العيد لم يصل إلى حي «باب عمرو» في حمص.. والأهالي يعايدون بعضهم بـ«الموت ولا المذلة»

قصف عشوائي.. وانقطاع كامل للكهرباء والماء والاتصالات

متظاهرون يحملون العلم السوري القديم في الزبداني صبيحة العيد (موقع أوغاريت)
TT

لم تغب المواجهات، صبيحة عيد الأضحى، في حي «باب عمرو» في مدينة حمص التي تحاصرها القوات السورية لليوم الخامس على التوالي. وتحدث ناشطون عن أن النظام «شدد حصاره الأمني المحكم وقصفه العشوائي، مستقدما تعزيزات عسكرية جديدة، على الرغم من تعهده لجامعة الدول العربية بسحب كل المظاهر المسلحة ووقف أعمال العنف ضد المدنيين». وفيما استمرت وتيرة ارتفاع عدد القتلى في اليومين الأخيرين، وتحديدا في أحياء مدينة حمص، تظاهر السوريون أمس بعد أداء صلاة عيد الأضحى تحت عنوان: «أرض البطولة باب عمرو، نحن معاك للموت»، متسائلين: «ماذا بعد المبادرة العربية؟». ووجه ناشطون على موقع «فيس بوك» انتقادات لاذعة لجامعة الدول العربية، متهمين إياها بالوقوف متفرجة على دماء السوريين.

وأكد ناشطون من باب عمرو أن الحي «يعيش ظروفا صعبة، حيث يصعب على الأهالي الخروج لتأمين احتياجاتهم اليومية من ماء وطعام ودواء وحليب لأطفالهم». ونقلت «تنسيقية حمص - حي باب عمرو» عن بعض النازحين وصفهم الوضع بأنه «كارثي»، مناشدين أهالي المدينة التحرك والمحاولة قدر الإمكان لإغاثة قاطني الحي «بأي طريقة ممكنة».

وكتبت صفحة «تنسيقية حمص - حي باب عمرو» على موقع «فيس بوك»، أن «لا فرق بين اليوم والبارحة، فالعيد لم يصل إلى باب عمرو، إنما وصلت إصلاحات المجرم بشار بالتعاون مع الجامعة العربية». وأفادت بأن «الحي لا يزال محاصرا بالكامل، ولا وجود للكهرباء، والماء، والاتصالات». وذكرت بأن «لا وجود للحياة.. والدمار يلف أركان الشوارع، ولكننا نقول إننا حصلنا على الحرية ونعيش أحرارا».

وكان ناشطون قالوا إن الحي تعرض ظهر أمس لقصف عنيف جدا، حيث دوت أصوات انفجارات ضخمة هزت أنحاءه وأدت إلى تهديم جزئي لبعض المنازل، فيما سويت منازل أخرى بالأرض. وذكر أحد الناشطين أن أهالي باب عمرو بادروا إلى تهنئة بعضهم البعض بعيد الأضحى بالقول: «الموت ولا المذلة»، في وقت كتب القيمون على صفحة تنسيقية حمص على «فيس بوك»: «إذا كان حصاركم يجعل من عيشنا صعبا فانتظروا المحاكمة».

وأفاد مجلس الثورة في محافظة حمص بأن «حي باب عمرو ذاق الحصة الأكبر من الألم والأسى، وهو محاصر منذ أكثر من خمسة أشهر حصارا جزئيا، ومحاصر حصارا تاما منذ أكثر من أسبوع، في ظل قصف للبيوت وتشريد للعائلات الآمنة، فقد خلالها الحي ما يزيد على أربعين شهيدا وأكثر، من تسعين جريحا أغلبهم في حالة خطرة». وذكر بأن «الحصار مطبق اليوم على الحي بأكثر من 16 حاجزا أمنيا وأكثر من مائتي آلية وعدد لا يحصى من العناصر والجنود»، متهما النظام السوري بأنه «يفرغ طيشه وعبثيته وغضبه على أطفال ونساء وشباب، كل حلمهم أن يعيشوا بحرية آمنين». ودعا مجلس الثورة «الجامعة العربية والإخوة العرب الذين وقعوا مبادرتهم بالدخول إلى باب عمرو والوقوف على حاله ووضعه الإنساني واتخاذ ما يمليه عليهم ضميرهم وما يجب عليهم من واجب إنساني وأخوي تجاه أبنائه في أسرع وقت».