أوباما وساركوزي «متفقان حول مواصلة الضغط» على إيران

القضايا السياسية الساخنة في المنطقة العربية حاضرة بقوة في أعمال قمة العشرين

ساركوزي يحيي أوباما أثناء وصوله لقمة العشرين في كان أمس (أ.ب)
TT

استأثرت أزمة منطقة اليورو والديون اليونانية بالأساسي من المناقشات التي عرفتها قمة مجموعة العشرين في مدينة كان ولم تترك سوى المكان القليل لمناقشة القضايا السياسية الساخنة. غير أن هذه الأخيرة لم تغب تماما عن الحدث بل كانت موضع تداول على هامش أعمال المؤتمر وفي اللقاءات الثنائية التي شهدها قصر المؤتمرات والفنادق الفخمة التي تنزل فيها الوفود.

وكان الوضع في منطقة الشرق الأوسط وانسداد مسار السلام والملف النووي الإيراني والملف السوري وتتمات الوضع الليبي موضع مباحثات بين الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والأميركي باراك أوباما في اجتماعهما الصباحي الذي أعقباه بمؤتمر صحافي قصير. ومما لفت الانتباه أن أوباما، بعد أن هنأ ساركوزي بولادة طفلته جيوليا ومازحه بقوله إنه «متأكد أنها تشبه أمها لا أباها وهذا أمر جيد لها»، توقف تحديدا عند الملف الإيراني.

وربطت مصادر دبلوماسية في كان بين إشارة أوباما وتصاعد التسريبات في إسرائيل عن تخطيط لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية. وفهم كلام الرئيس الأميركي على أنه مسعى لثني إسرائيل من خلال تأكيد اهتمام الأسرة الأوروبية به. وقال أوباما: «إننا (مع ساركوزي) تناولنا مجموعة من المسائل الأمنية وخصوصا التهديد المتمثل في التقدم الذي حققته إيران في المجال النووي». وأردف أوباما: «الرئيس ساركوزي وأنا متفقان على ضرورة الاستمرار في المحافظة على الضغط الدولي الذي لا مثيل له من أجل حملها على تنفيذ التزاماتها». ونوه أوباما بالتحالف القائم بين بلاده وفرنسا منذ معركة يوركتاون (ضد الإنجليز) وحتى معارك ليبيا.

وأصدر قصر الإليزيه أمس بيانا أفاد فيه أن احتفالا عسكريا سيجرى بعد ظهر اليوم عقب انتهاء القمة في مدينة كان نفسها لتأكيد العلاقة الوثيقة بين البلدين والإشادة بالعمل الفرنسي - الأميركي المشترك في ليبيا. ومن المدهش أن الإليزيه لم يشر إلى الدور البريطاني الذي مشى جنبا إلى جنب مع الدور الفرنسي في ليبيا. وأرجع مطلعون السبب إلى «البرودة» التي أصابت العلاقات بين باريس ولندن مؤخرا بسبب الخلاف على التعاطي مع أزمة اليونان والانتقادات شبه المباشرة التي وجهها كاميرون إلى ساركوزي في بروكسل مؤخرا. وسيلقي كل من ساركوزي وأوباما كلمة بهذه المناسبة قبل أن يكونا معا ضيفين في نشرة الأخبار في إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية.

وتوقعت مصادر دبلوماسية أن تشهد مدينة كان التي تجمع 25 رئيس دولة وحكومة، مشاورات بخصوص الوضع السوري والمبادرة العربية التي قبلتها دمشق مع حضور الرئيسين الروسي ميدفيديف والصيني هو جينتاو فضلا عن الدول الخمس التي تشكل ما يسمى «البريكس» أي روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا. وهذه الدول تعارض استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يدين سوريا. وعلم أن الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا والبرتغال) تسعى بدعم أميركي لإعادة طرح مشروع قانون في نيويورك.

ومن المرجح أن يسعى الغربيون لقلب صفحة الخلافات التي أعقبت التدخل العسكري الغربي في ليبيا والتي اعتبرتها دول مثل روسيا والصين والبرازيل وغيرها «تخطيا» للانتداب الذي منحه مجلس الأمن في قراره رقم 1973. وتؤكد المصادر الدبلوماسية الفرنسية أن أحد أسباب معارضة هذه الدول في مجلس الأمن يعود لرغبتها في «معاقبة» الدول الغربية على ما تعتبره «تغريرا» بها.

وبالإضافة إلى العودة إلى ملف «الربيع العربي» والشراكة التي أقامتها مجموعة الثماني الاقتصادية في قمتها الأخيرة في دوفيل، ينتظر أن يحظى الملف الفلسطيني بقسط من البحث. ونقلت مصادر صحافية في كان أن حديثا «بالغ الصراحة» جرى بين أوباما وساركوزي في لقائهما صباح أمس نقل حقيقة موقف كل منهما في الموضوع الفلسطيني ومن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.