مرشحات إسلاميات لبرلمان مصر يطمحن في تغيير «اللوائح الذكورية» للجماعات الدينية

يرتدين الحجاب والنقاب وتحدثن لـ «الشرق الأوسط» عن أملهن في الترقي لمواقع قيادية داخل «الإخوان» و«السلفيين»

مرشحة منتقبة بين عدد من مرشحي حزب «الحرية والعدالة» (تصوير: عبد الله السويسي)
TT

من المعلوم أن اللائحة الحالية التي تنظم أمور جماعة الإخوان تقتصر علي التمثيل الذكوري في المستويات الإدارية المختلفة، و«من الوارد أن يتم إعادة دراسة هذا الأمر في المرحلة المقبلة»، هكذا قالت وفاء مشهور ابنة المرشد الخامس لجماعة الإخوان المسلمين مصطفى مشهور، التي تسعى لشغل مقعد في البرلمان المصري القادم في أول انتخابات بعد ثورة 25 يناير التي أسقطت حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وبدا أنها يمكن أن تسقط لوائح أخرى هيمن فيها الرجل على مقدرات المرأة استنادا لحجج مختلفة.

وتأمل مرشحات إسلاميات للبرلمان المقرر إجراء انتخاباته أواخر هذا الشهر، في تغيير «اللوائح الذكورية» داخل الجماعات الدينية التي ينتمين إليها، ومنها جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب السلفية، ووضع إصلاحات للترقي في المواقع القيادية داخل الجماعات التي تحرم المرأة من شغل مناصب يمكن أن تكون لها فيها كلمة ملزمة للرجال، بزعم أن ذلك يتعارض مع الدين. وتحدث عدد من هؤلاء السيدات لـ«الشرق الأوسط» عن طموحاتهن في المستقبل، بعد ترشحهن كممثلات للتيار الإسلامي ضمن القوائم الانتخابية في عدة محافظات منها أسيوط والجيزة والقاهرة والغربية، ومن بين المرشحات اثنتان على الأقل منتقبتان، والأخريات يرتدين الحجاب.

تتصدر وفاء مشهور المرشحة عن حزب جماعة الإخوان (الحرية والعدالة) لمجلس الشورى (المجلس الثاني في البرلمان) القائمة الانتخابية عن دائرة أسيوط في صعيد مصر المحافظ بطبيعته. وأضافت قائلة: «بشكل عام.. طموحي كبير للمرأة المصرية في الفترة القادمة، فهي لا يليق بها إلا موقع الريادة بين نساء العالم وبما أن لها حقا قانونيا في مشاركتها في البرلمان فهي فرصة كي تشارك في العمل السياسي وتعرض رؤيتها في التغيير والإصلاح».

وكثير من السيدات المصريات يخضن الانتخابات لأول مرة بعد أن ألزم قانون الانتخابات بترشيح سيدات على القوائم الانتخابية، وتعتبر نساء أخريات خوض الانتخابات نوعا من التحدي لسنوات طويلة من الحرمان السياسي، خاصة في الأرياف والمدن البعيدة عن العاصمة، سواء كن من التيارات الدينية أو غيرها.

وقالت مشهور إن ثقافة المجتمع الشرقي والواقع الذي نعيشه «قد لا تعطي أولوية كبيرة لترشح المرأة، وأعتقد أن هذه الثقافة في طريقها للتغير نسبيا»، مشيرة إلى ما تحوزه من «رصيد» بين الناخبين كونها خاضت انتخابات البرلمان عن محافظة أسيوط، في انتخابات البرلمان لعام 2010 مما أتاح لها «زيارة كافة أرجاء المحافظة والاحتكاك بالجماهير».

أما عن طموح المرأة داخل جماعة الإخوان المسلمين في الترقي للمناصب المختلفة داخل الحزب وداخل الجماعة كعضوية مكتب الإرشاد مثلا، فأوضحت السيدة مشهور أن الجماعة تهتم بالمرأة، معربة عن اعتقادها أن تفرض المرحلة الحالية على الجماعة ترك مزيد من مساحة الحركة للنساء.. وقالت: «أعتقد أن المناخ في المرحلة التي نعيشها سيفرض مساحة من الحركة الواسعة التي تتيح للجميع فرصة للعطاء والتميز».

وتسعى الدكتورة عبير المنشاوي، المرشحة عن حزب الإخوان أيضا بمحافظة الغربية لمجلس الشعب (المجلس الأول بالبرلمان)، للتدليل على وحدة المسؤولية السياسية للرجل والمرأة على قدم المساواة. وتعمل الدكتورة المنشاوي مدرسة للطب الشرعي بكلية الطب جامعة طنطا وهي كذلك أمينة المرأة لحزب الحرية والعدالة. وقالت عن «طموح الأخوات المسلمات» داخل جماعة الإخوان إن «هناك مطالبات عديدة في داخل الجماعة بعد ثورة 25 يناير بترقي المرأة في المناصب داخل الجماعة وهو إحدى أمنيات وأحلام المرأة في جماعة الإخوان المسلمين في الفترة القادمة وبالفعل قدمنا طلبا إلى المرشد (العام للإخوان) ووعدنا بالنظر فيه خلال الفترة القادمة».

وأشارت الدكتورة المنشاوي إلى أن «أول شيء ينبغي على الجميع التركيز عليه في الوقت الحالي هو توفير الأمن للناس يليه محاولة تحسين الوضع الاقتصادي الذي يعانى من مشكلات شديدة في هذه المرحلة الحرجة»، إضافة إلى «قضايا التعليم والصحة.. كما أعتقد أن المرأة سيكون لها نظرة في بعض القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية والتي تتسبب أحيانا في مشكلات لها».

وأضافت الدكتورة منال أبو الحسن مرشحة حزب الحرية والعدالة عن دائرة مدينة نصر بشرق القاهرة أن المرأة في البرلمان القادم سيكون لها مجالات عديدة أخرى للمشاركة السياسية. وتعمل الدكتورة أبو الحسن مدرسة في كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة السادس من أكتوبر، وفي كلية الدراسات الإسلامية شعبة الصحافة والإعلام بجامعة الأزهر، كما تشغل أمينة المرأة لحزب الحرية والعدالة بالقاهرة.

وقالت الدكتورة أبو الحسن التي خاضت تجربة انتخابات البرلمان الماضية، إن هناك أخوات من جماعة الإخوان يرغبن في شغل المواقع الإدارية التي ظلت حكرا على الرجال، موضحة أن هناك أخوات يرغبن في المشاركة في جميع المستويات الإدارية للجماعة و«الأمر محل دراسة ومناقشة».

واستحوذت السيدة منى صلاح على اهتمام وسائل الإعلام بسبب تقدمها بأوراق ترشحها عن حزب «النور» السلفي لانتخابات البرلمان عن دائرة الجيزة، رغم أنها ترتدي النقاب الذي يخفي وجهها كاملا ما عدا عينيها. والسيدة صلاح معروفة كداعية إسلامية وتترأس أيضا «جمعية منابر النور الخيرية». وهي موجودة داخل حركة يرفض متشددوها تولي المرأة مناصب قيادية. وقالت: «النساء شقائق الرجال ويجب أن يولى من يصلح سواء كان رجلا أم امرأة». وبالنسبة لقضية النقاب أوضحت أنها لا ترى أنه يعيقها عن فعل الخير والعمل العام.