مشروع قرار في الكونغرس يدعو الحكومة العراقية إلى عدم غلق معسكر أشرف

TT

كشفت مصادر معارضة إيرانية عن مشروع قرار بالكونغرس الأميركي يدعو في جانب منه الحكومة العراقية إلى التروي في مسألة غلق معسكر أشرف، الذي تنوي بغداد غلقه نهاية العام الحالي، لحين إيجاد ملاذ آخر لقاطني المعسكر.. فيما بدأ رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس جولة أوروبية خارجية.

وأفاد مصدر في ديوان رئاسة إقليم كردستان لـ«الشرق الأوسط» أن بارزاني غادر أمس برفقة وفد رفيع المستوى، يضم وزير الموارد الطبيعية (النفط) آشتي هورامي ورئيس ديوان الرئاسة فؤاد حسين ورئيس دائرة العلاقات الخارجية بحكومة الإقليم فلاح مصطفى.

وقال المصدر إن «بارزاني يستهل جولته بزيارة تركيا، ويلتقي خلالها بالرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو للتباحث معهم حول العلاقات الثنائية والقضايا المشتركة، وفي مقدمتها مسألة الأزمة على الحدود بعد تصاعد هجمات حزب العمال الكردستاني خلال الفترة الأخيرة على مواقع الجيش التركي قرب مناطق الحدود». وأضاف المصدر أن بارزاني سيعمل مع الجانب التركي على استمرار الهدوء النسبي الذي تشهده المناطق الحدودية بعد التصعيد الأخير من قبل الجانبين التركي والعمال الكردستاني، وسيبحث مع القادة الأتراك آفاق الحل السياسي لأزمة الحدود، عبر اعتماد الحلول السلمية للقضية الكردية في تركيا.

وأشار المصدر إلى أن بارزاني سيتوجه بعد زيارته لتركيا إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، ويلتقي هناك بأعضاء البرلمان والاتحاد الأوروبي لبحث الأوضاع العراقية والكردستانية وتداعيات الانسحاب الأميركي المقرر من العراق بحلول نهاية العام الحالي. وسيتوجه منها إلى إيطاليا للمشاركة في مؤتمر التحالف الديمقراطي الذي يحضره بدعوة رسمية، وسيستغل وجوده هناك للقاء قادة الحكومة الإيطالية لبحث أوضاع العراق والتطورات الإقليمية.

في غضون ذلك، واصلت الطائرات التركية قصفها الجوي لمناطق إقليم كردستان الحدودية، حيث أبلغت مصادر محلية «الشرق الأوسط» أن الطائرات التركية عاودت قصفها للمناطق التابعة لقضاء سيدكان، وقرى أخرى تابعة لقضائي رواندوز وجومان التابعتين لمحافظة أربيل، وعدد آخر من قرى جبل قنديل التابعة لقضاء بشدر بمحافظة السليمانية.

وعلى صعيد ذي صلة، كشف مصدر في منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة عن مشروع قرار تنوي لجنة العلاقات الخارجية تقديمه إلى الكونغرس الأميركي حول مقاطعة النظام الإيراني، ويشير في جانب منه إلى قضية معسكر أشرف الذي تنوي الحكومة العراقية غلقه بغضون نهاية العام الحالي، حيث يحث القرار الحكومة العراقية على عدم غلق المعسكر إلى حين توفير ملاذ آخر لهم.

وذكر الدكتور محمد إقبال، المتحدث الإعلامي لمعسكر أشرف، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي تقدمت الأربعاء بمشروع قرار حول مقاطعة النظام الإيراني. وهو قرار له أهمية خاصة، إذ يحظي بتأييد 336 عضوا في الكونغرس من الحزبين.

كما اختص قسم من مشروع القرار مدينة أشرف وسكانها، حيث أقرت لجنة العلاقات الخارجية بالإجماع ملحقًا مضافًا فيما يتعلق بمخيم أشرف إلى مشروع العقوبات المفروضة على النظام الإيراني.

