الجيش الإسرائيلي يتدرب على مجابهة عملية خطف عشرات المواطنين من إيلات

آخر سيناريو: مجموعات مسلحة تتسلل من سيناء وتختطف حافلة ركاب

TT

أجرت قوات من الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي، تدريبات جديدة تحاكي عملية تسلل مسلحين عرب من سيناء المصرية، وخطف حافلة تضم عشرات الركاب الإسرائيليين في منطقة إيلات، وبدء مفاوضات ومساومات لتحرير أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في موقعها على شبكة الإنترنت، أمس، إن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن ما سماه «العملية القادمة لتنظيمات الإرهاب»، ستكون على شكل «قيام مجموعة مسلحة بالتسلل إلى داخل إسرائيل، وإطلاق النار باتجاه حافلة تسير على الشارع المؤدي إلى المدينة الجنوبية إيلات، و«بعد ذلك يسيطر عناصر المجموعة على الحافلة، ويختطفون جميع ركابها ويهربون إلى سيناء ويشرعون في استخدامهم ورقة مساومة لتحرير مزيد من الأسرى الفلسطينيين».

وفي أعقاب هذه التقديرات، قرر الجيش تدريب جنود من وحدات مختارة لمواجهة عمليات من هذا النوع، وتم وضع خطة تدريب خاصة. وكتبت الصحيفة أن عملية إيلات، التي وقعت قبل 3 شهور على الحدود مع مصر وقتل فيها 8 إسرائيليين وستة ضباط وجنود مصريين، إضافة إلى المسلحين المصريين أنفسهم، أكدت وجود مثل هذه المخططات. وخلال جلسة تقييم للوضع أجريت مؤخرا في قيادة الجيش، تم عرض سيناريو بموجبه تقوم مجموعة مسلحة بالسيطرة على حافلة على الطريق الواصل بين «متسبي ريمون»، في النقب الشمالي، ومدينة إيلات الواقعة على شاطئ البحر الأحمر.

وبحسب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإنها لا تنفي إمكانية محاولة تنفيذ مثل هذه العملية، كما تدعي أن عناصر المجموعة الذين نفذوا عملية إيلات، كان هدفهم اختطاف حافلة. وأشارت الصحيفة في هذا السياق، إلى تعرض حافلتين لإطلاق النار في العملية ذاتها، إضافة إلى مركبات خصوصية. وأكدت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ترى أن مثل هذه العمليات تعرف على أنها «عمليات مساومة»، بادعاء أن هدف المنفذين هو إجراء مفاوضات بشأن إطلاق سراح مختطفين رهائن، سواء كانوا أحياء أم أمواتا. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش قولها، إنه في إطار تقديرات الوضع التي أجرتها قيادة الجيش عرضت تقديرات مفادها أن عناصر أي مجموعة تتوجه لتنفيذ عملية لا يعرفون كيف ستنتهي، وأن هدفهم هو قتل أكبر عدد ممكن لتحقيق «إنجاز معنوي». وبالنتيجة فإن اختطاف حافلة مليئة بالركاب يلبي هذا الغرض. ولهذا، فإن التدريبات استهدفت تصفية المهاجمين بأي ثمن، حتى لو تمكنوا من أسر إسرائيليين، وكانت نتيجة تصفيتهم إصابة هؤلاء الأسرى أو قتلهم.

وقالت المصادر العسكرية ذاتها، في تبرير القرار بالتصفية بأي ثمن، إن عمليات من هذا النوع، خطيرة وحساسة أكثر من السعي لتنفيذ عملية قتل، ولذلك يجب الاستعداد لها بما يتلاءم. كما كتبت الصحيفة أن «السيناريو الأكثر تطرفا» والذي يخشاه الجيش، هو اختطاف حافلة مليئة بالنساء والأطفال على طريق إيلات، ولذلك قرر الجيش وضع مسار تدريب جديد. وأضافت أن وحدتين من النخبة العسكرية بدأتا، في الأيام الأخيرة، تدريبات خاصة. ومن المتوقع أن تستمر التدريبات نحو أسبوع في ما يسمى بـ«المدرسة لمحاربة الإرهاب» في معسكر «أودم». وتتضمن التدريبات مناورات مكثفة لمواجهة سلسلة سيناريوهات مختلفة، بضمنها سيناريو السيطرة بسرعة على حافلة تم اختطافها والهرب إلى سيناء أو الدخول في معركة مع الجنود الإسرائيليين.

يذكر في هذا السياق أنه ومنذ تنفيذ عملية إيلات، في شهر أغسطس (آب) الماضي، عزز الجيش الإسرائيلي من قواته في الجنوب، على الحدود مع مصر، جرى في إطارها نشر لواء من الجيش على طول الحدود، كما تم تركيب وسائل رصد تكنولوجية من الجو والبر.