بيريس: السلطة الفلسطينية هي النافذة الوحيدة للسلام مع إسرائيل في العالم العربي ولا يجوز إضاعة الفرصة

زار عربا لتهنئتهم بالعيد

الرئيس الإسرائيلي
TT

في تصريح وصف بأنه «بداية غمز ولمز وقرص لحكومته»، قال الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، أمس، إن السلطة الفلسطينية بقيادتها الحالية، تعتبر نافذة السلام الوحيدة الباقية لإسرائيل في العالم العربي. وينبغي أن «لا تبقى مغلقة».

وأضاف بيريس، الذي كان يتكلم خلال زيارة للقيادة الروحية للطائفة العربية الدرزية في جولس (الجليل) لتهنئتها بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك: «السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض، هي الكيان الذي تفتش عنه إسرائيل. فهي الأكثر ديمقراطية في العالم العربي. تحارب الإرهاب بشكل مثابر وناجع. وتقيم اقتصادا متواضعا ولكنه ناجح. تهتم بالعلم وبالسلام. وعلينا أن لا نفوت الفرصة للتفاوض معها حول بناء صرح السلام في منطقتنا».

وجاء هذا التصريح في وقت تدير فيه الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، حملة تحريض محلية وإقليمية وعالمية ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها عباس بالذات، مما جعل المراقبين يرون فيه تعبيرا عن غضب بيريس من سياسة الحكومة وتنصلا واضحا منها، بل ربما بداية هجوم من بيريس عليها، مثلما فعل في الماضي الرئيس عيزر فايتسمان مع حكومة نتنياهو الأولى (1996 - 1996). وقال مقربون من بيريس إنه يشعر بالإحباط من هذه الحكومة، «التي لا تدرك خطورة الجمود في عملية السلام، وبدلا من أن تطرح مبادرة سياسية تؤدي إلى استئناف عملية السلام، نراها تزيد الأمور تعقيدا وتحارب التيار المؤيد للسلام في صفوف الفلسطينيين».

وكان بيريس قد انتقد الحكومة لأنها لا تستنتج الاستنتاجات الصحيحة من التغيرات الحادة في العالم العربي، و«بدلا من أن تشجع التيار الليبرالي الديمقراطي الصاعد في مصر وسوريا وغيرهما، تتخذ إجراءات تؤجج العداء لإسرائيل».

يذكر أن الحكومة الإسرائيلية، وبعد قرارها في الأسبوع الماضي إضافة 2000 وحدة سكن للمستوطنات القائمة في القدس الشرقية ومنطقة بيت لحم، عقابا للسلطة الفلسطينية على قرار اليونيسكو ضمها عضوا كاملا فيها، تواصل الاستعداد للقيام بنشاطات استيطانية أخرى. وقد صرح وزير البيئة، جلعاد أردان، المقرب من نتنياهو، أمس، بأن الوزارات المختلفة تفتش عن وسائل لإعطاء شرعية للبناء الاستيطاني غير الشرعي في الضفة الغربية. ويقصد أردان بذلك البؤر الاستيطانية التي أقيمت على أراض فلسطينية خاصة سلبت من أصحابها من دون قرار حكومي، وتعتبر حتى حسب القانون الإسرائيلي غير شرعية.

وقال أردان، إن هذه الجهود تشمل التوجه لأصحاب الأراضي الفلسطينيين وشراء الأرض منهم بأسعار مغرية. وأضاف: «علينا أن نبذل كل جهد في سبيل بقاء البيوت التي بنيت في هذه البؤر الاستيطانية كما هي وعدم الاضطرار لهدمها».

المعروف أن محكمة العدل العليا الإسرائيلية، كانت قد اتخذت قرارا بهدم جميع البؤر الاستيطانية في غضون ستة شهور، كونها غير قانونية. وتحاول الحكومة اليوم الالتفاف على هذا القرار بمختلف الطرق الالتوائية، بما في ذلك تجيير الأراضي الفلسطينية لمؤسسات وجمعيات إسرائيلية يمينية تعمل على تهويد الأراضي والبيوت الفلسطينية، خصوصا في المناطق الفلسطينية المحتلة، وخصوصا في القدس الشرقية. وهي تماطل في تنفيذ القرار بهدم البيوت الاستيطانية المذكورة على أمل أن تتمكن من تقويض أسسه بواسطة شراء الأرض.

من جهة ثانية، كتب أحد الشخصيات البارزة في الساحة السياسية والإعلامية الإسرائيلية، عنار شليف، مقالا قال فيه، إن نتنياهو هو أحد أضعف رؤساء الحكومات الإسرائيلية في اتخاذ القرارات. وأضاف: «نتنياهو صانع الكلام الأبدي. لا يوجد أشطر منه في الخطابة. تذكروا خطابه في جامعة بار إيلان وفي الكونغرس الأميركي وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة. يبني كونا جديدا بالكلام. يحسب أن الكلام يغير الواقع. ولكن كل ما يقول، يسقط في أرض الواقع. يعلن تأييده لقيام دولة فلسطينية ثم في الخطاب نفسه يطلق جملة تضع شروطا تعجيزية تجعل القبول بهذه الدولة أمرا مستحيلا».

ويقترح الكاتب أن يترك نتنياهو على هواه في هذه السياسة، «لكي لا يغيرها ويصبح رجل عمل. فهو في الكلام أقل خطورة، لأن ما يوحي به هو أن أفعاله ستكون أسوأ وأخطر من أقواله».

وكان كل من بيريس ونتنياهو قد أصدرا بيانيا يهنئ كل منهما المسلمين بعيد الأضحى المبارك. وقال بيان نتنياهو إنه يهنئ العالمين العربي والإسلامي، وبشكل خاص المسلمين الفلسطينيين من سكان إسرائيل (فلسطينيي 48)، الذين سافروا إلى الديار الحجازية لأداء فريضة الحاج.