السوريون للحكام العرب: من يهدد بحرق المنطقة ليس رئيس دولة بل رئيس عصابة

انتقدوا مبادرة الجامعة العربية وتساءلوا: مبادرة أم مؤامرة؟

TT

خيم الطابع الديني على الشعارات التي رفعت أمس في جمعة «الله أكبر على من طغى وتكبر»، في سوريا، ومع أن الدعاء لله وتعليق الآمال عليه وحده تكاد تكون إحدى السمات الرئيسية للشعارات الاحتجاجية السورية، لكنها تزايدت يوم أمس بعد أكثر من تسعة أشهر من القمع المتصاعد بالنار والحديد.

وعشية عيد الأضحى، رفع المتظاهرون السوريون لافتة تطلب من الحجاج في عرفات الدعاء وتقول لهم «منكم الدعاء ومنا الصبر». كما رفعت لافتات أخرى عاتبة على الجامعة العربية التي أعطت للنظام فرصة ثانية ليتمادى في قمعهم، إلا أن جوابهم كان «الحوار على رحيل بشار».

وجاء في رسالة للجامعة العربية وجهها المتظاهرون في تفتناز بريف حماه: «إلى الجامعة العربية.. هرمنا.. سجلوا تاريخا جديدا». أما في درعا فكانوا يغنون في الصنمين «وين الملايين الشعب العربي وين». وكتبوا قراءتهم للمبادرة العربية والتي هي «أولا: اعصبوا أعينكم ولا تروا الدبابات. ثانيا: اقتلوا أنفسكم كي لا يقتلكم النظام. ثالثا: اقطعوا ألسنتكم كي لا تنطقوا بالحق».

ووجهوا رسالة إلى الرئيس بشار الأسد بأن عليه أن يختار بين أربعة احتمالات «التنحي، الإعدام، المحكمة، أو الهروب»، في حين نصحوا شقيقه ماهر بالهروب.

وفي درعا تساءل المتظاهرون «أين الأقوال من الأفعال؟». وكان التركيز في غالبية المظاهرات على اتهام الرئيس السوري بالكذب، فرفعت لافتات في أكثر من مظاهرة تضمنت كلمة واحدة كبيرة «كذاب» و«منحبك ترحل» وذلك ردا على مؤيدي الرئيس الذين يرفعون لافتات «منحبك».

وفي منطقة الحولة في حمص استخدم المتظاهرون ثلاث كلمات «بشار كذاب فاجر»، وكلمتين أخريين للجامعة العربية تدينان اتفاقها مع النظام السوري ومبادرتها لحل الأزمة وهما «مبادرة أم مؤامرة». لكن في قرى حوران كانت الرسالة أوضح «يا حكام العرب والخليج من يقول أنه سيحرق منطقة الشرق الأوسط والخليج ليس برئيس دولة وإنما هو رئيس عصابة».

وفي بانياس، كان المتظاهرون أكثر مباشرة في مطالبتهم بحلف الناتو التدخل، وتجاوزا المبادرة العربية، وعبروا عن الخلاصة التي يرونها الآن على الأرض بعبارة «السوري خلصو دماتو بدنا تدخل الناتو».

وفي حمص في حي بابا عمرو الذي يتعرض للقصف، كان المطلب «منطقة عازلة لا يجرؤ النظام على اقتحامها مثل الجولان». ورفعت لافتات كتب عليها أن «إبادة جماعية تجري في بابا عمرو وتمتد إلى كل حمص».

أما في انخل بحوران، سخر المتظاهرون من «عميد الأسرى العرب» سمير قنطار الذي توعد بقطع أيدي المناهضين للنظام في سوريا، وكتبوا «سمير قنطار بتسع نعل البطل وئام عماشة» ووئام عماشة الأسير السوري الذي خرج مؤخرا من سجون الاحتلال الإسرائيلي في الصفقة التي أتمتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، وفور تحرره أعلن تضامنه مع الثورة السورية، ما جعل الإعلام السوري يستبعده من حملته الدعائية حول الأسرى. وقال أهالي أنخل «صبرا سوريا موعدنا الحرية».