مرشحو شباب الثورة للبرلمان المصري يعانون ضعف الخبرة والتمويل

أبرزهم محمد القصاص وأسماء محفوظ وزياد العليمي

TT

يسعى عشرات الشباب الذين شاركوا في قيادة ملايين المصريين للإطاحة بحكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، لخوض الانتخابات البرلمانية نهاية هذا الشهر، لكنهم يعانون من ضعف التمويل المالي وقلة الخبرة السياسية والانتخابية، في خضم حملات دعائية لأحزاب وتكتلات ذات حنكة وقدرة مالية كبيرة.

وتمكن شبان تتراوح أعمارهم بين 25 و40 سنة، من تضمين أسماء عدد منهم في قوائم مرشحين في تحالفات من أحزاب اشتراكية وليبرالية صغيرة، كما تمكن عدد آخر من وضع أسمائهم في قوائم لأحزاب كبيرة في محاولة لضمان الفوز بعضوية البرلمان، رغم ما يعتريهم من خوف ورهبة من الموقف الجديد.

وأشهر المرشحين من شباب الثورة: زياد العليمي ومحمد القصاص وأسماء محفوظ وشهير جورج إسحاق.

وقال العليمي وهو في العقد الثالث من العمر، إن الحزب الذي ينتمي إليه (المصري الديمقراطي الاجتماعي) يتحمل نفقات الدعاية الانتخابية الورقية، وإنه سيعتمد في باقي متطلبات الدعاية على مساعدة أسرته ودخله الخاص حيث يعمل بالمحاماة.

ويقول عبد الرحمن هريدي (33 عاما)، عضو حزب التيار المصري وائتلاف شباب الثورة: «بالتأكيد لدي إحساس بالرهبة والخوف في أول تجربة لي، لكنها بالطبع ستكون مفيدة بصرف النظر عن نتائجها». ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «كنت مترددا في خوض التجربة وكنت أرى أن موقعي كمدافع عن الثورة أفضل من عضوية البرلمان».

وقال هريدي: «نحن شباب الثورة جديرون بتحمل المسؤولية والعمل وقادرون على التعبير عن المواطنين، ولو فزنا فسنحقق مصلحة الناس». وتوقع هريدي، وهو عضو سابق في جماعة الإخوان المسلمين تم فصله بسبب رغبته في الاشتراك في حزب غير حزب الحرية والعدالة التابع للجماعة، أن يحصل الشباب على أقل من 8 في المائة من نسبة المقاعد في البرلمان ويرى أنها مقنعة في ظل هذه الظروف.

ويواجه شباب المرشحين دعاية انتخابية ضخمة لمنافسيهم الذين يقومون منذ الآن بنحر العجول لتوزيع لحومها على فقراء الدوائر الانتخابية، وتخصيص منافذ لبيع السلع التموينية بأسعار مخفضة. وقال هريدي إن مثل هذه التصرفات عبارة عن رشوة للناخبين. ويخوض أحمد حسن جمعة (40 عاما) لأول مرة التجربة الانتخابات مستقلا في محافظة الجيزة، ويقول إن «الثورة فتحت لي طاقات عمل وإبداعات جديدة، لقد سئمنا الوجوه القديمة». وينافس جمعة وجوها تقليدية في دائرته اعتادت على نزول الانتخابات كل السنوات الماضية، أبرزهم أمين عام حزب الحرية والعدالة بمحافظة الجيزة (الذراع السياسية للإخوان المسلمين) الدكتور عمرو دراج، لكنه لا يخشى مواجهة هؤلاء، مؤكدا أن لديه برنامجا حقيقيا كتبه أبناء دائرته بأنفسهم من مطالبهم وطموحاتهم وليس برامج أحزاب ملقاة في أدراج المكاتب ولا تخرج سوى أيام الانتخابات، وأن دوره سيكون المعبر عنهم فقط.

وتضيف سمية عادل، وهي أصغر مرشحة للبرلمان (25 عاما وثلاثة أشهر) وإحدى مرشحات تحالف «الثورة مستمرة» في محافظة الإسكندرية، أنها لا تخشى من أي منافسين.. «أنا غير متخوفة من أي هجمات أو أي اعتداء من جانب أي مرشح أو بلطجي»، قائلة إن هناك صراعا كبيرا واستعدادات رهيبة وتكاليف مادية ضخمة في دعاية منافسيها، في حين أن إمكاناتها ضئيلة جدا. ويقول الدكتور عماد جاد، القيادي بالحزب المصري الديمقراطي والمرشح على قائمة الكتلة المصرية بإحدى دوائر محافظة القاهرة: «حرصنا على التوازن في قوائمنا بين الشباب والمرأة والأقباط، لكن لن نستطيع أن نجعلهم كلهم شبابا، فلا بد من عنصر الخبرة، كما أن عددا منهم لا تنطبق عليه شروط الترشح أصلا».

وبين كل هذا، يقف الناخبون المصريون حائرين بين التعاطف مع الشباب وقدراتهم وحماسهم ودورهم القوي في الثورة، وعدم الثقة في خبرتهم وقدرتهم على تمثيل الشعب.. يقول الحاج محسن محمد (55 عاما): «أقدر الشباب لكن ليس دورهم الآن، نريد خبرات عالية لبناء البلاد أولا ثم بعد ذلك نعطيهم الفرصة». لكن شروق ياسر (الطالبة بكلية الآداب)، تؤكد «سأرشحهم، فالشباب هم الناس اللي نزلوا الثورة ويريدون تغيير البلد فعلا، وغالبا سيكونون أحسن من الكبار اللي نصهم سيكون من (الفلول)».