مسؤول عسكري أميركي: إيران أكبر تهديد للولايات المتحدة بالشرق الأوسط

ساركوزي: الحديث عن ضربات وقائية ضد إيران متسرع

TT

غابت السياسة والبؤر الساخنة من سوريا إلى فلسطين وتتمات «الربيع العربي» عن البيان الختامي لقمة العشرين الذي صدر في ختام أعمالها بعد ظهر أمس والذي ركز على المسائل المالية والاقتصادية وكيفية مداواتها. غير أن السياسة لم تغب عنه لا في اللقاءات الثنائية بين كبار العالم في هذه القمة التي جمعت الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن وأعضاء مجموعة الثماني الاقتصادية للبلدان الأكثر تصنيعا وقادة الدول الناشئة التي يتعاظم دورها على المسرح العالمي، ولا في اللقاءات الهامشية.

وكان الملف النووي الإيراني الأبرز الذي طفا على سطح المناقشات في مدينة كان لليوم الثاني على التوالي فيما تتواتر المعلومات عن «تحضيرات» إسرائيلية لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية.

وأمس، عاد الرئيس ساركوزي في مؤتمره الصحافي الختامي للبرنامج النووي الإيراني مستبعدا حصول مثل هذه الضربات في الوقت الحاضر. وقال الرئيس الفرنسي ردا على سؤال: «الحديث عن ضربات وقائية فيه تسرع. الأمور لا تحصل بهذه الطريقة. هناك أولا الحوار وعندما يصل الحوار إلى طريق مسدود، هناك العقوبات. وإذا لم تكن هذه العقوبات كافية، (يجب اتخاذ) عقوبات إضافية. ثم إن الأسرة الدولية لا يمكن أن تحل كل المشاكل باللجوء إلى السلاح» في إشارة واضحة إلى التدخل العسكري الدولي في ليبيا وقبله في ساحل العاج.

واستطرد الرئيس الفرنسي متحدثا عن التدخل العسكري: «هذه الأمور خطيرة ولا يمكن بحثها بهذه السهولة بين رؤساء الدول». وأضاف ساخرا: «لا نقول لبعضنا: انظر، ما رأيك في ضربة وقائية؟!». غير أن ساركوزي لم يستبعد في المطلق مهاجمة إيران، إذ أكد أن «الحالة الوحيدة» التي «تبرر» مثل هذا الأمر هي «إذا كانت إسرائيل مهددة في كيانها». وفي هذه الحالة، فإن فرنسا «لن تقف مكتوفة الأيدي».

وليس الموقف الفرنسي جديدا، فسبق لساركوزي أن عبر عنه في لقائه السفراء الفرنسيين حول العالم نهاية أغسطس (آب) الماضي.

وكما فعل الرئيس أوباما أول من أمس، فقد هاجم ساركوزي رغبة إيران في امتلاك السلاح النووي. وليس لباريس، وفق ما يعبر عنه مسؤولوها، «أي شك» في أن الغرض الحقيقي للبرنامج النووي الذي تؤكد إيران أنه سلمي وهدفه إنتاج الطاقة وتحضير البلاد لما بعد مرحلة النفط، هو عسكري. وفي نظر الرئيس الفرنسي، فإن «رغبة إيران المهووسة بالحصول على النووي العسكري انتهاك واضح لكل القواعد الدولية، وفرنسا تدين بشدة عدم احترام إيران لهذه القواعد الدولية».

وكان الرئيس الأميركي أعرب أول من أمس عن التوافق التام بين باريس وواشنطن في ممارسة «ضغوط لا مثيل لها» على إيران لدفعها للتخلي عن برنامجها النووي.

وتأتي إعادة البرنامج النووي الإيراني إلى واجهة الأحداث قبيل نشر الوكالة الدولية للطاقة، الأسبوع المقبل، تقريرا عن هذا الملف.

وتجهد مجموعة «5 زائد واحد» (أي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في إعادة وصل المباحثات المتوقفة مع إيران منذ بداية العام الجاري ولكن دون طائل. وترى مصادر فرنسية رسمية أن إيران «استفادت من اندلاع (الربيع العربي)» ومن الحرب في ليبيا حيث حرفت الأنظار عن هذا الملف. غير أن اقتراب نشر التقرير الدولي والأخبار المسربة عمدا من إسرائيل عن تحضيرات لهجوم استباقي على المنشآت الإيرانية أعادته إلى الواجهة في لعبة الضغوط المتبادلة بين الدول الغربية وإيران.

الى ذلك قال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى أمس (الجمعة) إن إيران هي أكبر تهديد عسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط متجاوزة تنظيم القاعدة. وقال المسؤول، مشترطا عدم الكشف عن اسمه، أكبر تهديد للولايات المتحدة ولمصالحنا ولأصدقائنا هو إيران. وأضاف المسؤول الذي كان يتحدث في منتدى في واشنطن، أنه رغم ذلك لا يعتقد أن إيران ترغب في إشعال صراع، وأنه لا يعلم ما إذا كانت الجمهورية الإسلامية قررت صنع سلاح نووي. من جانبها، أكدت الخارجية الألمانية، أمس، ضرورة حل مشكلة البرنامج النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية. وقال أندرياس بيشكه، المتحدث باسم الخارجية الألمانية، إنه لا يمكنه التعليق على ما أوردته تقارير إعلامية حول خطط لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية. وقال المرشح الرئاسي الجمهوري ريك بيري إنه إذا أصبح رئيسا للولايات المتحدة فسيؤيد ضربة جوية إسرائيلية إلى إيران إذا كانت هناك أدلة على أن طهران تقترب من امتلاك سلاح نووي. وأضاف حاكم ولاية تكساس قائلا في مقابلة مع شبكة تلفزيون «سي إن إن» أذيعت يوم الخميس، «بالطبع نحن سندعم إسرائيل. وقد قلت إننا سندعم إسرائيل بكل طريقة في استطاعتنا سواء كانت دبلوماسية أو سواء كانت عقوبات اقتصادية أو عمليات علنية أو سرية.. بما في ذلك العمل العسكري». ومضى بيري قائلا «لا يمكننا أن نتحمل تبعة السماح بأن يكون هناك رجل مجنون في إيران يضع يده على سلاح نووي». وتشهد حملة بيري تراجعا بعد صعود سريع إلى صدارة استطلاعات الرأي عندما دخل السباق على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية التي ستجري في 2012. ومن المقرر أن يختار الحزب مرشحه في أغسطس (آب).

وأكدت الخارجية الألمانية، الجمعة، ضرورة حل مشكلة البرنامج النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية. وقال أندرياس بيشكه، المتحدث باسم الخارجية الألمانية، إنه لا يمكنه التعليق على ما أوردته تقارير إعلامية حول خطط لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية. وأكد المسؤول الحكومي الألماني في نفس الوقت أن الشكوك الكبيرة حيال الطبيعة المدنية للبرنامج النووي الإيراني «ليست مقصورة على إسرائيل فقط بل إنها موجودة لدى المجتمع الدولي». وطالب بيشكه بتصعيد الضغوط الدبلوماسية على طهران في حال عزز تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه الشكوك، ومن المنتظر أن يصدر هذا التقرير خلال الأسبوع المقبل. كان الخلاف بين إسرائيل وإيران شهد تصعيدا خلال الأيام الماضية، وأجرت إسرائيل في تل أبيب أول من أمس الخميس تدريبا يحاكي تعرض المدينة لهجوم صاروخي.