«الإخوان» يبيعون أطعمة رخيصة

لحوم وخضراوات بأسعار مخفضة في عيد الأضحى

TT

يمنح حلول عيد الأضحى الإسلامي، الذي يركز على الأضحية وإطعام الفقراء، فرصة ذهبية للإخوان المسلمين.

للمرة الأولى، بات التيار الإسلامي في مصر قادرا على تنظيم حملة بشكل معلن تحت لواء حزب إسلامي جديد، وهو يوظف شبكاته الخيرية الراسخة منذ فترة طويلة لمنافسة المرشحين الليبراليين والعلمانيين قبيل الانتخابات البرلمانية المقرر أن تبدأ خلال أسبوعين. وفي مختلف أنحاء مصر، تقوم الماكينة السياسية والخيرية للحزب ببيع لحوم وخضراوات بأسعار مخفضة للأسر التي لا يمكنها تحمل تكلفة شراء اللحوم باهظة الأسعار، المرتبطة بالاحتفال بعيد الأضحى.

ويشير المنتقدون إلى هذا العمل على أنه شراء للأصوات، غير أن جماعة «الإخوان» تقول إن الخدمات الاجتماعية هي قناة اتصالها التاريخية بالشعب.

في حي فقير شرق القاهرة يوم الجمعة، احتشدت الأسر حول مسجد الحي، حيث قام متطوعون من حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين بالإعلان عن أسعار مخفضة للبطاطس والليمون والفاصوليا الخضراء وغيرها من أنواع الخضراوات الأخرى. كانت مياه المجاري تغمر الشوارع الضيقة، وكانت هناك أكوام قمامة مرتفعة. يذكر أن الكثير من الأسر المقيمة في هذا الحي تتشارك شققا مكونة من غرفة واحدة تستخدم كمطبخ وغرفة نوم وغرفة معيشة. شقت نوال سليم (40 عاما) طريقها عبر الجموع لشراء خضراوات، وهي تحمل حقيبة التسوق المصنوعة من قماش مربعات. كانت البطاطس تباع بنحو نصف السعر الذي تباع به في الأسواق العادية التي ترتادها. وكانت اللحوم معروضة للبيع، لكنها لم تكن متوفرة يوم الجمعة. ويحصل زوج نوال على راتب قيمته 50 دولارا شهريا فقط يساعد به زوجته وابنيهما العاجزين عن إيجاد وظائف، بسبب التقدم البطيء للاقتصاد المصري، وعادة ما يتضمن عيد الأضحى ذبح أضحية، لكن هذه الأسرة مجبرة على الاكتفاء بتناول الخضراوات. لقد ارتفع معدل البطالة في مصر منذ احتجاجات يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، وتولى بعدها الجيش إدارة البلاد. تقول نوال إن أسعار الأغذية قد تضاعفت، وإنها لا تفهم على وجه التحديد ما الذي سيفعله هذا البرلمان الجديد. ويبدو أن كثيرا من المصريين الآخرين لا يفهمون ذلك بالمثل، وليس من الواضح حجم السلطة التي سيتمتع بها البرلمان الجديد. يذكر أن الرئيس السابق مبارك كان قد حظر نشاط جماعة الإخوان المسلمين، لكنه سمح لها بالتقدم بمرشحين مستقلين من داخلها. والآن، يقوم أعضاء الجماعة بتنظيم حملات دعاية للحزب الجديد. وقالت سليم إنها من المرجح أن تعطي صوتها للحزب، نظرا للسلع مخفضة الأسعار التي يقدمونها.

وقالت عن جماعة الإخوان المسلمين: «يبدون خيرين. إنهم يساعدوننا في الحصول على السلع الباهظة بأسعار مخفضة».

وشككت مها عبد السلام (30 عاما) في دوافع جماعة «الإخوان»، وهي تغادر الكشك حاملة معها بعض الخضراوات.

وسارت عائدة إلى شقتها المبنية بشكل عشوائي، حيث كان ابنها نائما على فراش في غرفة تتشاركها مع أطفالها الأربعة وزوجها. وكان الذباب يحوم حول وجه طفلها المستغرق في النوم.. «ما الذي يمكن أن يفعله لي كيلوغرام من الخضراوات وأنا أعيش بهذه الصورة؟»، هكذا تساءلت، موضحة أنها المرة الأولى التي تشاهد فيها سوقا للسلع المخفضة في حيها. قالت: «نحن نعيش في منازل محطمة تغمرها مياه المجاري. ولن نعطي أصواتنا إلا لشخص يمكنه حل هذه المشكلة». لقد اتجه حزب الإخوان المسلمين إلى مخاطبة مشكلات الفقراء، ببيع مفكرات وأقلام وأدوات مكتبية أخرى بأسعار مخفضة قبل بدء العام الدراسي، على سبيل المثال. وقد أقام عيادات صحية متنقلة في المناطق التي لا توجد بها مستشفيات، ووظف عشرات الآلاف من المتطوعين لتنفيذ برامجه. وتحمل ملصقات حملاتهم الدعائية عبارات مثل: «معا سنحارب التضخم»، و«تعرف علينا وانضم إلينا». وفي الجمالية، أحد الأحياء الأخرى في شرق القاهرة، يناقش السكان احتمالات نجاح مرشح حزب الحرية والعدالة، محسن كامل، في الانتخابات. «سأعطيهم صوتي»، هكذا تحدث خميس حنفي (42 عاما)، الذي يعمل ميكانيكيا، وأضاف: «لو كان باستطاعتهم أن يفعلوا شيئا، فسيفعلونه».

* أسهمت المراسلة الخاصة إنجي حسيب في إعداد التقرير

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»