السلطات الليبية: غاز الخردل الذي خزنه القذافي تحت المراقبة منذ اندلاع الحرب

الخبير المكلف إبطال مفعوله قال إن بلده يفتقر إلى كل الوسائل الحديثة والتمويل

الخبير الكيميائي يوسف صفي الدين في استراحته بمدينة ودان (أ.ف.ب)
TT

يشكو يوسف صفي الدين، الخبير الليبي الرئيسي المكلف إبطال مفعول غاز الخردل، الذي كان يخزنه العقيد الليبي السابق معمر القذافي، من أن هذه المواد الخطيرة تخضع لرقابة مشددة، «لكننا نفتقر إلى كل شيء ونعمل بمعدات قديمة ومن دون تمويل».

وكان موقع ودان (جنوب) في واحة الجفرة معروفا منذ فترة طويلة، وأجرت فيه الأمم المتحدة عمليات تفتيش في عام 2004. وهو يحتوي على 11.25 طن من غاز الخردل المخزن في براميل، تم «إبطال» مفعولها عبر إضافة مواد تقلل إلى حد كبير من سميته، حتى قبل الحرب في ليبيا التي دامت ثمانية أشهر. لكن الموقعين الآخرين السريين اللذين أخفى القذافي وجودهما عن الأمم المتحدة، يحويان غازا لم يتم إبطال مفعوله.. بما في ذلك أسلحة كيميائية «جاهزة للاستخدام العسكري الفوري»، وفق صفي الدين.

والخبير يوسف صفي الدين ضابط سابق في الجيش الليبي، حيث كان أعلى ضابط رتبة يكلف ملف الأسلحة الكيميائية.. ويتسبب غاز الخردل، بحسب الخبراء، في حدوث حروق كيميائية خطيرة في العيون وعلى الجلد وفي الرئتين.

وأضاف صفي الدين «كنا نعلم بوجود هذين الموقعين عندما كان القذافي لا يزال يسيطر عليهما، لكننا لم نكن متأكدين من محتوياتهما». وأكد الخبير أنه «لم يسرق أي شيء» في ودان ولا في الموقعين المذكورين، و«ليس هناك أي تسرب» ولا «أي خطر صحي على السكان».

وقال صفي الدين «عندما بدأت الثورة، كانت واحدة من أولى المراحل مراقبة الأسلحة الكيميائية التي كان يملكها القذافي ومنعه من استخدامها.. والمرحلة الثانية كانت السيطرة على كل المواقع الكيميائية، وسيطرت عليها قواتنا الموقع تلو الآخر، ثم كنا نخضعها للتفتيش للتحقق من محتوياتها». ثم أضاف: «نقوم حاليا بمراقبة المواد الكيميائية، ونحن (الليبيين) من قمنا بالعثور على هذه المواد، ونخضعها للحماية الأمنية».

وأشار الخبير إلى أن «المعدات - الأكثر تطورا - التي نملكها تعود إلى 1980. ونحن نحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير».

ويستقبل صفي الدين زواره في غرفة صغيرة قديمة خالية من الأثاث في مطار ودان، وقال آسفا «إنه المكتب الليبي المكلف ملف الأسلحة الكيميائية.. هل ترون كيف نفتقر إلى كل شيء: المال والمعدات المتطورة...».

وأضاف أن «بعض الدول، مثل قطر، تعيرنا القليل من المعدات، بينما تقدم لنا الولايات المتحدة القليل من المال والسيارات، وتحلل العينات لتحديد سمية المواد.. لكنها لا تؤمن معدات محددة».

وأوضح أن «الأميركيين ينتظرون الإفراج عن الأموال الليبية المجمدة في الخارج لتتكفل ليبيا بدفع المال»، وتابع «لكننا بحاجة إلى هذه المساعدة، لأن القذافي لم يترك لنا شيئا لإبطال مفعول هذا الغاز».

وقال الخبير إن فرنسا خيبت أمله، «طلبنا منهم معدات، لكننا لم نتلق ردا أبدا»، موضحا أن «الدخول إلى هذه التحصينات الكيميائية من دون معدات كان انتحارا.. وعلى الرغم من ذلك دخلنا إلى المواقع من دون أي شيء». وأكد صفي الدين أن كل المواقع تم إخضاعها لحماية أمنية في ليبيا، لكنه أضاف: «ما زلنا بحاجة إلى الدعم.. وعلى الرغم من أني واثق بعدم وجود مواقع أخرى خطيرة، لكننا سنتحقق من الأمر.. شارعا بعد شارع ومصنعا بعد مصنع. أعدكم بأننا سنتخلص منها، لأن الليبيين لا يريدونها».