المالكي يحذر من استمرار «التآمر» على نظامه السياسي

بعد يوم من إعلان قيادي في حزبه عن محاولة لاغتياله

TT

بعد يوم من إعلان نائب الرئيس العراقي والقيادي في حزب الدعوة خضير الخزاعي، عن وجود محاولة لاغتيال رئيس الوزراء نوري المالكي أثناء تنفيذ المؤامرة المزعومة والتي جرى الكشف عنها منذ ستة أشهر، جدد المالكي المخاوف من استمرار التآمر على النظام السياسي الحالي في العراق. وقال خلال استقباله المهنئين بالعيد من منتسبي وزارة الداخلية إنه يتوجب على الأجهزة الأمنية الحذر ممن سماهم بـ«المتآمرين على البلاد».

وأضاف المالكي أن «مسلسل التآمر على العراق يبدو أنه لم يتوقف بعد، وهذا دليل قوة العراق ودليل الخوف منه لأنه إذا نهض فسينهض عملاقا»، قائلا «إننا لا نريد العراق أن يكون عملاقا متجاوزا معتديا على الآخر ولكن نريده أن يحمي سيادته وأمنه واستقراره ومصالحه ورعاية شؤون شعبه من دون التدخل». وأشار إلى أن «النظام السابق كان كل يوم في جبهة، ونحن لا نسمح بأن يكون العراق مجالا للاختبارات أو للذين يريدون أن يعبثوا بأمننا وأمن الآخرين». لكنه اعتبر أن العراق «يبقى في دائرة الخطر ويحتاج إلى المزيد من الرعاية والاهتمام لمواجهة العابثين والذين يخططون ليجعلوا من العيد عيد دماء ليسلبوا الفرحة من وجوه الأطفال والأيتام».

وبشأن التصدي للإرهاب أكد المالكي أن «التصدي الحازم والحضور الدائم والمراقبة المستمرة والاقتحام فيما يحتاج إلى اقتحام هو الذي وضع حدا للإرهابيين»، لافتا إلى أن «المعركة مع الإرهاب شاملة متعددة ولو كانت معركة مواجهة لحسمناها في ساعات ولكنها معركة لصوص ومجرمين ومتآمرين وناس مسخرين وأسلحة مأجورة، الأمر الذي يحتاج إلى دقة وتعمق وملاحقات».

وفي سياق متصل، أكد المالكي أن من بين الأسباب التي تجعل العراق محط أنظار الآخرين واهتماماتهم كونه بلدا ثريا وأن جميع العراقيين بالإمكان أن يعيشوا سعداء فيه، مؤكدا أن الحكومة متوجهة «أساسا لبناء البلد على أسس متينة ووطنية ونؤسس دولة المواطن وبإمكاننا أن نكون قدوة لبقية دول المنطقة». وأضاف المالكي «نحن نريد للعراق أن يكون بلدا بلا تمييز أو تهميش أو إلغاء لتكون دولة المواطن والإنسان الذي يتساوى مع أخيه في الحقوق والواجبات»، مؤكدا أن «التجارب أثبتت أن العراقيين حينما يضام البلد ويتعرض للخطر يلتفون على بعضهم ويتركون الأفكار الوافدة الغريبة التي دخلت إليه». وتابع المالكي أن «العراقيين مرت عليهم ظروف صعبة على كل المستويات وسببها السياسة الخاطئة في عدم إعطاء المواطن حقه واستحقاقه قبل أن يتحرك باتجاه الخارج في محاولة منه كما كان في زمن النظام السابق في الدخول على النزاعات الإقليمية والدولية». وسبق للمالكي أن أعلن خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن العراق ما زال في الدائرة الحمراء والخطر، إلا أنه لم يكشف في وقتها عن المؤامرة التي تم الإعلان عنها في الأيام الأخيرة بالتزامن مع الأحداث التي شهدتها محافظة صلاح الدين التي سرعان ما أعلنت عن تحولها إلى إقليم فيدرالي. وعقب الضجة التي رافقت ذلك استمرت حملة الاعتقالات لتشمل بعثيين في العديد من المحافظات الوسطى والجنوبية من البلاد والتي شملت حتى الآن أكثر من 600 بعثي.

واللافت أن المالكي استقبل المهنئين بعيد الأضحى أمس في وقت أعلن فيه المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني أن اليوم (الاثنين) هو أول أيام عيد الأضحى المبارك، مما يعني أن الانقسام بشأن توقيت العيد انسحب هذه المرة داخل البيت الشيعي، وأنه ليس كل القوى والأحزاب الشيعية، ومنها حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي، هم من مقلدي مرجعية السيستاني.