بوادر أزمة دبلوماسية بين إريتريا وكينيا بسبب دعم حركة الشباب الصومالية بالسلاح

على خلفية اتهامات وجهتها وسائل إعلام في نيروبي ضد أسمرة

TT

*-لاحت بوادر أزمة دبلوماسية قد تطال العديد من دول القرن الأفريقي، على خلفية اتهامات تناولتها وسائل إعلام كينية حول دعم إريتريا لحركة الشباب الصومالية المسلحة.

وبدأت القضية بتناول وسائل إعلام محلية للقضية التي بادرت وزارة الخارجية الإريترية للرد عليها في بيان رسمي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه وانتهت مساء أمس باستدعاء الخارجية الكينية للسفير الإريتري في نيروبي.

الخارجية الكينية التي استدعت السفير هددت باتخاذ إجراءات لم تحددها، بسبب تقارير أفادت بأن إريتريا زودت حركة صومالية معارضة بالسلاح، فيما قتل شخص وجرح آخران في هجوم مسلح استهدف عربة تقل سياح في محمية طبيعية بكينيا.

وتأتي هذه التطورات بعيد إعلان الجيش الكيني عن قتل 18 عنصرا من حركة الشباب الصومالية التي ردت بتهديد القوات الكينية بحرب لا نهاية لها.

وقال وزير الشؤون الخارجية الكيني موسى ويتانغولا، إنه استدعى سفير إريتريا وأعرب عن قلقه بشأن تلقيهم معلومات تفيد باحتمال تدفق إمدادات أسلحة من بلاده إلى حركة الشباب.

وأضاف في مؤتمر صحافي أمس أنه في حال ثبت هذا الأمر «فلدينا سلسلة من الخيارات للتعامل مع الموقف لا أريد ذكرها هنا»، مشيرا إلى موافقة بلاده على طلب إريتريا بزيارة وزير خارجيتها لكينيا لبحث القضية.

وقال بيان الخارجية الإريترية إن صحفا كينية بدأت في بذر الخلاف بين السفير ونيروبي منذ الثلاثاء الماضي، متهمة إريتريا بتسليح حركة الشباب الصومالية، ونسبت روايتها إلى مصادر غير أكيدة - بحسب البيان الإريتري - بينها مسؤول رفيع المستوى في شرق أفريقيا، وعدد من المسؤولين دون توضيح أكثر، ومصادر على شبكة الإنترنت، وسياسيون صوماليون.

واعتبرت الحكومة الإريترية تلك التصريحات عبارة عن ترهات وفبركات خالية من الحقيقة، مؤكدة أن إريتريا لم ولن ترسل أي قوات إلى الصومال. وقال البيان «لقد حافظت إريتريا باستمرار على حيادها في القضية الصومالية، حيث ترى أن حلها لا يمكن أن يكون إلا بجلوس الفرقاء الصوماليين دون تدخل خارجي»، مشيرا إلى أن السفير الإريتري تولى اهتماما خاصا بعودة السلام في الصومال والأمن إلى دول منطقة القرن الأفريقي لإنهاء معاناة الشعب الصومالي.

وأشارت إلى أنها خلال تفاعلها مع تقرير مجموعة المراقبة التابعة للأمم المتحدة، أوضحت وبشكل قاطع عدم وجود أدلة تدين دعاوى مساندتها لحركة الشباب الصومالية، حتى إن المجموعة نفسها وقفت على عدم وجود أي قوات إريترية تشارك في الحرب الدائرة في الصومال، ولا حتى أي دعم عسكري أو لوجستي.

وقالت إن دعاوى اتهامها بدعم حركة الشباب غير معقولة بسبب أنه ليس من منطلق مبادئ السياسة الخارجية الإريترية فحسب، بل بسبب المواقف المتشددة من قبل حركة الشباب ضد إريتريا التي تعتبرها دولة علمانية، أيضا.

واتهم البيان إثيوبيا بقيادة حملة تستهدف تشويه صورتها أمام المجتمع الدولي، وأنها لم تكتف باحتلال جزء من الأراضي الإريترية في تحد سافر لقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، بل تعمل على زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، كما تقود حملة ضد إريتريا لتحجيم التعاون الإريتري مع منظمة الإيقاد.

وعبرت وزارة الخارجية في بيان إلحاقي أمس تحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، عن أسفها لتصريحات وزير الخارجية الكيني الخاصة بالأخبار الملفقة - بحسب البيان - حول إمداد إريتريا حركة الشباب بالسلاح.

واعتبرت تصريحات الوزير الكيني مؤسفة خاصة أنها تزامنت مع زيارة معلنة لوزير الخارجية الإريتري إلى العاصمة الكينية نيروبي.

وقال البيان إن السفير الإريتري في نيروبي خلال لقائه وزير الخارجية الكيني بحسب الاستدعاء الرسمي، أوضح أن إريتريا ليس لديها اهتمام بتسليح حركة الشباب وأن كل ما يجري يدخل ضمن حملة التضليل الممنهجة لتشويه صورة إريتريا وخلق الفرقة والشقاق بينها وبين جيرانها في منطقة القرن الأفريقي.

وذكر السفير وزير الخارجية الكيني بأن رصيفه الإريتري تمت دعوته لزيارة نيروبي منذ يوليو (تموز) من هذا العام.

وفي ذلك الوقت كان وزير الخارجية الإريتري قد زار أوغندا حاملا رسالة من الرئيس أسياس أفورقي إلى نظيره يوري موسفني، تلتها زيارة للرئيس أفورقي إلى أوغندا قاد خلالها مباحثات مع الرئيس الأوغندي وأفضت إلى اتفاقات تعاون سياسية واقتصادية مثمرة.

وأعربت وزارة الخارجية الإريترية عن أمنياتها بأن تكون الزيارة المرتقبة لوزير خارجيتها إلى كينيا مفتاحا لعلاقات أرحب بين البلدين الجارين وليس فقط إزالة سوء الفهم.