الأمير سعود بن نايف.. يجمع بين النجاح السياسي والمعرفة الاقتصادية

استقى من والده المفاهيم الحقيقية للسياسة المحنكة

الأمير سعود بن نايف
TT

علاقة وثيقة أوجدها الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز بين مجالين مهمين، حينما حصل على شهادة الاقتصاد والإدارة من جامعة بورتلاند في ولاية أوريغون التابعة للولايات المتحدة الأميركية، ليعود إلى وطنه في منتصف عام 1978، حيث نذر نفسه وجميع مكتسباته الأكاديمية منذ ذلك الحين لبناء وطنه، وذلك تحت نطاق مدرسة والده الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي.

الأمير سعود الابن الأكبر لولي العهد السعودي، الذي ولد في مدينة الرياض عام 1956 وعاش في كنف والده حيث تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في معهد العاصمة بمسقط رأسه، استقى من الأمير نايف بن عبد العزيز ثوابت الإدارة والمفاهيم الحقيقية لمعنى السياسة المحنكة، فضلا عن بداية حياته العملية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

وفي عام 1992، تم تعينه نائبا لامير المنطقة الشرقية ولفترة 11 عاما كان خلالها بمثابة سند إلى جوار الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، ومن ثم انتقل وهو في ريعان شبابه إلى مدرسة إدارية جديدة لقيادة عمل دبلوماسي خارجي كسفير للسعودية لدى إسبانيا، فارضا علاقة خاصة بين مجالين مختلفين في الإدارة.

وأكبر دليل على ذلك، هو تقليد الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا للأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز وسام «إسابيلا» بمناسبة انتهاء فترة عمله سفيرا لخادم الحرمين الشريفين هناك، وتقديرا للجهود التي بذلها من أجل تطوير العلاقات بين إسبانيا والسعودية.

ولم تكن السنوات التي أمضاها الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز كسفير لبلاده في العاصمة الإسبانية مدريد تثنيه عن خوض غمار تحد جديد في مجال العمل الحكومي، فمن السياسة ودهاليزها عاد ليتولى منصبا يقربه من الناس وهمومهم بشكل أكبر، عبر بوابة الشؤون العامة لوزارة الداخلية السعودية، إحدى أهم الوزارات التي تضطلع بعدد من الأعمال والمهام المتصلة بحياة الناس اليومية، وليكون على مقربة أكثر من مهام عمل مليء بالملفات الساخنة على صعيد الشأن الداخلي بالبلاد.

وبعقلية تزخر بالخبرات العلمية والعملية المكتسبة من عدة ميادين مختلفة، عاد الأمير سعود بن نايف إلى الوطن ليشغل بأمر ملكي هذا الموقع الجديد الذي طبق فيه أسلوبه الإداري المعروف بالحسم والحلول العاجلة والحكيمة، حيث عين مستشارا للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ومساعدا لوزير الداخلية للشؤون العامة بمرتبة وزير، وذلك في مطلع شهر يوليو (تموز) الماضي.

انتظامه بالوقت، ودقته في مواعيده، وحضوره قبل الموعد بدقائق، جميعها معلومات التصقت باسمه، إضافة إلى أسلوبه القيادي المعتمد على العمل المؤسساتي المنهجي الذي يبتعد تماما عن الفردية، مما يتيح له فرصة الاستفادة من أصحاب الخبرات المتنوعة كفريق عمل يحيط به.

وأبرز ما يميز تلك الشخصية هو تبني أساليب العمل المدني ضمن مسارات موازية ومتلائمة مع المنهجيات المهنية الأخرى، فكل هذه الصفات جعلت من الأمير سعود بن نايف رجلا ناجحا ومثالا للقيادة الرصينة بجميع مقاييسها ومعاييرها، فضلا عن هواياته التي تدل على امتلائه بالحيوية والمتضمنة الصيد والقراءة وممارسة الألعاب الرياضية.

صدور الأمر الملكي أمس القاضي بتعيين الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز رئيسا لديوان ولي العهد السعودي ومستشارا خاصا له بمرتبة وزير، كان سببا في جزم الكثير على نجاحه أيضا في هذا المجال، وخاصة أنه إلى جانب حنكته السياسية، فإنه سيعمل من منطلق إنسانيته على مساندة والده في جميع الأصعدة، بهدف إحقاق الحق ورد جزء من الجميل لوالده الأمير نايف بن عبد العزيز الذي يعد من أبرز أسباب صقل شخصيته، وكأنه يؤكد فعلا أن «هذا الشبل من ذاك الأسد».