ناشطون سوريون يتهمون النظام بـ«المراوغة وتضييع الوقت».. وآخرون يدعون «لشحذ الهمم والتظاهر»

انقسام في المواقف على «فيس بوك» من إعلان الجامعة العربية موافقة سوريا على الورقة العربية

أهالي القورية في دير الزور يتظاهرون نصرة لحمص
TT

انقسمت آراء الناشطين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات المعارضة السورية على الإنترنت بعد إعلان جامعة الدول العربية عن قبول النظام السوري المبادرة التي اقترحتها لحل الأزمة السورية المندلعة منذ أكثر من سبعة أشهر. وفي حين رأى بعض الناشطين أن الورقة العربية تصب في صالح المعارضة السورية التي عليها توحيد صفوفها والخروج بزخم سلميا إلى الشارع للتعبير عن مطالبها، بعد تعهد النظام بوقف مظاهر العنف وإخلاء المدن والأحياء من المظاهر المسلحة كافة، اعتبر ناشطون آخرون أن تعهدات النظام «ليست إلا حبرا على ورق، وتأتي في إطار المراوغة لتضييع الوقت وتشتيت صفوف الناشطين والمعارضين».

وبدا لافتا وجود حالة من الضياع لدى صفوف الناشطين وعدم وجود موقف موحد، على الرغم من أن معظمهم نظر بسلبية إلى الاتفاق العربي. وكتبت صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيس بوك»، بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق: «ننتظر عودة آلاف المعتقلين إلى أهاليهم هذه الليلة، ننتظر سحب الدبابات والمدرعات و(الشبيحة) و(النبيحة) من شوارع سوريا كلها.. ننتظر قنوات الإعلام الحر للتجول في شوارع سوريا.. النظام يعد أنفاسه الأخيرة.. ونحن ماضون نحو حريتنا».

وسأل القيمون على الصفحة أمس: «من يصدق الكذاب؟ قالها قبل الآن إنه يضمن سلامة المتظاهرين، وإن طلقة واحدة لن تطلق باتجاههم والنتيجة في اليوم الثاني كانت عشرات الشهداء.. والآن نظام العصابة المجرمة في دمشق يحتاج الوقت، لأنه شعر أن الخيوط قد أفلتت تماما من يده وأن الثورة ستبدأ القطاف». وفيما أفادت لجان التنسيق المحلية في السورية عن سقوط «اثنا عشر شهيدا (حتى الثالثة من بعد ظهر أمس) برصاص قوات الأمن وقذائف الجيش في حمص وقرية تل الشور، في اليوم الأول لموافقة النظام على مبادرة الجامعة العربية»، علق أحد الناشطين قائلا «سنرى وفاء النظام المنافق لوعوده لمبادرة جامعة الأنظمة العربية»، متسائلا: «هل ستعتبر هذه المبادرة (فاشلة) لحظة سقوط أول شهيد؟! هل سيُعير (العرب) - أي اهتمام - لأجل سقوط شهداء».

واعتبر ناشط باسم أبو راما أن «ما جرى هو مهلة شراء وقت ومراوغة من قبل النظام الساقط»، فيما اقترح عمر «تكثيف التظاهر، وتصوير أي خرق لوعود النظام الساقط وإرساله للمحطات الفضائية». ورأى إدريس أن موافقة النظام السوري هي «مناورة أخرى لنظام الديكتاتوري»، داعيا «ثوار سوريا إلى مواصلة الطريق والأحرار إلى عدم التردد».

وقالت ناشطة تدعى سلافا: «في كل الأحوال المكسب معنا، فإذا طبقوا التزاماتهم ستخرج مظاهرات أكثر وإذا لم يطبقوها، فسيعطون مجالا أكبر للتدخل».

ودعا أحد الناشطين زملاءه إلى أن «نفهم مبادرة الجامعة العربية على أنها نصر كبير وكبير جدا لثورتنا المباركة، ويجب أن نتعامل معها بذكاء وهي فرصة ثمينة لتعرية النظام، فقد وضعه العرب في خانة (اليك)، فإن طبقها كان فيها نهايته وإن لم يطبقها فإن الأنظمة العربية والعالمية له بالمرصاد». وطالب بـ«حشد الجهود للتظاهر المليوني والاعتصام أمام وسائل الإعلام وتعرية النظام»، مخاطبا الرئيس السوري بشار الأسد بالقول: «إن بقي أحد في المعتقلات أو أطلقت طلقة واحدة، فالأيام المقبلة أيامك». وطالب المتظاهرين «بشحذ الهمم واعلموا أنه لم يبق لكم إلا القليل والقليل جدا فموافقة النظام أكبر دليل على إفلاسه التام».