اللواء التركي لـ «الشرق الأوسط»: لا توجد معلومات تشير إلى إمكانية الإضرار بأمن وسلامة حجاج هذا العام حتى الآن

كشف أن الحجاج غير النظاميين سيحالون إلى هيئة التحقيق والادعاء العام ثم المحاكمة الشرعية

اللواء منصور التركي الناطق الرسمي لوزارة الداخلية متحدثا للإعلاميين أمس في مشعر منى (تصوير: عبد الله آل محسن)
TT

أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية عدم وجود أي معلومات تشير بأي صورة إلى وجود أضرار تهدد سلامة الحجاج في موسم هذا العام حتى الآن.

وقال اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، إنه لا توجد أي معلومات تشير لوجود أي أمر قد يهدد سلامة الحجاج أو يتسبب في الإضرار بالأمن بأي صورة كانت.

وكان الأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا، قد أكد في مؤتمر صحافي عدم توقعه بمشاكل في الحج لهذا العام، وأن بلاده ستقوم بمنع أي فوضى مفترضة بالطرق السلمية. وأكد في الوقت ذاته على انتظار دور سعودي في التضامن العربي بعد الثورات التي حدثت في بعض الدول العربية. وبين الأمير نايف أن «المملكة تعمل دائما وتدعو إلى التضامن العربي، وهذه سياستها ولن تتغير إن شاء الله». وأضاف «الحمد لله، نحن في اطمئنان واستقرار سياسي واقتصادي واجتماعي وفي كل النواحي».

وبالعودة إلى تصريحات المتحدث باسم وزارة الداخلية، بين أنه «من واقع استشعارنا بمسؤولياتنا تجاه حجاج بيت الله الحرام فنحن نحرص كثيرا على اتخاذ كل الإجراءات والتدابير الوقائية، بما يضمن الاستعداد التام للتعامل مع أي احتمالات وأي حالات». وشدد اللواء منصور التركي على أن وزارة الداخلية لا تنتظر المفاجأة لحين وقوع أي حوادث أمنية، وعليه يجري العمل بمنطلق الاستعداد التام بما يجعلنا قادرين بتوفيق الله على تحقيق الهدف الأسمى لأمن وسلامة الحجاج.

وعاود الناطق بلسان الداخلية التأكيد على أنه لا توجد أي تعاميم أو معلومات أو قضايا تدل على أي شيء يخل بأمن وسلامة حجاج بيت الله. وأوضح التركي أن الإجراءات الأمنية تسير وفق انضباط عال من قبل حجاج هذا العام، والكل منصرف لأداء العبادات، وليس هناك ما يخيف في هذا الصدد. وجدد قوله بأن المملكة تسخر كل إمكانياتها للمحافظة على أمن وسلامة حج هذا العام.

من جانبهم، أبرز عدد من المسؤولين في القطاع الأمني والصحي الاستعدادات التي تمت خلال هذا الأيام المنصرمة والمتعلقة بحج هذا العام. وقال اللواء منصور التركي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في مقر الأمن العام في مشعر منى، اكتمال وصول وتوافد الحجاج إلى مكة المكرمة، حيث بدأ توافدهم في مشعر منى منذ مساء أول من أمس، وذلك لقضاء يوم التروية، والتصعيد بعد ذلك. وكشف أن الحجاج غير النظاميين أو المتسللين الذين تمت إعادتهم عبر نقاط فرز الحجاج سيتم التعامل معهم بإحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام ثم إلى المحاكمة الشرعية. وبين أن الإحصائيات النهائية التي تعلن من قبل جهة مختصة وهي مصلحة الإحصاءات العامة، والأرقام العامة تفيد بزيادة بنحو 1.48 في المائة في حجاج الخارج، وهي زيادة تعتبر طفيفة جدا، إضافة إلى أن الأعداد الأولية بحسب المعلومات غير النهائية، تشير إلى وجود 1.280.448 حاجا، على أن الحجاج الداخل 150 ألف حاج، ومن المقيمين ما يربو على 1459 حاجا. وأوضح التركي أنه من المعلوم أن نحو 50 في المائة زاروا المدينة المنورة، خلال فترة ما قبل الحج، والنصف الآخر يزورها ما بعد انقضاء موسم الحج، أي ما يربو على 900 ألف حاج زاروا المدينة في الفترة السابقة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الداخلية أن هناك جهودا حثيثة تجري في المداخل الرسمية أو الفرعية، أو الطرق الترابية الموصلة إلى المشاعر المقدسة، للتصدي والحد من الحجاج غير النظاميين. وأكد أن رجال الجوازات أعادوا ما يربو على 98.321 حاجا غير نظامي من مداخل مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وهذه الأرقام حتى نهاية يوم 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وأكد أن هناك ذروة في الوصول إلى المشاعر المقدسة بالنسبة لحجاج الداخل، فيما أوضح أنه على ضوء هذه المرشحات فإن هذه الأرقام مرشحة للزيادة.

وبين التركي أن من الخطط التي نفذت خلال اليومين الماضيين، والمتعلقة بتنظيم حركة المرور، بات من الواضح أن هناك انسيابية في حركة المرور حول وداخل المشاعر المقدسة، وهذا مؤشر إيجابي ومشجع، فيما شدد على وصول الرسالة إلى حجاج الداخل والمتعلقة باستخدام السيارات التي تقل سعتها عن 25 راكبا.

