الجيش اللبناني ينفي مشاركته في قمع المتظاهرين السوريين بعد مشاهد لآلياته في حي الشاغور في دمشق

المعارضة تستغرب.. وتتمنى على قيادته «التروي ووعي دقة المرحلة»

TT

نفى الجيش اللبناني، أمس، مشاركته في «قمع المتظاهرين السوريين» بعد نشر مواقع إلكترونية مشاهد لآليات الجيش اللبناني في أحد شوارع دمشق. لكن قيادة الجيش اللبناني أكدت خبر دخول شاحناتها إلى دمشق بهدف «تأمين قطع غيار للآليات العسكرية وعتاد لوجيستي آخر لصالح الجيش، وفقا لاتفاقات التعاون والتنسيق المعقودة بين البلدين»، بينما تخوفت المعارضة اللبنانية المؤيدة للناشطين السوريين من أن تكون المهمة معكوسة بمعنى «استرجاع الجيش السوري القذائف التي قدمها في وقت سابق للجيش اللبناني».

واستنكرت قيادة الجيش في بيان أصدرته مديرية التوجيه المسؤولة عن العلاقات مع الإعلام، ما تناقلته بعض وسائل الإعلام، وبالتحديد المقربة من المعارضة السورية، عن «مشاهدة شاحنة تابعة للجيش اللبناني داخل الأراضي السورية، وأن جهة سياسية خارجية تعتبر وجود هذه الشاحنة بمثابة دليل على اشتراك الجيش في الأحداث الجارية في سوريا». وأوضحت قيادة الجيش أن «دخول الشاحنات العسكرية التابعة للجيش اللبناني إلى الأراضي السورية، هو أمر طبيعي يحصل بين الحين والآخر، وذلك بهدف تأمين قطع غيار للآليات العسكرية وعتاد لوجيستي آخر لصالح الجيش، وفقا لاتفاقات التعاون والتنسيق المعقودة بين البلدين».

واعتبرت القيادة «أن الاستنتاج بوجود دور للجيش بالأحداث الجارية في سوريا من خلال مشاهدة تلك الآلية أو غيرها، هو من نسج خيال البعض ومحض افتراء بحق المؤسسة العسكرية اللبنانية، التي تضع في صلب ثوابتها عدم التدخل بأي شأن خارجي، واقتصار مهامها ضمن حدود الوطن».

وإذ أمل من «أصحاب الشأن عدم إقحام الجيش في مسائل لا علاقة له بها من قريب أو بعيد»، طلب الجيش اللبناني «الرجوع إليه في كل ما يتعلق بالمؤسسة العسكرية تيسيرا لوضع الحقائق أمام الجميع».

وكان أكثر من موقع إلكتروني تابع للمعارضة السورية تناقل صورة لشاحنة تابعة للجيش اللبناني في حي الشاغور في دمشق من دون تبيان ما تحمله من معدات. واتهم بعض المعارضين السوريين عبر هذه المواقع الجيش اللبناني بالقيام «بمهمة مساعدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على معارضيه»، بينما لم يستبعد قسم آخر منهم أن يقوم حزب الله «الذي يسيطر على الحكومة والجيش اللبناني، بتزويد نظام الأسد بالأسلحة والمقاتلين، وفاء للدين لنظام كثيرا ما مده بالسلاح والمال».

ووصف النائب عن تيار المستقبل، معين المرعبي، وجود شاحنات للجيش اللبناني على الأراضي السورية وبالتحديد في العاصمة، دمشق، في هذا التوقيت وخلال هذه الظروف، «بالأمر المستغرب، لأن السوريين حاليا وفي ظل الأزمة التي يرزحون تحتها ليسوا بوارد تقديم أي سلاح أو أي مساعدات عسكرية للجيش اللبناني».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، تمنى المرعبي على قيادة الجيش أن «تعي دقة المرحلة الحالية بالنسبة لمواضيع كهذه فتتعاطى برؤية أوسع مع أي عمل تقدم عليه»، وأضاف: «عسى أن لا يكون النظام السوري محشورا ليسترجع القذائف التي قدمها في وقت سابق للجيش اللبناني».

واعتبر المرعبي أن «كل اللبنانيين يعلمون تمام المعرفة أن هناك قطع غيار لدبابات تم شراؤها من سوريا قد يطلبها الجيش اللبناني، لكن التوقيت غير مناسب، وبالتالي أي مهمة للجيش اللبناني في هذا الإطار داخل الأراضي السورية غير منطقية، خصوصا في ظل المعطيات التي نمتلكها عن أن النظام السوري محشور وإلى أبعد الحدود».

وأضاف المرعبي قائلا: «تضاف إلى شكوكنا السابقة، ما صدر مؤخرا عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من تعليمات باعتباره رئيسا للهيئة العليا للإغاثة بمنع الاستشفاء والطبابة عن المصابين من الإخوة اللاجئين السوريين لدينا، مما يوسع دائرة الشكوك عن مساع للحكومة اللبنانية لإقحام نفسها في الأحداث السورية من خلال دعم النظام السوري»، لافتا إلى أن «الاعتدال والوسطية التي يتحدث عنها ميقاتي لا تكون بمد اليد إلى القاتل ومعاقبة الضحية، لأنه وبعد صدور هذه القرارات الظالمة التي لا تؤدي فقط إلى حرمان اللاجئين من العلاج وإنما تؤدي عمليا إلى حصارهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، يصبح يقينا لدينا أن الرجل يصر على الوقوف إلى جانب الظالم، وها هو يكمل عملية حصار هذا الشعب من أجل قتله وتركيعه وقهره».