وأشار إقبال إلى النص المتعلق بمعسكر أشرف، إذ جاء في القرار أن «الزيادة في النشاط والتأثير الإيراني في العراق يهددان أمان ورفاهية سكان معسكر أشرف. لتكن سياسة الولايات المتحدة حث حكومة العراق على ألا تغلق معسكر أشرف، إلى حين يمكن للمفوضية السامية للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين أن تكمل عمليتها وتعترف بسكان معسكر أشرف كلاجئين سياسيين، وتعيد توطين الذين لا يرغبون في العودة إلى إيران في البلدان الثالثة، وأن تلتزم الحكومة العراقية بتعهداتها للولايات المتحدة الأميركية بحسن معاملة سكان مخيم أشرف، وأن تمنع الإعادة القسرية لسكان مخيم أشرف إلى إيران طبقًا لبيان السفارة الأميركية حول نقل مهمة حماية مخيم أشرف في 28 ديسمبر (كانون الأول) 2008».

ويقول إقبال «نظرا لأن الحكومة العراقية تنوي عقد مؤتمر خاص حول مدينة أشرف، في مسعى منها لغلق المعسكر وعرقلة أعمال الأمم المتحدة لتأكيد حق سكان أشرف في اللجوء ونقلهم إلى البلدان الثالثة، فإنها تكون قد وضعت نفسها وجها لوجه مع المجتمع الدولي».

وبحسب المتحدث الإعلامي لمعسكر أشرف فإن «رتلا من القوات العراقية دخلت المعسكر يوم الاثنين الماضي وأجرت مناورة عسكرية تمهيدا لاقتحامه بحلول نهاية العام الحالي، بناء على أوامر من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي تعهد بإخلاء المعسكر من أعضاء المنظمة المعارضة».

وتأتي هذه التطورات على خلفية الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الأخيرة وتلقيه وعودا من الحكومة العراقية بطرد لاجئي المنظمة، والذي أكده وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني بأن «العراق مصمم على إخلاء معسكر أشرف بغضون نهاية العام الحالي».

وقال إقبال إن «المعلومات المتوفرة لدى قيادة المنظمة تشير إلى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى العراق كان هدفها إقناع الحكومة العراقية بعدم الالتفات إلى الدعوات الدولية بإلغاء أمر إخلاء المعسكر من سكانه اللاجئين»، مشيرا إلى أن زيارة صالحي الأخيرة والمناورة العسكرية التي قامت بها القوات العراقية تصبان في اتجاه واحد، وهو التحضير لإغلاق المعسكر.. ولذلك دعت قيادة المجاهدين المنظمات الدولية والجهات المعنية بحقوق الإنسان إلى ممارسة الضغط على الحكومة العراقية لوقف إجراءاتها القمعية ضد السكان المدنيين داخل المعسكر، وإجراء مفاوضات مع قيادة المنظمة من أجل إيجاد حل بديل لاقتحام المعسكر وغلقه بمشاركة جهات دولية وتحت إشراف ممثلية الأمم المتحدة بالعراق. يذكر أن معسكر أشرف أنشئ منذ ثمانينات القرن الماضي، قرب مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، لإيواء أعضاء منظمة مجاهدين خلق الإيرانية التي تعاونت مع النظام العراقي السابق في التصدي للقوات الإيرانية أثناء حربها مع العراق. ولكن القوات الأميركية جردت سكان المعسكر من جميع أنواع أسلحتهم بوعد فرض حمايتها للمعسكر، ولكن تلك القوات تخلت عن تلك الالتزامات وسلمت مهمة حماية المعسكر إلى القوات العراقية، التي بدأت منذ العام الماضي بممارسة ضغوطات هائلة على سكانه بهدف إخلائه تحت ضغط من الجانب الإيراني. وكانت هناك مقترحات بنقل سكان المعسكر إلى دول أخرى، ولكن الجهود لم تثمر حتى الآن عن أية نتيجة.