اليمن: الوصول للرئاسة عن طريق الانتخابات.. وندعم الحوار

مقتل 5 من «القاعدة» ومصدر حكومي: نرفض التدخل في شؤوننا الداخلية

متجر في «صنعاء القديمة» وقد تزاحم حوله أمس عدد من اليمنيين لشراء حلويات عيد الأضحى
TT

جدد الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح دعوة خصومه السياسيين إلى العودة إلى طاولة الحوار بشأن المبادرة الخليجية، كما دعا إلى تجنب العنف الذي قال إنه لا يولد سوى العنف، وتجنب صالح، في خطاب له بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ألقاه مساء أمس، الحديث عن تنحيه عن السلطة وتوقيعه للمبادرة الخليجية، على العكس مما كانت تشير إليه التوقعات خلال اليومين الماضيين.

وقال صالح إن مناسبة العيد تأتي في وقت يعيش فيه اليمن «ظروفا استثنائية بالغة الصعوبة وشديدة الخطورة على كافة الأصعدة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية بل والمعيشية بشكل عام»، وأرجع أسباب ذلك إلى «الأزمة السياسية الخانقة التي افتعلتها بعض القوى الطامحة إلى كرسي الحكم بطريقة غير شرعية وبسبب الأعمال العدائية التي تمارسها تلك القوى وأخذت تتفاقم ضد الدولة والنظام السياسي وضد إرادة الشعب اليمني الأبي، وازدادت حدة مع توظيف الأيادي الشريرة تلكم الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الخارجون على النظام والقانون والانقلابيون الواهمون الحاقدون.. وعناصر الإرهاب والتطرف من تنظيم القاعدة»، وأشار إلى «مخطط تخريبي وتدميري يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وبث الرعب والإرهاب، وإضعاف بنيان الدولة وضرب قدرات الحكومة والسلطات المحلية، وتدمير الاقتصاد الوطني تحت شعار التغيير». وأضاف الرئيس اليمني أن «التغيير لا يمكن أن يكون عن طريق الفوضى والتخريب والعنف وبث ثقافة الحقد والكراهية وحبك المؤامرات والدسائس والفتن»، وأشاد بالجهود والوساطات لحل الأزمة اليمنية من أجل «الدفع بكل الأطراف نحو طاولة الحوار واستئناف المناقشات حول كل ما تبقى من المواضيع التي ما زالت قيد البحث بالنسبة للآلية التنفيذية المزمنة للمبادرة الخليجية بصورة كاملة ومشرفة للجميع ومحققة للمطالب المشروعة التي سبق وأعلنا الالتزام بها والعمل على تلبيتها».

وقال صالح: «اتخذنا العديد من الخطوات والقرارات الرئاسية من أجلها حتى لا نفتح أي مجال للذرائع وإضاعة الوقت، غير أن ما نشهده اليوم تمترس بعض القوى السياسية والحزبية ومن يقف وراءها من القوى الانقلابية والظلامية»، وأردف: «نؤكد عزمنا على مواصلة دعم الجهود البناءة التي يقوم بها الأخ الفريق عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية في ضوء التفويض الممنوح له لاستكمال الحوار مع المعارضة والتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لتحقيق المشاركة السياسية العاجلة والفاعلة بين كافة الأطراف وتحقيق الانتقال الشرعي والديمقراطي والسلمي وفقا للدستور وإجراء الانتخابات العامة الحرة والمباشرة المبكرة لمنصب رئيس الجمهورية».

إلى ذلك قال مصدر يمني مسؤول إن اليمن لن يقبل بالتدخل في شؤونه الداخلية من قبل أي جهة، إثر تصريحات أميركية بخيارات أخرى منها التدخل العسكري في حال رفض صالح التنحي. وأكد المصدر أن اليمن لن يقبل أي تهديد أو تلميح بذلك من قبل أي كان، خاصة أن الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية قد أبلغ دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي عزمه على نقل السلطة سلميا بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. وكان جون ماكين مستشار الرئيس الأميركي باراك قال في حديث مع قناة «الجزيرة» إن هناك توجها لتدخل عسكري في اليمن، في حالة الإخفاق السياسي بين الأطراف السياسية لحل الأزمة القائمة، معتبرا أن الوضع في اليمن أسوأ من الوضع في سوريا. وأشار ماكين إلى أن الدول المجاورة قد ترسل قوات لحفظ السلام في اليمن كون الوضع فيها أسوأ من الوضع السوري. وأضاف قائلا: «حتى اليوم لم يقدم أي طرف حلا للوضع الجاري في اليمن، وقد يكون هناك تدخل من الدول الأخرى غير القوات الأميركية، كون الولايات المتحدة لن ترسل مزيدا من قواتها إلى المنطقة في حال رفض صالح التنحي وإنما ستدعم القوات الأخرى والدول التي سترسل قواتها».

وفي سياق التطورات الأمنية قتل خمسة عناصر يعتقد أنهم ينتمون إلى «القاعدة» خلال عمليات القصف التي قام بها الجيش في مدينة زنجبار جنوب اليمن التي يسيطر هذا التنظيم على جزء منها. وقال مسؤول في الجيش لوكالة الصحافة الفرنسية إن «اللواء المؤلل 25 أطلق قذائف في وقت متقدم ليل الجمعة على قطاع في شرق زنجبار وقتل خمسة من ناشطي القاعدة». من جهته، أكد مسؤول محلي في منطقة جعار القريبة معقل تنظيم القاعدة، أن جثث «الناشطين الخمسة في تنظيم القاعدة» قد نقلت إلى جعار من زنجبار. وتخضع زنجبار وجعار في محافظة أبين، منذ مايو (أيار) لسيطرة عناصر مفترضين من «القاعدة» أطلقوا على أنفسهم اسم «أنصار الشريعة». ويحتفظ الجيش اليمني بمواقع قريبة من هاتين المدينتين اللتين حاول مرارا استعادتهما. وقد استفاد تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الذي نشأ من اندماج فرعي القاعدة اليمني والسعودي، من ضعف السلطة في صنعاء بسبب الثورة على الرئيس علي عبد الله صالح منذ يناير (كانون الثاني) لتعزيز حضوره في جنوب اليمن وشرقه. وفي موضوع آخر، قتل عدد من الأشخاص في مواجهات عنيفة وقصف مدفعي على منطقة أرحب بشمال صنعاء، في سياق المواجهات الدائرة في تلك المنطقة الواقعة إلى الشمال من العاصمة صنعاء بنحو 30 كيلومترا، وتدور تلك المواجهات بين المسلحين القبليين المؤيدين للثورة وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبد الله صالح.

إلى ذلك قالت صحيفة «26 سبتمبر» إن ما سمتها الميليشيات التابعة لأحزاب «اللقاء المشترك» باليمن وفي مقدمتها حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) وحلفاؤهم أقدمت فجر السبت على قصف عدد من المنشآت العامة والخاصة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء 26 كم جنوب شرقي العاصمة صنعاء بقذائف «آر بي جي» والأسلحة الرشاشة والخفيفة. وقال مصدر أمني في مديرية رداع، لموقع «26 سبتمبر.نت» اليمني، إن عناصر تلك الميلشيات قصفوا مبنى فرع الأمن السياسي مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية به. وأضاف المصدر أن تلك العناصر قصفوا أيضا أبراج وخطوط نقل الكهرباء مما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن جميع قرى مديرية القريشية.