مئات العائلات الكردية النازحة تعود إلى قراها على الحدود مع إيران

بعد تلقي بارزاني لضمانات إيرانية بوقف القصف المدفعي

TT

مع حلول فصل الشتاء وهطول الأمطار والثلوج على الجبال بالمناطق الحدودية في إقليم كردستان، وبعد تلقي رئيس الإقليم مسعود بارزاني أثناء زيارته الأخيرة إلى إيران تعهدات من قادة الجمهورية الإسلامية بوقف القصف المدفعي لقرى ومناطق الحدود، تقاطرت المئات من العوائل الكردية التي نزحت عن قراها خلال الشهور الماضية جراء تدهور الأوضاع على الحدود إلى ديارها، فيما أكدت مصادر محلية في المنطقة الحدودية «أن أجهزة ودوائر الحكومة تعمل حاليا على تسهيل عودة هذه العوائل المشردة، وتقديم كل المساعدة الممكنة لهم».

وفي اتصال مع مغديد أحمد مدير ناحية حاج عمران الحدودية التابعة لمحافظة أربيل أكد لـ«الشرق الأوسط» أن القصف المدفعي توقف نهائيا منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، والهدوء يسود المناطق الحدودية تماما، ما أغرى الكثير من العوائل النازحة للعودة إلى ديارهم، بينهم العوائل التي ترعى مواشيها أو تتوجه إلى المناطق الجبلية للزراعة والتي تعود عادة مع حلول موسم الشتاء، فهناك حركة مستمرة لعودة العوائل إلى المنطقة بعد أن تلقى الرئيس بارزاني ضمانات من القيادة الإيرانية بوقف القصف المدفعي بشكل نهائي لمناطق الحدود.

وفي منطقة بشدر الحدودية التابعة لمحافظة السليمانية التي تحاذي سفح جبل قنديل والتي تشرد المئات من العوائل بقراها، نقل قائمقام قضاء قلعة دزه حسن عبد الله إبراهيم «أن المئات من العوائل النازحة عادت إلى ديارها، وهناك مئات أخرى تستعد للعودة بعد تأكد النازحين من وجود ضمانات بعدم استهداف مناطقهم من قبل المدفعية الإيرانية»، مشيرا إلى «أن تلك العوائل كانت تعيش في أوضاع مأساوية بسبب النزوح، ولكن معظمها كانت مترددة من العودة إلى مناطقها الأصلية قرب الحدود رغم حلول فصل الشتاء القارس خوفا من تجدد القصف، ولكن بعد زيارة الرئيس مسعود بارزاني إلى إيران وتلقيه لضمانات من القادة الإيرانيين بوقف نهائي للقصف، تشجعت مئات العوائل بالعودة إلى قراها الأصلية».

وحول مصير المخيمات المؤقتة التي أقيمت خلال الفترة السابقة لإيواء النازحين قال قائمقام القضاء «بناء عل أوامر من قيادة الإقليم وبغية توفير الملاذ الآمن للعوائل النازحة تقرر في وقت سابق إنشاء أربعة مخيمات كبيرة لإيواء تلك العوائل، وهناك مخيمان في كل من ناحيتي زاراوة وهلشو ما زالا تحت الإنشاء حاليا، ومع عودة العوائل إلى قراها لن نحتاج إلى تلك المخيمات، ولكن العمل سيتواصل فيها لاستخدامها في حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية».