اليمن: قتلى وجرحى في مواجهات مسلحة في أرحب واستمرار المظاهرات

مصادر دبلوماسية: الرئيس صالح مستعد لتفويض نائبه عقب عيد الأضحى

مناصرو الرئيس اليمني أثناء تجمع في ميدان السبعين جنوب العاصمة صنعاء فيما سموه جمعة «اليمن في أعناق الجميع» (أ.ف.ب)
TT

تواصلت، أمس، الاشتباكات في منطقة أرحب بشمال العاصمة صنعاء بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين القبليين المؤيدين للثورة المطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح، في وقت استمرت فيه المظاهرات المناوئة للنظام والأخرى المؤيدة له.

وقال شهود عيان في أرحب لـ«الشرق الأوسط» إن المواجهات تواصلت بين قوات الحرس الجمهوري والمسلحين القبليين الذين تقول السلطات إنهم ينتمون لأحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» و«الإخوان المسلمين»، وإن عددا من القتلى والجرحى من الجانبين، سقطوا في المواجهات، وذكرت مصادر محلية أن القوات الموالية لصالح قصفت القرى بـ«الكاتيوشا» والمدفعية الثقيلة، وفي الوقت الذي لم يعلن فيه الطرفان عن خسائرهما البشرية، فقد أكدت مصادر طبية في مستشفى «48» التابع للحرس الجمهوري لـ«الشرق الأوسط» أن المستشفى تلقى عشرات القتلى والجرحى من العسكريين خلال الساعات الـ48 الماضية.

وقد أدت هذه المواجهات إلى نزوح آلاف السكان من قراهم في أرحب ونهم وهما منطقتان تبعدان قرابة 30 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة صنعاء، وحسب مصادر محلية فقد لجأ الأهالي إلى الكهوف والمغارات في جبال المنطقة، هروبا من القصف المدفعي والجوي الذي تنفذه القوات الحكومية.

على صعيد آخر، خرج مئات الآلاف في مظاهرات حاشدة في صنعاء وتعز وعدد من المحافظات للمطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح وبمحاكمته وأركان نظامه، وخرجت المظاهرات المناوئة للنظام للمشاركة في ما أطلق عليها «جمعة السلمية خيارنا»، في إشارة من المعارضين للنظام إلى عدم الانجرار إلى العنف أو خيار الحرب الأهلية التي باتت شبحا يخشاه اليمنيون مع المظاهر العسكرية المسلحة في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن، خاصة مع المواجهات التي تدور في تعز وأرحب ونهم وفي الحصبة وصوفان بصنعاء.

وقد تجمع معارضو النظام في شارع الستين شمال العاصمة وهم يهتفون «سلمية، سلمية، لا حرب أهلية» وكذلك «صوت اليمنيين واحد نريد محاكمة الفاسد صالح» بحسب شهود. وشارك المتظاهرون في تشييع جنازة ثلاثة مواطنين قتلوا في معارك بين عناصر قبلية وقوات الأمن في حي الحصبة شمال صنعاء، وفقا للمصادر نفسها. ووسط العاصمة اليمنية، وقعت صدامات بين نحو 2000 من المعارضين وعدد من الموالين لصالح الذين قاموا بإلقاء الحجارة واستخدموا العصي، وفقا لشهود لم يشيروا مع ذلك إلى سقوط ضحايا. وجرت أيضا مظاهرة حاشدة في تعز، ثاني مدن البلاد، حيث شارك المعارضون في تشييع 16 شخصا قتلوا في المواجهات التي هزت المدينة في اليومين الماضيين كما أفاد منظمو المظاهرة. وأعلن معارضو صالح أيضا إنشاء «لجنة شرعية» لجمع الأدلة وأقوال الشهود حول «الجرائم التي ارتكبها صالح» لتقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية. وفي السياق ذاته، وكما جرت العادة، فقد احتشد أنصار الرئيس صالح في «ميدان السبعين» بجنوب العاصمة، فيما سميت «جمعة اليمن في أعناق الجميع»، وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن الملايين من المواطنين احتشدوا في الساحات والميادين العامة «في أمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية الملايين من أبناء الشعب اليمني العظيم لتجديد العهد والالتزام بتحمل أمانة حماية الوطن والتصدي لكل أعمال الفوضى والتخريب». وأضافت أنه وبعد أن «أدى الملايين صلاة الجمعة، توجهوا في مسيرات ومهرجانات حاشدة تأكيدا للولاء الوطني لليمن الذي هو ولاء لله وللشعب وللقيادة السياسية وللدستور والقانون والديمقراطية». وكانت مصادر دبلوماسية قد تحدثت عن استعداد الرئيس صالح لتفويض نائبه للتوقيع على المبادرة الخليجية عقب عيد الأضحى الذي يصادف يوم غد الأحد. وفي سياق حملة الاستقطابات السياسية والعسكرية في الساحة اليمنية، قالت مصادر حكومية إن 20 جنديا من منتسبي «الفرقة الأولى مدرع» التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر والتي انشقت عن الجيش، أعلنوا «عودتهم إلى الشرعية الدستورية»، وأن هؤلاء الجنود كانوا ضمن مجموعة من الجنود الذين «أرسلوا لتنفيذ أعمال تخريبية بمدينة تعز من قبل المنشق علي محسن صالح، لكنهم أعلنوا عودتهم إلى صفوف الشرعية الدستورية ورفضهم المطلق لكل أنواع العنف والفوضى والتخريب».

وكان مجلس الأمن الدولي قد طالب صالح في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالكف عن قمع المتظاهرين وتوقيع المبادرة الخليجية التي تمنحه حصانة مقابل الاستقالة.