ثورات الربيع العربي.. والنموذج التركي

أفكار خاطئة عن كمال أتاتورك و«نظامه العلماني»

TT

كان مبتكر «النموذج التركي» هو مصطفى كمال باشا الذي أسس الجمهورية التركية وحصل على لقب أتاتورك «أبو الأتراك». ووفقا لكل الروايات، يظل أتاتورك واحدا من أبرز الشخصيات في القرن العشرين.

لكن ما هو «النموذج التركي»، الذي تحاول به الأحزاب الإسلامية تبديد خوف الناس من سيطرتها على السلطة بعد الربيع العربي؟ وإنه نموذج يمكن أن تحتذيه هذه الأحزاب، مثلما حدث في حالة حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه رجب طيب أردوغان.

الفكرة الشائعة هي أن أتاتورك وضع نظاما علمانيا يقوم على الفصل بين الدين والدول، غير إن هذه الفكرة لا تعكس الوضع الحقيقي..

فالحكومة القائمة في تركيا حكومة علمانية داخل مجتمع ديني. ولا يوجد فصل بين الدين والدولة نظرا لأن الحكومة تسيطر على المؤسسات الدينية، ومن بينها المساجد والكنائس من خلال قوانين ولوائح معقدة.

وفي تركيا، يعتبر الدين بمثابة صناعة أساسية توظف عشرات الآلاف من الأفراد. ولا يمكن لأتاتورك أن يسمح لمثل هذه الصناعة بالعمل خارج نطاق سيطرة الدولة.

ويأتي ولع أتاتورك بقيام حكومة مركزية، باعتبارها الأداة الأساسية في مشروعه التحديثي، على النقيض من مذهبه العسكري، الذي كانت اللامركزية والمرونة مفهومين رئيسيين فيه.

في كتابه الجديد، يركز الباحث أوستن باي على مسيرة حياة مصطفى كمال أتاتورك العسكرية الرائعة التي جعلت منه «أعظم جنرالات الإمبراطورية العثمانية»، وسمحت له أن يمارس لاحقا دوره الكبير في صياغة تركيا المعاصرة.

ويعتبر هذا الكتاب سيرة حياة عسكرية قصيرة ولكنها حافلة بالإنجازات المؤثرة، التي تقدم منظورا دراميا لقيادة كمال باشا في ميدان المعركة وفي الدوائر الرسمية. ودخل كمال الجيش في وقت كان فيه التاريخ في أوجه.