احتجاج العمال يصيب «مترو أنفاق القاهرة» بالشلل التام

رفضوا استقالة رئيس الشركة وقللوا سرعة القطارات

TT

أصيبت حركة مترو الأنفاق في مصر أمس بالشلل التام، حيث تكدس الركاب على أرصفة المحطات بانتظار قطارات المترو التي أتت متأخرة أو لم تأت في كثير من الأحيان، بسبب اعتصام وتباطؤ عمل سائقي خطوط المترو الذين اعترضوا على استقالة المهندس محمد شيمي، رئيس شركة «مترو الأنفاق»، الذي أعلن استقالته قبل يومين. وتوقف خط مترو الأنفاق الأول «المرج - حلوان» بالاتجاهين، بسبب اعتصام مختلف العاملين بمترو الأنفاق من سائقين وفنيين ومراقبين بورش المترو في طرة على القضبان أمام ورشهم، احتجاجا على استقالة المهندس محمد شيمي، رئيس الشركة، معربين عن رفضهم ترشيح المهندس علي حسين لخلافته.

ولم يسلم الخط الثاني «شبرا - الجيزة» من الاضطرابات حيث قام السائقون بتخفيض سرعة القطارات إلى 40 كلم/ س، بدلا من 80 كلم/ س، وهي سرعة القطار الطبيعية، لنفس السبب، مما أدى إلى زيادة فترة التقاطر بصورة ملحوظة.

وعبر درويش أحمد درويش، نائب رئيس اللجنة النقابية بمترو الأنفاق، عن غضبه من استقالة رئيس الجهاز، قائلا إن المهندس محمد شيمي قدم استقالته منذ يومين وتم قبولها، وإنهم يريدون عودة المهندس محمد شيمي، ولا يريدون غيره رئيسا للهيئة. وقال محمود محمد، أحد سائقي المترو، إن المهندس محمد شيمي تعرض لضغوط حتى يقدم استقالته، مضيفا: «نحن لن نقبل بهذه الاستقالة».

وفي مقر الشركة بميدان رمسيس (وسط القاهرة)، حمل عدد من العاملين بـ«الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو»، المهندس شيمي على الأعناق، وطافوا به مقر الشركة رافضين استقالته.

وفي نفس السياق، قام أحد السائقين بإيقاف القطار الذي يقوده قادما من المرج بعد دخوله نفق المترو على بعد بضعة أمتار من محطة «الشهداء»، مما دفع الركاب إلى تحطيم زجاج القطار، حيث حدثت اختناقات بينهم، وخرجوا من القطار متوجهين إلى المحطة سيرا على الأقدام.

وتوجه وزير النقل الدكتور علي زين العابدين إلى محطة مترو «الشهداء» برمسيس لاحتواء غضب المواطنين والعاملين حيث أجرى مفاوضات مع عمال وموظفي شركة «مترو الأنفاق» المحتجين، لكن التفاوض بين الوزير والعمال لم يصل لنتيجة، وقام العمال باحتجاز الوزير في مكتب للاشتراكات بالمحطة لفترة حيث تعالت هتافاتهم المنددة له.

واختلفت تفسيرات استقالة شيمي، حيث تقول مصادر في وزارة النقل إنه تقدم باستقالته على خلفية رفضه تخفيض راتبه، فيما يقول آخرون إنه استقال بعد اعتراضه على رفض وزير النقل اعتماد الأرباح السنوية للعاملين وزيادة حوافزهم.

وتسببت احتجاجات العاملين في تكدس آلاف الركاب على أرصفة محطات الخطين الأول والثاني، ولجأت إدارة التشغيل لتحويل مسارات الخط الأول لإنهاء الأزمة، وشهدت المحطات مشادات ومشاجرات بين العاملين والمواطنين الذين عبروا عن سخطهم من العمال.

وبعد ساعات من الشلل التام، قال مصدر مسؤول بشركة «المترو» إن حركة قطارات المترو بدأت في الرجوع إلى طبيعتها إلى حد ما، مشيرا إلى أن المهندس محمد شيمي قد رفض العودة إلى منصبه رئيسا للشركة، حيث عاد لمنصبه السابق في وزارة البترول.