وجدد التأكيد على الجهود التي يقوم بها رجال المرور والأمن، على حجاج الداخل، والمقيمين داخل السعودية، فيما عرج خلال حديثه على أن هناك جهودا تجري على طرق المشاة التي تربط بين المشاعر المقدسة. وأكد أن الجهات التي تتعاون مع وزارة الداخلية تحرص على توفير الإجراءات الوقائية للحرائق، لا سيما من منع نقل الغاز عبر المنافذ المؤدية إلى المشاعر. وأكد أن خطة منع الافتراش بدأت منذ مساء البارحة الأولى، بما يضمن السيطرة التامة المبكرة على شبكة الطرق والطرق المؤدية إلى جسر الجمرات في يوم العاشر، إضافة إلى يوم التروية.

وعرج التركي خلال المؤتمر الصحافي على أن معالجة الحجاج غير النظاميين تبدأ وفق عدة محاور، تبدأ بضبط مكاتب الحج الوهمية في المناطق، وعبر القوة الخاصة التي تم استحداثها في المداخل الفرعية بالمشاعر المقدسة، وكذا من خلال زيادة جرعات الوعي للحجاج، مشيرا إلى أن ظاهرة الافتراش ترجع إلى جانبين، الأول يتعلق بالطاقة الاستيعابية لمشعر منى حيث يلجأ جزء من الحجاج الذين يسكنون خارج منى للمبيت بها لبعض الوقت، فيما يرتبط الجانب الثاني بالحج غير النظامي. وبين الناطق بلسان الداخلية أن الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن تحرص أثناء تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة، خاصة الدفاع المدني، على تنفيذ الإجراءات الوقائية من الحرائق، وذلك لأن حجاج بيت الله الحرام يقيمون في خيام تؤدي في كثير من الأحيان إلى نشوب الحرائق. وتابع «هناك تركيز مكثف على الإجراءات الوقائية داخل المشاعر، ومنها منع نقل الغاز في المشاعر المقدسة، وخطط لمنع الافتراش بما يضمن السيطرة التامة المبكرة على شبكة الطرق والساحات المحيطة بالجمرات لضمان نجاح خطط التصعيد أو النفرة»، فيما ذكر أن الإحصائيات الواردة تؤكد نقل ما نسبته 67 في المائة من حجاج الخارج قبل ظهر أمس إلى المشاعر المقدسة.

إلى ذلك، طمأن الدكتور خالد مرغلاني، المتحدث الرسمي بوزارة الصحة، الجميع على أن حالة ضيوف الرحمن ممتازة، ولم تسجل حتى الساعة أي ظهور لأي أمراض وبائية أو محجرية. وأوضح أن استعدادات وزارة الصحة لهذا العام تتضمن تجنيد أكثر من 20 ألف ممارس صحي، ونحو أربعة آلاف سرير و24 مستشفى مجهزا و144 مركزا صحيا للرعاية الصحية الأولية، تهيأت جميعها لخدمة ضيوف الرحمن. وأفاد بأن مستشفيات مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة شهدت حتى الآن 290 عملية للقسطرة القلبية ونحو 20 عملية قلب مفتوح.

إلى ذلك، أكد الرائد عبد الله الحارثي المتحدث الرسمي للدفاع المدني، استكمال مديرية الدفاع المدني جهودها في خدمة الحجيج والحفاظ على سلامتهم، وذلك بمباشرة ما يربو على 22 ألف فرد، وعبر 19 طائرة، و6 آلاف آلي، و450 وحدة في المشاعر المقدسة، إضافة إلى وجود 471 مشرفا وقائيا. وأشار إلى أنه تم التصريح لأكثر من 7 آلاف مسكن بطاقة تصل 1.7 مليون قاطن.

كذلك أكد الدكتور خالد الحبشي، المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر السعودي، أن جميع المؤشرات الإسعافية مطمئنة إلى حد الآن، وأنه حتى مساء يوم أول من أمس تعاملت الهيئة مع 3070 حالة إسعافية، وتم التعامل معها إما في الميدان، أو في المراكز والمستشفيات الصحية المنتشرة. وأبرز الحبشي الإمكانيات التي وفرتها هيئة الهلال الأحمر، ومنها مشاركتها لأول مرة بـ20 سيارة تدخل سريع، حديثة، ويعمل عليها أطباء متخصصون في طب الطوارئ، وتستخدم لأول مرة في المملكة، إضافة إلى التوسع في الفرق على الدراجات النارية. وأفاد بأن الإسعاف الجوي منذ إنشائه السنة الماضية تعامل مع أكثر من 60 حالة، فيما تعامل هذا الموسم مع 12 حالة، لافتا إلى التجربة الحديثة التي تطبقها الهيئة بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والخاصة بدعم النقل المرئي ودعم الاتصالات عبر عدد من النقاط في عرفات.

وبين أن الهيئة وفرت 5 غرف عمليات للقيادة والسيطرة في مكة والمشاعر للحوادث الطارئة، وكذا في حال حدوث خلل بغرفة عمليات التحكم الخاصة بالهيئة التي تم استحداثها هذا العام.