البشير يحذر جوبا من محاولة العودة إلى الحرب

وصف «الحركة الشعبية» في الشمال بـ«الحشرة الشعبية»

صورة ارشيفية لشرطي من السودان الجنوبي في احد شوارع أبيي (نيويورك تايمز)
TT

حذر الرئيس السوداني عمر البشير، دولة السودان الجنوبي من محاولة العودة إلى الحرب مع دولته، مهددا بأنه سيخوضها إذا قامت جوبا بالعدوان على الحدود التي لم يتم ترسيمها بين الدولتين حتى الآن.

وأصدر البشير توجيهات إلى قواته المسلحة بالقبض على والي النيل الأزرق المقال مالك عقار الذي يخوض حربا ضد الخرطوم، حيا ليقتص منه سكان الدمازين عاصمة الولاية أولا ومن ثم تقديمه إلى المحاكمة وإقامة الحد الإسلامي بتهمة الخيانة والغدر، واصفا الحركة الشعبية في شمال البلاد بـ«الحشرة الشعبية»، معتبرا تحرير مدينة الكرمك معقل ثوار الجيش الشعبي التابع للحركة تطهيرا كاملا للنيل الأزرق. وقال البشير في خطبتين منفصلتين بثهما التلفزيون الحكومي مباشرة أمس من مدينتي الدمازين عاصمة الولاية والكرمك التي سيطرت عليها القوات المسلحة السودانية الخميس الماضي والتي تمثل معقل ثوار الجيش الشعبي في الشمال، إن جنوب السودان بمثل ما هو يحتاج إلى السلام فإن السودان يحتاج إليه كذلك. وأضاف «لكن إذا عادوا - الجنوبيون - إلى الحرب سيجدون الجيش السوداني الذي يعرفونه ولدينا في أرض الجنوب شهداء كثيرون من الشمال». وقال «إذا بدأوا الحرب فنحن لم نتغير وهم يبدو أنهم نسوا الماضي»، في إشارة للحرب الأهلية الطويلة التي خاضها الجيش السوداني ضد متمردي الجنوب طوال 22 عاما انتهت بالسلام وانفصال الجنوب في يوليو (تموز) الماضي. وأضاف «لقد لقناهم درسا في أبيي والدمازين وجنوب كردفان وسنقوم بتلقينهم درسا مرة أخرى.. ولكن نحن لا نعتدي وسبق أن نبهناهم عندما اعتدوا على أبيي في مايو (أيار) الماضي»، مشيرا إلى أن حكومة الجنوب استجلبت الأسلحة وقامت بتدريب جيشها، وقال «ظنوا أنهم يمكن بالسلاح الذي استجلبوه وتدريب قواتهم أنهم مستعدون لهزيمة القوات المسلحة»، وتابع «لدينا معلومات كاملة من الذي قدم لهم التقرير ذاك بأن القوات المسلحة ليست لديها قدرة على القتال وأنها لا يمكن أن تخوض حربا وأن عليهم استفزاز الجيش»، وقال «إنهم اعتقدوا بحربهم التي شنوها في أبيي أننا في حالة ضعف وصبرنا عليهم في المرة الأولى وعندما كرروا ذلك أمرت وزير الدفاع بأن يصل الجيش إلى بحر الحرب جنوب أبيي». وأضاف أن انفصال الجنوب جاء عبر السلام وليس الحرب.

وشن البشير هجوما عنيفا على رئيس الحركة الشعبية لشمال السودان ووالي النيل الأزرق المقال مالك عقار، ووصفه بالعميل وأنه غدر بالاتفاقية وخانها، وقال إن قيادة الحركة الشعبية التي وصفها بـ«الحشرة الشعبية» عملاء تحركهم دول، دون أن يحددها، إلى جانب إسرائيل. وأضاف «هؤلاء أبعد عن الوطنية»، وقال إن «الحركة جاءت إلى السلام بعد أن تمت هزيمتها لكنهم خانوا العهد ونحن أصحاب عهود ومواثيق وكلمة لأننا سودانيون ومسلمون»، وقال «إن تمرد مالك عقار أفضل عمل قام به في حياته لأننا استطعنا بعد تمرده أن نعزله»، وتابع «على القوات المسلحة أن تلقي القبض على عقار حيا وتأتي به إلى الدمازين ليقتص سكانها منه ومن ثم تقديمه إلى محاكمة لتقيم فيه الحد وهو حد الشريعة الإسلامية التي سنطبقها فيه».

