خلافات في حزب النور السلفي بسبب واقعة تغطية تمثال بالإسكندرية

المتحدث باسمه لـ «الشرق الأوسط» : محاولات لإيقاعنا في مشاكل داخلية

TT

تسببت واقعة قيام عدد من شباب الدعوة السلفية بتغطية تمثال لـ«حوريات البحر»، بمدينة الإسكندرية (220 كيلومترا شمال غربي القاهرة) بعد أن اعتبروه تمثالا خارجا ونوعا من أنواع الأصنام، في خلاف بين قيادات حزب النور ذي المرجعية السلفية، إذ أعلن نادر بكار رئيس اللجنة الثقافية بالحزب، أحد المتحدثين الإعلاميين باسمه «أن لجنة من الشيوخ داخل الحزب بدأت في التحقيق في الواقعة لمعرفة من الذي قام بتغطية التمثال، وخلال أيام ستصدر اللجنة العقوبات المناسبة على مرتكب الواقعة»، إلا أن الدكتور محمد نور المتحدث الرسمي باسم حزب النور نفى تشكيل أي لجان للتحقيق في واقعة قيام عدد من شباب الدعوة السلفية والحزب بتغطية التمثال. وقال نور لـ«الشرق الأوسط»: «قصة تغطية التمثال بعيدة عن حزب النور، ولسنا متورطين في الواقعة، والحزب ليس جهة تحقيق». وكان حزب النور السلفي قد عقد مؤتمرا دعائيا لمرشحيه في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها أواخر الشهر الحالي بمنطقة الرأس السوداء بالإسكندرية، وفوجئ الحاضرون بقيام منظمي المؤتمر بتغطية التمثال الضخم الموجود في وسط الميدان بالقماش والحبال، وحجبه تماما عن الحاضرين، معتبرين أنه «خارج» ونوع من الأصنام. ويصور التمثال مجموعة من حوريات البحر يرتدين الزي الإغريقي ويحملن نافورة مياه.

وجددت واقعة تغطية تمثال الإسكندرية، الجدل الدائر في مصر بشأن موقف التيار السلفي من التماثيل والقضايا الخلافية الأخرى، حيث سبق أن اتهم المجلس الأعلى للآثار في مصر السلفيين بإسقاط تمثال الملك الفرعوني «سنوسرت الثالث» بمحافظة المنصورة (التي تبعد 120 كم شمال شرقي القاهرة)، كما اتهم ناشطون سياسيون السلفيين بهدم تمثال للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في محافظة سوهاج بصعيد مصر.

وشهدت مصر منذ ثورة «25 يناير» التي أسقطت نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير (شباط) الماضي بعد ثلاثين عاما من الحكم، ظهورا مكثفا للسلفيين، وهو ما أثار قلق الليبراليين واليساريين والمسيحيين في البلاد، خاصة مع تنامي الدور السياسي للإسلاميين المتشددين وتصريحاتهم بشأن الاستحواذ على الأغلبية في مجلس الشعب (البرلمان المصري)، حسب مراقبين. وسبق أن أعلنت الجماعات السلفية حكمها على تاريخ مصر وحضارتها على لسان الشيخ عبد المنعم الشحات المتحدث الإعلامي باسم التيار السلفي، الذي قال إن حضارة مصر الفرعونية، حضارة «عفنة» ويجب تحطيم الأصنام وتشميع أوجه التماثيل، لأنها تشبه الأصنام التي كانت موجودة بمكة في عصر الجاهلية، وأيضا ما جاء على لسان الداعية السلفي الشيخ محمد حسان، بأنه يجب طمس أي تمثال يجده المسلم في منزله. وحول تأثير دعوة مشايخ السلفية لتغطية التماثيل على الشباب السلفي، قال الدكتور محمد نور: «إن هذه الأمور، أمور شرعية، ونحن كحزب سياسي بعيدون عنها»، مضيفا: «عندما سألت الشيخ الشحات عن تصريحاته بشأن تغطية التماثيل، أكد لي أن تصريحه جاء نتيجة وجود خلاف شرعي حول تغطية التماثيل، ولذلك يصبح تغطيتها، حينئذ، حلا من الحلول». وأضاف نور: «نحن كحزب سياسي، نقول غير ذلك نهائيا.. ونرى أن هدم أو تغطية أي تمثال يدخل ضمن قرارات الدولة المصرية التي يجب على الجميع احترامها، وأنه لو تم بالفعل الموافقة على ذلك، فلا بد أن يكون وفق فتوى صادرة من مؤسسات الإفتاء في مصر، وليس من فتوى أفراد مهما ارتفع شأنهم».

وعن سبب إلصاق تهم هدم التماثيل بالسلفيين دائما، قال المتحدث الرسمي باسم حزب النور «هناك صورة ذهنية سلبية موجودة لدى المصريين عن التيار السلفي، وهناك محاولات لافتعال أزمات وإيقاع التيار السلفي في مشاكل داخلية نظرا لانتشاره في الشارع المصري، لكن التيار السلفي أنضج من هذا». وأشار نور إلى أن الحزب يحاول تغيير المفاهيم لدى المصريين عن الأمور التي يتحدث فيها شيوخ السلفية، والتي قد يعتبرها البعض أمورا متطرفة، لكن هذا يحتاج إلى وقت، حسب قوله.. «لأننا ما زلنا في بداية التجربة الحزبية والسياسية بعد غياب طويل، ونحن مشغولون الآن ببناء قاعدة للحزب». وأضاف قائلا «لا ندعي الكمال ولا نقول إننا مخضرمون، ولذلك سوف تجد بعض التصريحات من قيادات الحزب قد تفهم خطأ، لكن الزمن قد يصحح كثيرا من المفاهيم». وتوقع خبراء سياسيون حدوث خلافات داخل حزب النور بسبب تضارب تصريحات قياداته، مؤكدين ضرورة وجود حل من الحزب لحسم أمر التصريحات التي قد تحدث جدلا في الشارع المصري. ومن ناحية أخرى، قامت صفحة إخبارية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» باسم «السلف اليوم» بنشر «مقطع مصور» للمرشح المحتمل لرئاسة مصر الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل مع الإعلامية ريم ماجد في برنامج «بلدنا بالمصري» على الفضائية المصرية «أون تي في» مساء أول من أمس، وقاموا بعمل غمامة سوداء على وجه ريم ماجد أثناء كلامها حتى لا يظهر وجهها.