حي باب عمرو في حمص محاصر وتحت القصف.. وناشطون يوجهون نداءات لإغاثة الأهالي

الرابطة السورية لحقوق الإنسان: اعتقال عدد من النساء بينهم محامية.. واختفاء مخرج سينمائي

TT

رغم مرور 3 أيام على إعلان دمشق قبولها المبادرة العربية ووقف العنف ضد المدنيين، لا تزال مدينة حمص تحت القصف، وقال ناشطون إن حي باب عمرو في المدينة يتعرض لأقوى حملة أمنية منذ نحو 8 أشهر، وإن هناك عشرات الدبابات تتمركز في الحي الذي بات محاصرا بشكل كامل. وأضاف الناشطون أنه لا يمكن الدخول والخروج منه، والكهرباء والماء والاتصالات مقطوعة عنه منذ مدة.

وقالت لجان التنسيق المحلية أن عدد القتلى حتى مساء أمس، بلغ 24 قتيلا مدنيا، معظمهم في حمص.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن باب عمرو في حمص، تعرض لقصف بالرشاشات الثقيلة وإطلاق الرصاص. وأضاف أنه «عثر على جثمان شخص في حي الخالدية وعليه آثار التعذيب والتنكيل، كما عثر على جثمان آخر في حي باب الدريب وعليه آثار التعذيب والتنكيل أيضا».

من جهتها، أعلنت الرابطة السورية لحقوق الإنسان، أمس، أن أجهزة الأمن السورية اعتقلت هذا الأسبوع عددا من النساء، بينهن محامية، بينما اختفى مخرج سينمائي قبل يومين في دمشق. وأفادت الرابطة في بيان أن «أجهزة الأمن السورية قامت يوم الخميس باعتقال المحامية أسماء الساسة (28 عاما) من القصر العدلي في مدينة دمشق واقتادتها إلى جهة مجهولة»، مشيرة إلى أنه تم اعتقال 114 محاميا منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، في منتصف مارس (آذار). وتابعت الرابطة أن «المخرج السينمائي نضال حسن تعرض للاختفاء القسري (الخميس) وتساور عائلته وأصدقاءه شكوك قوية بأنه تعرض للاختطاف على يد عناصر أمنية سوريا قامت باستهدافه نتيجة لنشاطه الداعم للثورة السورية».

كما أشار البيان إلى أن أجهزة الأمن اعتقلت أول من أمس، الجمعة، في دمشق 4 فتيات هن: باسمة مسعود، وسمر بيرقدار، ورزان عكاشة، وراما العسعس، في منطقة باب السريجة بدمشق «بعد محاولتهن إنقاذ أحد المتظاهرين الشباب من أيدي عناصر ميليشيات الأمن السوري (الشبيحة) أثناء تعرضه للضرب المبرح».

وأكد ناشطون في حمص أن الوضع الإنساني في حي بابا عمرو «صعب للغاية» بسبب النقص الحاد في الطعام والخبز وحليب الأطفال، بعد تعرض المخازن التجارية لعمليات سطو من قبل عناصر الأمن و«الشبيحة». كما يوجد نقص حاد في الدواء والمواد الدوائية الإسعافية مثل حقن الكزاز وأكياس الدم، حيث تم منع فرق الهلال الأحمر من دخول الحي. وأكد الناشطون أيضا أن هناك عائلات محاصرة وترزح تحت القصف وإطلاق النار المستمر منذ 4 أيام. كما قالت مصادر محلية في حمص إن قوات الأمن احتلت 3 منازل في محيط جامع الجوري، وهي: منزل أبو عمر الغنطاوي، ومنزل آل الطويل، ومنزل آل طرون.

وبدأ أهالي مخيم العائدين الفلسطيني في حمص بحملة تبرعات لتأمين إعانات غذائية سريعة لأهالي حي بابا عمرو، وقال ناشطون في المخيم إن كثيرا من الفلسطينيين تبرعوا بالموجود في منازلهم من خبز وطعام. ولم يذكر الناشط ما إذا كان قد تم التمكن من إيصال تلك الإعانات أم لا، إلا أنه أكد أن قوات الجيش والأمن «تنسحب من الحي ليلا إلى الأطراف، خشية هجمات الجيش السوري الحر، لكنها تعود نهارا وتضرب بعنف، مع اتباع أسلوب التضييق على أهالي المنطقة ليقوموا بطرد الناشطين والمنشقين في بعض المناطق مثل منطقة السلطانية التي تعيش بلا كهرباء منذ 13 يوم».

وقال «مجلس الثورة في حمص» إن امرأة نجحت في الخروج من حي بابا عمرو بعد أن أعطت جنديا في الجيش كل مصوغاتها المقدرة بأكثر من خمسمائة ألف ليرة سورية (10 آلاف دولار) كي تنجو بطفليها بعد اختفاء زوجها منذ 3 أيام، وإن الطفل الأصغر (3 سنوات) مصاب في الرأس والجرح ملتهب، والآخر (6 سنوات) في حالة صدمة لا يتكلم، أما المرأة فلم تأكل منذ يومين. وقالت إن اثنين من جيرانهم قتلا تحت القصف ولا تعرف شيئا عن زوجها الذي خرج من المنزل ولم يعد.

ووجه ناشطون نداءات استغاثة للمنظمات الإنسانية لنجدة الأهالي في حي بابا عمرو عبر صفحات الإنترنت، وأكدوا أن الوضع الإنساني صعب للغاية ولا يمكن وصفه، وأن الجرحى هناك يموتون بسبب عدم توفر المواد الطبية الإسعافية وأكياس الدم.

وفي السياق ذاته، قالت مصادر محلية إن تعزيزات عسكرية كبيرة تقدر بـ30 دبابة وعربة مدرعة وصلت يوم أمس إلى منطقة الحولة في حمص، وقد تمركزت في دوار الحرية. وفي معرة النعمان في محافظة إدلب قالت مصادر محلية إن مدير ناحية سنجار قتل على يد مسلحين بعد ظهر يوم أمس. وفي بلدة كناكر في ريف دمشق قال ناشطون إن 10 على الأقل قتلوا منذ يوم الأربعاء الماضي أي منذ وافق النظام السوري على مبادرة الجامعة.

من جانب آخر قالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن جمعة «الله أكبر» شهدت أكبر عدد نقاط مظاهرات على الإطلاق منذ بداية الثورة السورية قبل 8 أشهر، حيث وصل عدد المظاهرات إلى نحو 277 نقطة، وسجلت محافظة حمص أعلى عدد مظاهرات بـ52 مظاهرة تلتها درعا بـ50 نقطة ثم إدلب بـ45 نقطة. وشهد ريف دمشق 37 مظاهرة، ثم حماه 26 مظاهرة، فدمشق 20 مظاهرة ثم دير الزور 15 ثم حلب 12 مظاهرة، ثم على التوالي، اللاذقية 7 مظاهرات، والحسكة 6 مظاهرات، والرقة 5 مظاهرات، وطرطوس مظاهرتين.