وقال البشير في الكرمك، الذي كان يرتدي زيا عسكريا وكانت لغته غاضبة في مناسبة احتفاله مع القوات الحكومية والدفاع الشعبي بسيطرة قواته على المدينة الحدودية والتي كان قد وعد بأن يؤدي فيها صلاة عيد الأضحى أمس إن النيل الأزرق أصبحت طاهرة إلا من بقية حشرات - يعني عناصر الحركة الشعبية - ونريدها نظيفة تماما. وأضاف «ستصبح الدمازين مدينة نموذجية ولن يكون فيها خمر أو بارات لبيع الخمور بل مدينة للتكبير والتهليل بل مدينة لنشر الدعوة الإسلامية وهي الآن تحررت من مالك عقار وحشرته الشعبية»، مشيرا إلى أنه شكل لجنة وزارية عليا برئاسة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين ووالي ولاية النيل الأزرق وعدد من الوزراء لتنمية الولاية وخاصة الدمازين. وأضاف «لن يدخل الكرمك أو الولاية أي عميل أو مندس أو من الطابور الخامس وأن على القوات المسلحة أن تأتي بعقار مقيد اليدين ليأخذ أهل الدمازين حقهم منه»، وقال «لا نريد علم الحركة الشعبية في الولاية بل علم لا إله إلا الله ومدينة الكرمك أصبحت للتكبير والتهليل»، وقال «الكرمك ليست النهاية لأننا سنصل إلى الحدود ولا بد من تحرير مدينة يابوس – التي تقع على الحدود مع جنوب السودان». وأضاف «لا نريد خواجات - غربيين - أو منظمات إغاثة في الولاية وعلى اللاجئين أن يعودوا إلى ديارهم، والتائبون الذين غرر بهم سنعفو عنهم».

وكان البشير قد زار الكرمك أمس وأدى صلاة عيد الأضحى فيها وخاطب جنود الفرقة الرابعة التابعة للقوات المسلحة الذين سيطروا على المدينة الخميس الماضي، ورفقه وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين، ووزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح إلى جانب رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني محمد عطا المولى عباس وبعدها قام البشير بزيارة عاصمة الولاية الدمازين وخاطب المواطنين هناك.

من جهة أخرى، قال متمردون في الولاية الرئيسية المنتجة للنفط في السودان يوم السبت إنهم دمروا أربع دبابات أثناء قتال قرب عاصمة الولاية لكن الجيش السوداني نفى ذلك. وقال المستشار الإعلامي لرئيس الحركة الشعبية في جنوب كردفان قمر دالمان إن مقاتلي الحركة المتمردة اشتبكوا مع الجيش السوداني يوم الجمعة قرب بلدة الحمرة في منطقة على بعد خمسة كيلومترات من كادوجلي عاصمة الولاية. وأضاف في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «جيش تحرير الشعب السوداني (في جنوب كردفان) دمر أربع دبابات حديثة وعددا كبيرا من المركبات العسكرية في القتال الذي دار طوال يوم أمس في منطقة الحمرة»، واتهم دالمان الخرطوم أيضا بتسليح قبائل لقتال المتمردين في جنوب كردفان، مرددا اتهامات في صراعات أخرى في السودان مثل الصراع في منطقة دارفور بغرب البلاد والتي نفتها الحكومة السودانية. ونفى الصوارمي خالد المتحدث باسم الجيش السوداني ذلك الزعم، وقال إن المنطقة هادئة. وأضاف «لم يحدث أي قتال في منطقة الحمرة».