مظاهرات تعم سوريا في جمعة «الله أكبر».. وقوات النظام ترد بالرصاص وتردي 25 مدنيا على الأقل

المظاهرات تعود لمدن الساحل.. وحمص تدعو لإلغاء مظاهر الابتهاج بعيد الأضحى

TT

واصل النظام السوري قمعه للمظاهرات السلمية في أنحاء البلاد، رغم موافقة النظام على المبادرة العربية التي تدعو لحماية المدنيين ووقف العنف، وقتل في يوم جمعة «الله أكبر على كل من طغى وتجبر»، 25 مدنيا على الأقل، بحسب ناشطين، في المظاهرات التي خرجت في مناطق عديدة من البلاد.

وفي اختبار لنوايا النظام، خرج السوريون في مظاهرات أمس، وتعمد الناشطون الذين قاموا بنقل الأخبار من مناطق المظاهرات أن يبدأوا مساهماتهم بجملة «تنفيذا لقرارات الجامعة العربية، إطلاق رصاص حي على المتظاهرين».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، إن عدد قتلى أمس وصل حتى مساء أمس إلى 25 قتيلا، وتحدث المرصد عن ورود أنباء عن مقتل جنود من الجيش النظامي السوري وجنود منشقين خلال اشتباكات في بلدة كناكر.

إلا أن وكالة الأنباء السورية (سانا) نفت سقوط أي قتلى خلال المظاهرات في أي من أنحاء البلاد، وكتبت في شريط عاجل بقي على الصفحة الرئيسية للموقع طوال اليوم، نقلا عن مصدر إعلامي: «لا وجود لقتلى في المحافظات السورية كما تدعي بعض الفضائيات المستمرة في استخدام أسلوبها التحريضي على القتل».

وخرجت يوم أمس مظاهرات في مختلف أنحاء البلاد، حتى بعض أحياء حمص التي تتعرض لعملية عسكرية شرسة. ففي دمشق خرجت عدة مظاهرات في جامع الحسن في حي الميدان، كما خرجت مظاهرة من جامع حسين الخطاب في حارة القاعة عقب صلاة الجمعة. وتفرقت المظاهرة باتجاه الحارات بعد انقضاض الأمن على المتظاهرين. وفي حي القابون، سارع الأمن فورا إلى إطلاق النار لتفريق المتظاهرين، وفي حي القدم خرجت مظاهرة «ترفض الحوار مع القتلة وتطالب بإعدام الرئيس». وفي حي برزة أطلقت النار لتفريق المتظاهرين كما أرسلت تعزيزات أمنية وجرت حملة مداهمات واعتقالات وسط برزة البلد.

وفي قدسيا في ريف دمشق خرجت مظاهرة من جامع العمري، انقض عليها الأمن والشبيحة وجرى تفريقها بعد عشرين دقيقة من انطلاقها. وفي مدينة حرستا في ريف دمشق قامت قوات الأمن بإطلاق النار لتفريق المتظاهرين وجرت ملاحقات للمتظاهرين. وقالت مصادر محلية إن عناصر في الجيش السوري كانوا مع الأمن في ملاحقاتهم وفيهم من يحمل آر بي جي.

وفي مدينة المعضمية حيث تنتشر قوات الأمن بكثافة كبيرة منذ عدة أشهر، خرجت مظاهرة طالبت برحيل بشار، بعدها زاد انتشار الجيش والأمن وجرت محاصرة كافة المساجد مع نصب حواجز جديدة. وفي مدينة مضايا انطلقت مظاهرة حاشدة من الجامع الشمالي هتفت للمدن المحاصرة ودعت لإسقاط النظام.

أما في حمص، ووسط أنباء عن استعدادات عسكرية ورفع الجاهزية لإعادة الانتشار في شوارع المدينة، خرجت المظاهرات في غالبية أحياء المدينة. وقال ناشطون إن امرأة أصيبت برصاص الأمن في حي كرم الزيتون، الذي قطعت عنه الكهرباء بشكل كامل. كما شوهدت عدة ناقلات جند تدخل بابا عمرو، وفي حي دير بعلبه سجل إطلاق نار من القناصة على المارة من جهة دوار البياضة. كما تمركز قناصة على طريق حماه المطاحن المطلة على الخالدية.

وفي حي بابا عمرو، تجدد ضرب الحي بعد ظهر يوم أمس وسمع أصوات قنابل صوتية بكثافة. وفي الوعر القديم خرجت مظاهرة حاشدة تحت الأمطار من جامع الروضة وأخرى من جامع فاطمة في الوعر الجديد. وفي جامع عباس على طريق حماه جرت محاصرة المصلين عدة ساعات لمنع خروجهم في مظاهرة.

