تقارير عن عودة منظمة «الصاعقة» الفلسطينية الموالية لدمشق للتحرك لبنانيا

المقدح لـ «الشرق الأوسط» : هناك إعادة ترتيب لوضعهم.. ولكن ليس بالحجم الذي يتم تداوله

TT

أثارت بعض التقارير التي تحدثت عن عودة منظمة «الصاعقة» الفلسطينية الموالية لدمشق، للتحرك لبنانيا، ارتدادات واسعة في الوسطين اللبناني والفلسطيني. ففيما نفى قياديو «الصاعقة» في لبنان أن يكونوا قد اجروا أي تعديلات داخل صفوفهم أو حتى عودتهم للعمل العسكري، أعرب عدد من السياسيين اللبنانيين عن تخوفهم من استئناف المنظمة الفلسطينية نشاطاتها متسائلين عن «توقيت ظهور هذه المنظمة في ظل المخاض الذي تشهده المنطقة».

وقد جاء في التقارير التي نشرت في عدد من المواقع الإلكترونية اللبنانية، أن «الحركات الفلسطينية الموالية لدمشق عادت إلى الظهور من جديد على الساحة اللبنانية وفي مقدمتها (منظمة الصاعقة)، وقد رُصد تدفق 100 من عناصر هذا التنظيم عبر الحدود المشتركة مع سوريا وتوزعهم بين عدد من المخيمات الفلسطينية: مخيم البداوي في شمال لبنان، مخيم برج البراجنة في جنوب بيروت، ومخيم عين الحلوة بالقرب من صيدا في جنوب لبنان».

ولفتت التقارير إلى أن «الصاعقة تنظم هياكلها القيادية حيث تسلم جيل جديد من الشباب قيادة التنظيم مما يثير مخاوف حقيقية ترتبط باحتمال عودة الاغتيال السياسي إلى الساحة اللبنانية بعد عودة هذه التنظيمات».

وفيما نفى مسؤول منظمة «الصاعقة» الفلسطينية في لبنان أبو حسن «كل ما يُشاع» عن عودة أي نشاط عسكري للصاعقة وما يُحكى عن وصول مقاتلين وأسلحة وأموال من سوريا للمنظمة، أكد أن أي عمل عسكري للمنظمة توقف منذ عام 1984. وشدّد على أن «نشاط الصاعقة حاليا هو نشاط سياسي شعبي وبالتالي لا دور عسكريا لها لبنانيا»، واضعا الإشاعات التي تطلق حاليا في إطار «حملات التهويل في ظل الأحداث الحاصلة في سوريا واصفا التوقيت بـ(المدسوس)».

بالمقابل، وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، لم ينف قائد المقر العام لحركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء منير المقدح ما تتم إشاعته عن إعادة تنظيم لـ«الصاعقة» قائلا: «هناك جديد، هناك إعادة ترتيب لوضعهم ولكن ليس بالحجم الذي يتم تداوله. التنظيم موجود في كل المخيمات ووضعه العسكري لا بأس به، وهو اليوم كما حركة فتح وباقي التنظيمات يعيد ترتيب وضعه ويشارك في تعزيز وتطوير اللجان الأمنية المولجة حفظ أمن المخيم».

وأشار المقدح إلى أنه «لا جديد فيما يخص العتاد الموجود داخل المخيم»، لافتا إلى أنه «ليس هناك ما يستدعي الترقب أو الحذر منه خاصة أن هناك تفاهما بين كل التنظيمات والفصائل على التعاون في حفظ أمن المخيمات».

بدوره، قال عبد المقدح المعروف بJ«أبو بسّام» مسؤول «الصاعقة» في مخيم «عين الحلوة» والجنوب لـ«الشرق الأوسط»: «كل ما يحكى عار من الصحة، عملنا شعبي إنساني وينحصر في إطار النضال لتحسين أوضاع اللاجئين ورفع المعاناة عنهم» لافتا إلى أن «حديث رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الأخير يندرج في إطار التحريض على الشعب الفلسطيني والمخيمات». وإذ جزم بأن لا تواجد عسكريا للصاعقة داخل المخيم، دعا المقدح «مندوبي وسائل الإعلام للدخول إلى عين الحلوة والتحقق من الموضوع».

وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع استغرب استئناف المنظمة الفلسطينية «الصاعقة» نشاطاتها متسائلا عن «توقيت ظهور هذه المنظمة في ظل المخاض الذي نشهده على مستوى المنطقة». وسأل جعجع «أين الحكومة؟ وأين الأجهزة الأمنية التي تلاحق مواطنا يحمل مسدسا في أعلى الجرد فيما تغض النظر عن دخول سلاح إلى بعض المنظمات الفلسطينية التي تبني هيكليتها من جديد دون رقيب أو حسيب؟».

تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصاعقة واسمها الرسمي «طلائع حرب التحرير الشعبية - قوات الصاعقة»، هي منظمة فلسطينية قومية موالية لحزب البعث السوري. ووفقا لقرارات المؤتمر القومي التاسع لحزب البعث في سوريا عام 1966 ودعوته لتبني حرب التحرير الشعبية في الصراع مع إسرائيل، تأسست منظمة الطلائع أثناء حرب يونيو (حزيران) 1967 كفصيل فدائي مسلح تابع للتنظيم الفلسطيني لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا «تجسيدا للاستراتيجية التي أقرها المؤتمر القومي التاسع للحزب المنعقد في سبتمبر 1966».