لجنة شعبية يهودية: المخابرات الإسرائيلية هي التي قتلت رابين

المطالبة بإخراج رفاته وإعادة التحقيق في اغتياله

TT

بعد مؤتمر تضمن أبحاثا عديدة حول مقتل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إسحق رابين، خرج مئات المشاركين فيه باتهام صريح لجهاز المخابرات العامة «الشاباك»، بأنه هو القاتل الحقيقي. وطالبوا بإعادة التحقيق في مقتل رابين من جديد، وإخراج رفاته من القبر لمصلحة هذا التحقيق.

وقال رئيس اللجنة الشعبية للتحقيق في مقتل رابين، يعقوب فيركر، إن إيغال عمير، الشاب المستوطن الذي أدين بقتل رئيس الوزراء الأسبق، لم يكن سوى صورة شكلية في هذه الجريمة. وإن الرصاص الذي أطلقه لم يصب رابين. وإن هناك شخصين آخرين أطلقا الرصاص على رابين، أحدهما من الخلف والثاني من الأمام، لا يزالان طليقين. وإن هناك شخصا ثالثا قتل في هذه الجريمة، هو أحد حراس رابين، وقد تم دفنه بسرية في الساعة الحادية عشرة ليلا، أي بعد ساعتين من مقتل رابين.

يذكر أن رابين قتل في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1995. وأدت التحقيقات إلى محاكمة عمير، وهو من شبيبة الاستيطان المتدينين. وحكم عليه بالسجن المؤبد. وأقيمت لجنة تحقيق رسمية في إسرائيل برئاسة القاضي، مائير شمغار، أكدت نتائج التحقيق في الشرطة. وبدا واضحا أن اغتيال رابين تم انتقاما منه لأنه كسر القوالب السياسية الإسرائيلية ووافق على مفاوضة منظمة التحرير الفلسطينية وتوصل معها إلى اتفاقيات أوسلو، التي تتحدث عن تسوية مؤقتة كان المفترض أن تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية بعد 5 سنوات، لكنه قتل بعد سنتين من التوقيع على الاتفاق. وكانت قد سبقت عملية اغتياله موجة تحريض شرسة ضده من أحزاب اليمين وفي مقدمتهم بنيامين نتنياهو بشكل شخصي، الذين كان قد انتخب لتوه لرئاسة الليكود. وقد رفعت صورة لرابين بزي ضابط عسكري في الجيش النازي الألماني.

لكن الجمهور الإسرائيلي لم يستنتج النتائج الصحيحة من ذلك. وانتخب نتنياهو ليخلف رابين في رئاسة الوزراء. وشيئا فشيئا راح يجعل من ذكرى رابين مجرد حدث عابر. وفي استطلاع رأي نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، تبين أن نصف الجمهور الإسرائيلي لم يعد يبدي اهتماما بيوم ذكرى اغتيال رابين، في حين تنخفض هذه النسبة إلى 26 في المائة فقط بين صفوف المتدينين اليهود.

وصرح أحد أعضاء لجنة التحقيق، البروفسور أريه زروتسكي، أمس، بأن هذه اللجنة كانت محدودة الصلاحيات ولم تعط في كتاب التعيين صلاحيات للتحقيق في كل شيء. ولذلك فإن تحقيقها ناقص. وقال إنه حاول إكمال التحقيق على مسؤوليته، ولكن توقف بعد حين. والسبب في هذا التوقف، هو «أنني وجدت أن الجمهور لا يهتم ولا يريد أن يعرف، وأن الشاباك راح يناصبني العداء ويطاردني ويتنصت على هاتفي».

وقال الخبير في التشخيص الجنائي، ألكس فيلر، إنه حقق بنفسه في اغتيال رابين لمدة عشر سنوات، وخرج بنتيجة واضحة أن هناك على الأقل قاتلا آخر لرابين، لم تعرف هويته ولم يلق عقابه. وأضاف خلال المؤتمر «رابين تعرض لثلاث رصاصات، واحدة من الأمام واثنتين من الوراء. فلو افترضنا جدلا أن عمير أطلق الرصاصتين من الخلف، فإن شخصا آخر هو الذي أطلق من الأمام وأصاب رابين في بطنه، على بعد 7 سنتمترات من قلبه».

وكشف فيلر أنه توجه إلى الشرطة بنتائج تحقيقاته والوثائق والأدلة، طالبا إعادة التحقيق «لكنهم صدوني بحزم وقالوا إنه لا يمكن التحقيق في جريمة قتل بعد أكثر من عشر سنوات».