وفي مدينة القصير في ريف حمص، الواقعة على الحدود مع لبنان، خرجت مظاهرة حاشدة من جامع رمزون بعد صلاة العصر، بعد أن تم منع خروج مظاهرة بعد صلاة الظهر من الجامع نفسه. وشهدت مدينة تدمر مظاهرة كبيرة هتفت لنصرة حمص ودرعا ونادت بإعدام الرئيس. وعشية عيد الأضحى، دعا «المكتب التأسيسي لمجلس الثورة في محافظة حمص»، «الأمة الإسلامية إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري»، وقال في بيان له صدر يوم أمس إنه يعتبر «أي تقصير تجاه حماية الشعب السوري هو بمثابة مشاركة للنظام في إجرامه بحق المدنيين العزل». ودعا المكتب «إلى إلغاء مظاهر الابتهاج بعيد الأضحى المبارك لهذا العام، وذلك احتراما لأرواح شهداء الثورة... وتحويل نفقات الابتهاج بالعيد لمساعدة الفقراء والمنكوبي». كما دعا المكتب السياسي إلى عدم التخلف عن صلاة العيد لأن «التكبير والدعاء والتضرع إلى الله تعالى هو أمر عظيم في هذه الأوقات».

وفي حماه، قالت مصادر محلية إن إطلاق النار لم يتوقف طيلة يوم أمس، حيث جرى إطلاق نار كثيف في منطقة الحميدية لتفريق مظاهرة حاشدة والمتظاهرون يكبرون، وأخرى في حي الكرامة. كما قال ناشطون في حماه إن أكثر من عشرة متظاهرين أصيبوا في حي طريق حلب بعد إطلاق قوات الأمن النار على المصلين في جامع عثمان.

وفي ريف حماه خرجت مظاهرات حاشدة في بلدات حريتان وصوران وحلفايا وتفتناز. وفي مدينة الرستن الواقعة في قبضة الجيش خرجت مظاهرة طيارة من جامع أبو عمو وجرى اعتقال نحو 20 متظاهرا واقتيادهم إلى النادي الرياضي مكان تجمع قوات الأمن.

وفي إدلب - شمال غرب - خرجت مظاهرات كبيرة في المدينة وفي مدن وبلدات المحافظة، حيث خرجت مظاهرة في قرية كفر عميم رغم الأمطار الغزيرة طالبت بحظر جوي وإعدام «السفاح بشار»، واتجهت إلى قرية ريان وانضمت إليها قرية شيخ إدريس والقرى المجاورة. وفي النيرب خرجت مظاهرة حاشدة جابت الشوارع وعلت تكبيرات العيد وطالبت بإعدام الرئيس والحماية الدولية.

وفي حلب، خرجت مظاهرة في منطقة صلاح الدين وقام الأمن والشبيحة بمهاجمتها وإلقاء القنابل المسيلة للدموع إلا أن أحد المتظاهرين التقط قنبلة قبل تفجرها ورماها باتجاه قوات الأمن الذين سارعوا إلى الهروب، فعاد المتظاهرون للتجمع. وفي منطقة الباب في حلب جرت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين.

وفي درعا خرجت مظاهرات في درعا المدينة وغالبية مدن وبلدات حوران، وانطلقت المظاهرة الحاشدة في حي الأربعين في درعا البلد طالبت بإعدام الرئيس واعتبرت الجامعة العربية خائنة، وقامت قوات الأمن بإطلاق النار لتفريقها، مما أسفر عن إصابات عديدة.

وفي شمال شرقي البلاد خرجت مظاهرات في الحسكة وفي دير الزور والبوكمال، وجرى إطلاق نار لتفريق المظاهرات هناك مع انتشار أمني مكثف في محيط الجوامع.

وفي الساحل عادت مدن الساحل بقوة إلى دائرة المظاهرة الحاشدة والتي كانت من أوائل المدن المنتفضة في البلاد وتعرض لعمليات قمع وحشية، ولا تزال تعاني من الوجود الأمني المكثف، وخرجت يوم أمس مظاهرة من منطقة الرمل الجنوبي رغم القمع الشديد هناك. وقال ناشطون إن المصلين خرجوا من جامع أبو الدرداء في الطابيات في مظاهرة كبروا فيها وهتفوا لإسقاط النظام وهجم عليهم الأمن بعد دقائق وقام بإطلاق النار وملاحقة المصلين وفي جبلة الساحلية خرجت مظاهرة من جامع المنصوري وجرى اعتقال أكثر من عشرة شبان حيث قامت قوات الأمن بالهجوم على المتظاهرين بوحشية لتفريق المتظاهرين.

وفي مدينة بانياس الساحلية، تظاهر المصلون داخل الجامع لنصرة حمص، فقامت عناصر الأمن والشبيحة باقتحام الجامع وخلع بابه، وجرى إطلاق نار كثيف.