كلينتون ينتقد أوباما ثم يؤيده

في كتاب جديد يصدر الأسبوع المقبل

حديث باسم بين كلينتون والرئيس باراك أوباما في حفل تأبين المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك ديسمبر الماضي (واشنطن بوست)
TT

في كتاب جديد، انتقد الرئيس الأسبق بيل كلينتون الرئيس باراك أوباما بأنه لم يضع خطة كافية في انتخابات الكونغرس قبل سنتين، وهي الانتخابات التي فاز فيها الحزب الجمهوري بالأغلبية في مجلس النواب، وبدا يعرقل سياسات أوباما الداخلية والخارجية، وأن أوباما لم يستفد من السنتين الأوليين من حكمه عندما كان الحزب الديمقراطي يسيطر على الكونغرس بمجلسيه، وأن أوباما حول المواجهة مع «وول ستريت» (شارع المال في نيويورك) إلى مواجهة شبه شخصية، وشن هجمات مباشرة على شركات معينة، وعلى رأسماليين معينين.

أشار كلينتون إلى هذه الملاحظات في كتابه الجديد: «العودة إلى العمل: لماذا نحن بحاجة إلى حكومة ذكية لتأسيس اقتصاد قوي»، وسيصدر الكتاب في الأسبوع المقبل، وحصلت صحيفة «واشنطن بوست» على نسخة مسبقة من الكتاب.

غير أن كلينتون ركز أغلبية انتقاداته على الحزب الجمهوري، وخاصة على ما سماها «الآيديولوجية المضادة للحكومة»، وفي هذا الشأن، اتفق كلينتون مع أوباما، وقال إن أوباما كان صائبا في الخطوات الاقتصادية التي اتخذها لأنه ورث قرارات بوش بدعم البنوك والشركات التي كادت تنهار في سنة 2008. وانتقد كلينتون سياسات كررها الحزب الجمهوري، مثل: خصخصة الرعاية الصحية، وخفض الدعم الحكومي لنشاطات اجتماعية كثيرة، والهجوم على وزارة التربية، واتهامها بالتدخل في شؤون الولايات، وخاصة، معارضة الجمهوريين لأي زيادة في الضرائب، مباشرة وغير مباشرة.

وعن «الحركة المضادة للحكومة»، قال كلينتون: «إنهم يقولون إننا لا يمكن أن نزيد الضرائب على رجال الأعمال المبدعين لأنهم يمكنهم، إذا خفضنا الضرائب عليهم، أن يستثمروا أكثر، ويفيدوا الاقتصاد والمجتمع».

غير أن كلينتون رسم في كتابه أحيانا صورة قاتمة للاقتصاد الأميركي، وكتب: «من المشجع أن الناس في جميع أنحاء العالم يريدون تقليد الحلم الأميركي. ولكن، من المثير للقلق أن شعوبا أخرى تقوم بإنجازات أفضل من إنجازاتنا، ويزودون أنفسهم بخدمات اجتماعية كثيرة ربما لا توجد عندنا».

وكتب: «يمكنني أن أفهم التشاؤم وسط الشباب الأميركي هذه الأيام. نحن في معضلة الآن».

وفي الكتاب، من وقت لآخر، يحاول كلينتون التفاؤل عن مستقبل أميركا الاقتصادي، ويكرر شعار «العودة إلى المستقبل»، وهو شعار تفاؤلي كان أطلقه خلال سنوات عمله السياسي.

وفي انتقاده لمواجهة أوباما مع رجال الأعمال، قال كلينتون: «كثير من المديرين التنفيذيين في وول ستريت عندما كنت رئيسا كانوا مستعدين للمساهمة في تحسين الاقتصاد، وفي خفض العجز في الميزانية، وفي خفض ديون الحكومة الفيدرالية. الكثير منهم أيدني عندما زدت الضرائب عليهم في عام 1993».

وقال مراقبون في واشنطن إن كتاب كلينتون كان إيجابيا نحو أوباما أكثر منه سلبيا، خاصة أن كلينتون لم يشر إلى مشاكل سابقة بين الرجلين، خاصة خلال الحملة الانتخابية الرئاسية سنة 2008، عندما تنافس أوباما وهيلاري كلينتون على الترشح لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الديمقراطي، وأدلى كلينتون، في ذلك الوقت، بتصريحات اتهمت بالعنصرية عن أوباما. غير أن المراقبين يلاحظون أن وجود هيلاري كلينتون في إدارة أوباما كوزيرة للخارجية قلل من برودة العلاقات بين الرجلين.