ثلثا طوله، يتكون من ثلاثة مستطيلات متساوية الأبعاد بطول العلم، أعلاها الأحمر، وأوسطها باللون الأبيض، وثلثها باللون الأسود، وتتوسط النجمتان المستطيل الأبيض.