لاعبان إيرانيان قد يواجهان عقوبة الجلد لاحتفالهما بالفوز «بطريقة غير لائقة»

نصراتي ورضائي أوقفا عن ممارسة اللعبة إلى أجل غير مسمى

TT

ذكرت وكالة «أنباء فارس» شبه الرسمية الإيرانية يوم الثلاثاء الماضي، أن لاعبي كرة القدم اللذين مارسا سلوكا احتفاليا «غير لائق» خلال بث لإحدى المباريات على التلفزيون الوطني، قد يواجهان عقوبة الجلد علنا في الملعب.

وكان بعض أعضاء البرلمان، ومعهم مسؤولون وحكام رياضيون، قد دعوا لـضرورة الـ«عقاب السريع» لمحمد نصراتي وشيث رضائي، وهما اثنان من نجوم كرة القدم الذين يلعبون لصالح نادي برسيبوليس الإيراني، الذي يقع مقرة في طهران، والذي يعد أحد الأندية الإيرانية الأكثر شعبية.

وقد قام نصراتي بوضع يده على مؤخرة رضائي أثناء قفزهما مع لاعبي الفريق فوق بعضهم البعض، احتفالا بقيام أحد لاعبي الفريق بتسجيل هدف الفوز في مباراة يوم السبت التي انتهت بفوز فريق برسيبوليس 3 - 2 بعد فترة طويلة من الهزيمة.

وقد ظهر نصراتي، كما شاهده الملايين على شاشات التلفزيون، وكأنه يحاول إدخال يده بين أرداف رضائي. ولم يتضح بعد ما إذا كان رضائي قد قام بفعل مماثل في وقت سابق من المباراة.

وذكرت وكالة «أنباء فارس» أن الاتحاد الإيراني لكرة القدم قد أوقف اللاعبين عن ممارسة اللعبة إلى أجل غير مسمى وتغريم كل منهما ما يقرب من 40000 دولار. ووفقا للموقع الرسمي للاتحاد، سيمتد هذا المنع إلى أجل غير مسمى لأنه لا يمكن اتخاذ قرار نهائي حتى تتم استشارة «السلطات الأخرى». وقال أحد الحكام من المسؤولين لوكالة «أنباء فارس»، إن نصراتي ورضائي قد يواجهان عقوبة الجلد علنا، والتي ستنفذ على أرض ملعب كرة القدم الذي حدث فيه السلوك المشين.

ووفقا لقواعد المحافظة المتشددة الموجودة في إيران، فإن سلوك اللاعبين يمكن اعتباره «انتهاكا للعفة العامة»، كما ذكر الحكم، فاليولة حسيني، لوكالة الأنباء، والذي أضاف قائلا: «عقوبة هذه الجريمة هي السجن لمدة تصل إلى شهرين والجلد 74 جلدة. وما جعل الأمر أكثر سوءا هو قيامهما بهذه الأفعال أمام أعين الآلاف من المشاهدين وأمام كاميرات التلفزيون».

وقد تغيرت القيم والمعايير الاجتماعية بشكل جذري في إيران على مدى العقد الماضي، نتيجة لارتفاع مستويات المعيشة، وإمكانية الدخول على الإنترنت وإعلام الشبكات الاجتماعية، وغيرها من وسائل الاتصال بالعالم الخارجي بصفة عامة، فقد تسببت زيادة الانفتاح تلك في حدوث رد فعل عنيف، حيث بذل رجال الدين المسلمون الشيعة الحاكمون في البلاد كل ما بوسعهم للسيطرة على الأماكن العامة والتلفزيون وجعل كل من يخرج عن السلوك القويم عبرة لمن لا يعتبر. ويتوجب على الرياضيين والممثلين مراعاة سلوكهم وتصرفاتهم، على الرغم من أنهم ليسوا جزءا من المؤسسة الإسلامية، نظرا لأنهم يعتبرون من الشخصيات العامة.

وقد حكم مؤخرا على ممثلة بالجلد لظهورها في أحد الأفلام من دون غطاء للرأس، ولكن تم إلغاء هذه العقوبة في وقت لاحق. وفي الأسبوع الماضي اضطر لاعب كرة قدم إلى قص شعره الطويل على أرض الملعب قبل أن يلعب إحدى المباريات.

ويقول نجوم كرة القدم الإيرانية إن السلطات هناك مبالغة في رد فعلها إزاء الفعل الطائش الأخير. وقد اعترض علي بارفين، وهو مدرب سابق لنادي برسيبوليس وشخصية تحظى بالاحترام في أوساط لعبة كرة القدم الإيرانية، على المنع المفروض على نصراتي ورضائي، قائلا إن المسؤولين يجب أن يقدموا التوجيهات للاعبين بدلا من معاقبتهما، وأضاف ساخرا: «فلتقوموا بإعدامهما إذا كان هذا سيريحكم».

وقال لاعب المنتخب الوطني السابق، مهدي مهدافيكيا، إن وسائل الإعلام الإيرانية تبالغ بشأن الواقعة وتعطيها اهتماما أكبر من اللازم، حيث قال: «عندما كنت ألعب في ألمانيا، كانت أشياء من هذا القبيل تحدث في كل وقت».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»