كولومبيا تحتفل بقتل قائد أكبر حركة تمرد في أميركا اللاتينية

زعيم «فارك» قضى إثر قصف في منطقة أدغال

صاحب محل يرتب صحفا يتصدر صفحاتها الأولى موضوع مقتل قائد جماعة «فارك» في أنتوكيا بشمال كولومبيا أمس (أ.ف.ب)
TT

ابتهج الكولومبيون بمقتل ألفونسو كانو، كبير قادة جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية اليسارية (فارك)، معربين عن أملهم في أن تؤذن أكبر ضربة حتى الآن لأقدم تمرد في أميركا اللاتينية بنهاية لنحو خمسة عقود من الحرب. وفي انتصار لحكومة الرئيس خوان مانويل سانتوس، قال وزير الدفاع خوان كارلوس بينزون، إن القوات قصفت مخبأ لـ«فارك» في الأدغال في إقليم كاوكا الجمعة، لتقتل عدة متمردين، ثم هبطت القوات من الطائرات الهليكوبتر لتمشيط المنطقة فقتلت كانو في معركة بالأسلحة النارية بعد ذلك بفترة قصيرة. وبث التلفزيون صورا لجثته.

ومن غير المرجح أن يؤدي مقتل الناشط الطلابي السابق، الذي رصدت الحكومة 3.7 مليون دولار لمن يقتله إلى نهاية سريعة لحرب أودت بحياة عشرات الآلاف في الدولة الواقعة في جبال الأنديز. لكنه سيلحق المزيد من الضرر بقدرة المتمردين الذين يحصلون على تمويلهم من تجارة المخدرات على تنسيق تفجيرات وكمائن وعمليات خطف شهيرة، وهي عمليات أكسبتها شهرة عالمية.

وقال الرئيس سانتوس في خطاب تلفزيوني مقتضب إلى الأمة: «إنها أكثر الضربات تدميرا تتلقاها هذه الجماعة في تاريخها. أريد أن أبعث برسالة لكل عضو بهذه المنظمة: انزع سلاحك. وإلا فسينتهي بك الأمر في السجن أو في مقبرة. سنحقق السلام».

وفي أحد الطرق على أطراف بوغوتا، تدفق الناس على الشوارع وراحوا يرقصون ويهتفون في فرح.. «كانو مات». وقال خورخي كورديرو، وهو جندي عمره 19 عاما في موقع خدمته بشمال بوغوتا: «هذا يقربنا من النصر والسلام بما يمكننا من التوقف عن قتل بعضنا بعضا».

ويعد مقتل كانو (63 عاما) انتصارا استراتيجيا كبيرا للرئيس سانتوس الذي صعد إلى السلطة العام الماضي، على وعد بمواصلة النهج المتشدد ضد العصابات المسلحة، ويأتي مقتله بعد قتل مونو جوجوي أكبر القادة العسكريين لـ«فارك» في قصف وهجوم على معسكره. ويؤكد الهجوم على كانو كيف يمكن للجيش الكولومبي أن يهاجم قادة المتمردين في عمق الجبال والأحراش. وعلى الرغم من أن قتل كانو لن يؤدي إلى نهاية سريعة للحرب المستمرة منذ نحو 50 عاما، فإنه سيلحق مزيدا من الضرر بقدرة «فارك» على إعادة تجميع نفسها وتنسيق شن هجمات مؤثرة.

يذكر أن كانو، واسمه الأصلي غييرمو ليون سانث فارغاس، كان يعد «منظر» القوات المسلحة الثورية. وهو ثالث زعيم تاريخي للحركة يقتل في المعارك أو يموت بسبب المرض منذ 2008. فقد أصبح كانو زعيم حركة التمرد الماركسية في 2007 خلفا للقائد التاريخي للحركة مانويل مارولاندا، الذي قضى بأزمة قلبية. ومنذ ذلك الوقت، أصبح كانو الهدف الرئيس لقوات الجيش والشرطة في كولومبيا، التي سعت للقضاء عليه من أجل إضعاف قيادة الميليشيا المتمردة. وفي سبتمبر (أيلول) 2010، قتل خورخي بريسينو الملقب بـ«مونو خوخوي»، الذي كان الرجل الثاني في الميليشيا وزعيمها العسكري.

وفي 2008 أيضا، قتل اثنان من أعضاء المكتب السياسي للحركة هما بول رييس في قصف في الإكوادور، وإيفان ريوس الذي قتله مساعده.