إسرائيل تحيي خطة قديمة لهدم «البستان» في القدس.. لإقامة حديقة توراتية

رئيس لجنة الدفاع عن الحي: هذه أرضنا ولن يمروا إلا على جثثنا

فلسطينيون يشتبكون مع الجيش الإسرائيلي خلال عمليات احتجاج على الإبقاء على إغلاق شارع منذ بداية انتفاضة الأقصى (أ.ف.ب)
TT

ضمن الحملة الكبيرة التي أقرتها إسرائيل لتسريع وتكثيف الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة، فيما يبدو انتقاما من الفلسطينيين، أحيت السلطات الإسرائيلية خطة قديمة في المدينة، تقضي بإقامة حديقة «توراتية» في منطقة البستان في حي سلوان قرب المسجد الأقصى، على أنقاض نحو 88 منزلا، ويفترض أن تهدم في أي وقت.

وعادت السلطات الإسرائيلية هذا الأسبوع وسلمت بعض منازل الحي إخطارات بالهدم، قبل أن تنفجر مواجهات محدودة مع السكان أدت إلى انسحاب الفريق الإسرائيلي المتوقع أن يواصل عمله في الأيام القليلة القادمة، بعد عيد الأضحى.

وقال فخري أبو دياب، رئيس لجنة الدفاع عن سلوان، وأحد أصحاب المنازل المهددة بالهدم، «لقد حضروا هذه المرة مع وحدة لوجستية خاصة مهمتها بالعادة تصوير المنطقة المراد هدمها، ووضع خطة الانتشار الأمني قبل وأثناء وبعد عملية الهدم وكيف ستتم». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «نعتبر أنهم تقدموا خطوة خطيرة على طريق تنفيذ مخطط هدم حي البستان».

وكانت بلدية القدس قد قررت إقامة حديقة توراتية في المكان عام 2005، لكن مواجهات عنيفة بين سكان الحي والجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى رفض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خطة هدم المنازل، والضغط على إسرائيل، أجلت الخطة عدة سنوات.

فقد طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل بشكل علني وصريح وقف المشروع في حي البستان إلى جانب مشاريع استيطانية أخرى في القدس، وتجاوبت إسرائيل مع الطلب.

وفي العام الماضي، قررت محكمة الشؤون المحلية في القدس، هدم 22 منزلا من أصل 88 كمرحلة أولى، غير أن القرار ظل «مجمدا» وقبل أيام تقرر إخراجه للعلن كما يبدو، فأعادت طواقم البلدية والشرطة توزيع إنذارات الهدم مرة أخرى على المنازل.

وقال أبو دياب «إنهم يستهدفون الحي بأكمله، 88 منزلا مقامة على 57 دونما، من أجل بناء حديقة تلمودية». وأضاف «في المرحلة الأولى يريدون هدم 22 منزلا ثم هدم الباقي».

وأبلغت السلطات الإسرائيلية أهالي الحي أنهم يسكنون في حديقة يهودية، عمرها 3000 عام، وكان يتجول فيها الملك داود. وتقول الروايات الإسرائيلية إن اسم البستان، هو امتداد وتأكيد على وجود حديقة داود، إلا أن سكان الحي الفلسطينيين، يقولون إن التسمية متعلقة بصفات المنطقة دائمة الخضرة التي تجري فيها المياه طيلة أيام السنة وكانت سلة القدس الغذائية.

وقال أبو دياب «نحن أصحاب الأرض». وأضاف «نحن نحب الحياة، لكن هذا لا يوازي أن نرى أولادنا ونساءنا في الشوارع، هذا لن يكون إلا بعد مرور الجرافات على جثثنا».

ومن شأن الخطوة الإسرائيلية في حال تنفيذها إثارة مواجهات كبيرة في المنطقة المتوترة أصلا، وكانت سلوان على مدار العامين الماضيين بؤرة للمواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب محاولات مستوطنين السيطرة على منازل هناك.

وقال بيان لمركز وادي حلوة في الحي «رغم ما سيترتب عليه من مشاحنات ومواجهات في مدينة القدس، فإن السلطات الإسرائيلية عازمة النية على هدم بيوت في البستان خلال الأسابيع القادمة لبناء ما يسمى بـ(حديقة الملك التوراتية) التي ستكون امتدادا لمستوطنة مدينة داود في حي وادي حلوه بسلوان».

ويوجد في سلوان 17 بؤرة استيطانية، 15 منها في وادي حلوة، و2 في بطن الهوا، إحداهما «بيت يوناتان» الأشهر من بين هذه البؤر، التي طالما فجرت مواجهات مع الأهالي. وهذه البؤر طبعا محروسة بشكل كبير من قبل المستوطنين، وهؤلاء الحراس محروسون أيضا من قبل الشرطة والجيش الإسرائيليين.

ويبلغ عدد أهالي سلوان اليوم نحو 55 ألف نسمة، يتوزعون على 13 عائلة من أهل البلدة. ويعتقد المؤرخون أن نشوء بيت المقدس يرتبط ارتباطا وثيقا بسلوان، وقد تطرق المؤرخون والجغرافيون إلى بلدة سلوان عند بحثهم لبيت المقدس.

ويحاذي سلوان من الشمال المسجد الأقصى المبارك وسور البلدة القديمة من القدس الشريف وحي المغاربة الذي دمره الجيش الإسرائيلي بعد حرب 1967 وأقاموا في محله حيا يهوديا، ومن الغرب حي الثوري، ومن الجنوب أراضي بيت صفافا التي أقيم عليها معسكر الجيش البريطاني وجبل المكبر، وعرب السواحرة الغربية، ومن الشرق قرى أبو ديس والعيزرية والطور.