الناشطون السوريون يناقشون قضايا ثورتهم ويخططون لمرحلة ما بعد رحيل النظام

أحدهم قال إن الغرب يخاف ثورتنا.. والشرق والعرب يكرهاننا

TT

التسمية التي يفترض أن تطلق على النظام السوري بعد سقوطه، وتغيير العلم الوطني واستعادة علم الاستقلال، إلى نجاح الثورة وإسقاطها أسطورة «أمن الأسد الذي لا يقهر»، إضافة إلى طبيعة العلاقات التي يجب أن تربط ثوار سوريا والمعارضة بالشرق والغرب، كلها مواضيع تحظى باهتمام الناشطين السوريين على صفحات التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حيث تخضع لاستفتاءات يبدي خلالها الشباب آراءهم التي تدور في معظمها في دائرة إسقاط النظام، والانتقال إلى مرحلة جديدة من أي تدخلات.

فعلى صفحة «الهيئة العامة للثورة السورية» كان السؤال الذي طرحه القائمون على المجموعة، الذي ارتكز على «ما هو المصطلح الذي تراه بديلا للنظام السوري الحالي؟»، أما الخيارات المطروحة فكانت «الطغمة الحاكمة» و«الاحتلال الأسدي» و«الكيان الأسدي» و«الأسرة الحاكمة». وخضع كل طرح أو سؤال لنقاشات بين الناشطين، الذين أيد نحو 80 في المائة منهم الخيار الثاني عند عملية التصويت، وهو «النظام الأسدي»، وتلاه «الطغمة الحاكمة» ثم «الكيان الأسدي» و«الأسرة الحاكمة»، لكن، إضافة إلى عملية التصويت، فقد عمد الناشطون إلى الاستعانة بتسميات إضافية، تعبر في معظمها عن الجرائم والاعتقالات وسلوك النظام، من دون أن يخلو الأمر من بعض المداخلات التي قام بها مناصرو النظام الذين استطاعوا الدخول إلى الصفحة مستخدمين بعض العبارات والاتهامات أيضا بحق الناشطين.

وعلى الصفحة عينها، وبعد إطلاق تسمية «أربعاء علم الاستقلال»، على يوم الأربعاء الماضي الذي شهد مظاهرات في مناطق سوريا عدة، والذي طالب خلاله المتظاهرون بالاستغناء عن العلم السوري الحالي والعودة إلى «علم الاستقلال»، نشر القائمون على الصفحة معلومات للمشاركين حول المادة السادسة من الدستور السوري، التي تنص على أن يكون العلم السوري على الشكل التالي، طوله ضعفا عرضه وأن يكون بثلاثة ألوان متساوية متوازية، أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود، ويحتوي القسم الأبيض في خط مستقيم على 3 كواكب حمراء خماسية الأشعة، وهو نفس العلم الذي اعتمدته الحكومة السورية بعد توقيع الاتفاقية السورية - الفرنسية عام 1936. وقد ألحقت هذه المعلومات باستفتاء لسؤال الناشطين عما إذا كانوا يؤيدون اعتماد علم الاستقلال كرمز للثورة السورية ورمز للثوار، من دون أن يعني ذلك تعديا على علم الدولة السورية، كما قالوا. وفي حين جاءت نحو 90 في المائة من الإجابات مؤيدة له، فقد تخطت تعليقات الناشطين وآراؤهم الاقتراح، حتى إن عددا كبيرا من الناشطين ذهب بعيدا في آرائه مقترحا التخلي عن العلم الحالي لأنه يمثل نظام بشار الأسد. وفي هذا الإطار، قال أيمن كردي: «العلم الحالي لا يمثلني لأنه علم الاحتلال، وعلم سوريا الأسد، وليس الدولة السورية»، لكن من جهته، سأل أحمد فيصل الذي عبر عن عدم موافقته على القرار، كيف يمكن أن نثور باسم سوريا، ثم يكون لنا علم غير علمها؟

في المقابل، وفي الإطار عينه، فقد أخذ النقاش على صفحة «الثورة الحموية ضد بشار الأسد» حيزا مهما فيما يتعلق بعلاقة الثوار والمعارضة مع الدول، وكان السؤال الذي طرحه القائمون على الصفحة، تمحور حول «من برأيكم أقرب لفهم أسباب ثورتنا وأهدافها؟ ومن هو الأفضل للتعامل معه؟ هل الغرب ممثلا بالاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأميركية ممثلة بالصين وروسيا أو الأشقاء العرب؟»، وفي حين تفاوتت الآراء بين تلك المرحبة بالعلاقة مع الغرب وتلك التي تفضل العلاقة مع الشرق والعرب، رأى أحد الناشطين أن الغرب أقرب لفهم الثورة السورية من العرب والشرق، «لأنهم مروا بالتجربة قبلنا، ويعلمون معنى التحرر، على الرغم من أنهم يخافونها لأنها ضد مصالحهم التوسعية والاستعمارية، أما الشرق والعرب فيكرهونها لأنها ضد مصالحهم الاستبدادية الداخلية».

في حين قال طارق جمال: «طبعا وبشكل بديهي العرب إخوتنا هم الأقرب لأن واقع المجتمعات العربية مشابه للواقع السوري، لذا أتمنى عليهم أن يقوموا بخطوات عملية لتطبيق بنود مبادرتهم، وألا يكتفوا بالكلام الذي يعطي النظام السوري المزيد من الوقت لتنفيذ جرائمه بحق شعبه».

وليس بعيدا عن واقع النظام السوري وعما إذا كانت أسطورة «أمن الأسد» قد سقطت في هذه الثورة، طرح السؤال على الصفحة نفسها، وارتكز على «هل تعتقد أن الثورة أسقطت أسطورة أمن الأسد وأنه لا يقهر ويعرف كل شيء وأن مخبريه في كل مكان حتى في بيوتنا؟ وهل تعتقد إمكانية هذه الأسطورة للحياة؟»، والإجابات لم تأتِ بدورها مخالفة للتوقعات وتوجهات الناشطين وآرائهم التي يعلنون عنها جهارا، فصبت في معظمها في خانة «سقوط القناع» وأن حقيقة هذا النظام قد انكشفت ولن تعود إلى ما كانت عليه قبل اليوم.