الإعلامي السوري توفيق الحلاق ينضم إلى منتقدي النظام ويكذب ادعاءات وجود «المسلحين والمندسين»

كتب على صفحته: لن نضحي بخروف هذا العيد

TT

انضم الإعلامي السوري المعروف توفيق الحلاق إلى صفوف منتقدي النظام وممارساته، وبدأ في إصدار المواقف التي تنتقد «سفك الدماء»، مكذبا نظرية «المندسين والمسلحين» في صفوف المتظاهرين.

وتناقل ناشطون سوريون على صفحات الـ«فيس بوك» منذ أيام شهادة للإعلامي الحلاق يشير فيها إلى عدم وجود عصابات مسلحة في المظاهرات التي تخرج من مدن وقرى سوريا وتطالب برحيل الرئيس بشار الأسد. وقال حلاق في شهادة نشرها على صفحته «كان علي أن أتأكد بنفسي من قصة العصابات المسلحة التي تندس بين المتظاهرين وتطلق النار عليهم وعلى رجال الجيش والأمن. سألت عن الطريقة وجاءني الجواب من شاب يعمل في النهار ويتظاهر في الليل. كانت المسافة قريبة نحو 10 دقائق بالسيارة. من خلف نافذتين في بيته رأيت المتظاهرين الشباب يتقدمون من نهاية حارة ضيقة باتجاه ساحة البلدة ويهتفون للحرية».

وتابع الإعلامي الذي يعد من أعرق الوجوه الإعلامية في سوريا «بعد أقل من خمس دقائق دوى صوت الرصاص من دون أن أتبين مصدره، وسقط أمام عيني أربعة شباب في عمر الورد مضرجين بدمائهم. وفيما بدأ العشرات منهم يهربون في كل الاتجاهات كان آخرون يحملون المصابين إلى الحارة التي جاءوا منها. وفي الوقت نفسه ظهر في الساحة شباب بالزي العسكري مسلحون بالرشاشات يطلقون النار في الهواء وخلفهم شباب بزي مدني يحملون العصي الكهربائية ويطاردون المتظاهرين. رأيتهم يحاصرون ثلاثة منهم وينهالون عليهم بالضرب المبرح. سمعت صراخهم الرهيب. اقتادوهم إلى حافلة بيضاء قدمت إلى الساحة فورا. ثم ساد الصمت ولم يبق من آثار المعركة إلا بقع متقاربة من دماء».

وطلب الإعلامي السوري الذي لا يزال يقيم داخل سوريا في نهاية شهادته من الذين يتشككون أن ينزلوا إلى المظاهرات ويراقبوا عن قرب، قائلا في هذا السياق «أرجوكم افعلوا مثلما فعلت إذا كنتم تحبون وطنكم وشعبكم وتخافون على مستقبل البلد. سترتاح ضمائركم وتدركون الحقيقة. فقط هي عشر دقائق تفصلكم عن البلدات المنتفضة حول دمشق أو حلب أو أي مدينة أو منطقة أخرى».

وحلاق من الوجوه الإعلامية المعروفة جدا في الشارع السوري، حيث واكب التلفزيون السوري لفترة تتجاوز الثلاثين عاما، قدم خلالها برنامج «السالب والموجب» الذي كان يجمع كل الأسر السورية حول الشاشة الصغيرة محققا أكبر نسب مشاهدة ومتابعة، فقد كان برنامجا رائدا في عرض مشكلات وهموم الناس بجرأة وواقعية. أما آخر برامجه فهو «ابن البلد» الذي سلط الضوء على نحو 250 شخصية سورية فذة كان لها أثرها على الحياة العامة في سوريا.

الحلاق من مواليد بلدة دير عطية التي تحازي جبال القلمون قرب دمشق العاصمة. ويحمل إجازة جامعية من كلية الآداب، جامعة دمشق، إضافة إلى شهادة في الفلسفة والعلوم الاجتماعية من الجامعة نفسها.

وتمتلئ صفحة الإعلامي السوري على «فيس بوك» بالمواقف الداعمة والمؤيدة لثورة الشعب السوري، إضافة إلى الكثير من الفيديوهات والصور المرتبطة بالاحتجاجات الشعبية ضد نظام بشار الأسد. كما أن الحلاق نفسه لا يتوقف عن إعلان المواقف المعارضة للنظام السوري على صفحته، حيث كتب منذ فترة «عندما خرجت أول المظاهرات في منطقة برزة البلد في العاصمة دمشق، استعرضت في ذاكرتي كل شبابها، وتساءلت: من منهم يملك كل هذه الشجاعة ليواجه الرصاص وهم أناس بسطاء طيبون وادعون جدا جدا؟ ذهبت إلى مخبز البلدة. وقفت في الصف وسألت الناس: ما القصة.. ماذا حصل البارحة (أقصد المظاهرة)؟.. رد علي شاب مفعم بالحيوية: (لا شيء أستاذ.. قليل من الزعران)، ضحك الواقفون بصوت عال، قال رجل ستيني: (أستاذ كل هؤلاء الذين أمامك زعران). ارتفعت أصوات الضحكات. قال شاب مربوع القامة بما يشبه الهمس: (لا تصدق. كل أهل برزة ودرعا وحمص وحماه.. و.. و.. وكل أهل سوريا...لا يريدون، لا يريدون)، وتلعثم الشاب، فيما صدح رجل خلفي بصوت عال: (لماذا أنتم خائفون؟.. لا نريد النظام.. فليسقط النظام، الشعب يريد إسقاط النظام)، وهكذا وجدت نفسي في مظاهرة صباحية تهتف: (الشعب.. يريد.. إسقاط النظام)».

وفي ما يخص موضوع العيد الذي يمر هذا العام على السوريين ومعظم مدنهم وقراهم محاصرة بالدبابات وحواجز الأمن، كتب حلاق «بالنسبة لي ولزوجتي سنلبس السواد، أما أبنائي فسيلبسون ثيابا تليق بعرس. طبعا لن نضحي بخروف فثمة دماء كثيرة من آلاف الأضحيات، تركت آثارها على مساحة بلادي، سنحاول الركوع فوقها وتقبيلها. سنزور ما نستطيع من أضرحة الشهداء وأهاليهم. طبعا سنتبادل بعض العبارات مثل: أعاده الله عليكم وسوريا حرة».

وكان الإعلامي في التلفزيون السوري إبراهيم الجبين، مقدم برنامج «علامة فارقة»، قد قدم استقالته في أوائل الشهر الماضي في تصريح علني قال فيه «كرمى لعيون حمزة الخطيب وهاجر وإبراهيم القاشوش وشهداء طريق الحرية المشرقة، أقدم استقالتي من التلفزيون السوري»، معتبرا أنه «لم يعد هذا التلفزيون، تلفزيون الدولة، بل شاشة العصابة وآلة القتل وسفك الدماء وانتهاك حرمات الشعب السوري والتحريض على تفكيكه ونشر الطائفية والفرقة بين مكوناته».