الأمير تركي الفيصل يستعرض المراحل التاريخية التي مرت بها السعودية منذ توحيدها بقيادة الملك المؤسس

في محاضرة ألقاها الليلة الماضية في جامعة ولاية نيويورك

الأمير متعب بن عبد الله رئيس الحرس الوطني وإلى جانبه مساعد العيبان وزير الدولة
TT

نوه الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بالإنجازات الكبيرة التي حققتها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وبين أن من أبرز تلك الإنجازات توطيد دعائم الأمن والاستقرار والتصدي الحازم للإرهاب والقضاء عليه وانتهاج السياسات الإصلاحية وتحقيق تطلعات المواطنين إلى الحياة الكريمة والتقدم المستمر.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الأمير تركي الفيصل، في جامعة ولاية نيويورك في مدينة روشستر الليلة قبل الماضية، بحضور عدد كبير من المهتمين بشؤون الشرق الأوسط والدراسات العربية والإسلامية. وتناول الأمير تركي ضمن الإنجازات الاقتصادية تأسيس المجلس الاقتصادي الأعلى، وانضمام المملكة إلى عضوية منظمة التجارة العالمية، وعضويتها في مجموعة الدول العشرين الاقتصادية. وتحدث عن الإنجازات التي حققتها المملكة في مجال التعليم ومن بينها تأسيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والتوسع الكبير في مجال التعليم العالي داخل المملكة، وتأسيس برنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي الذي يضم حاليا أكثر من 100 ألف مبتعث يتلقون دراساتهم العليا في أكثر من خمسين دولة في أنحاء العالم.

وقال «إن التوسع في مجال التعليم يهدف إلى تمكين الشباب السعودي من اكتساب المهارات العلمية التي تلبي احتياجات المملكة في الحاضر والمستقبل»، وأضاف يقول «إن خادم الحرمين الشريفين دعا إلى الحوار الوطني في المجال الداخلي، حيث استمر برنامج الحوار الوطني لأكثر من تسع سنوات، ونوقشت خلاله القضايا التي تهم المواطنين والتوصيات التي ينبثق عنها الحوار». وأشار إلى أهمية المبادرة التي أطلقها الملك عبد الله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، لافتا إلى الترحيب العالمي الذي توجت به هذه الدعوة بمشاركة أكثر من ستين من رؤساء الدول في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي دعم دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، مشيرا إلى تأسيس أمانة عامة ومقر دائم لمركز الحوار في العاصمة النمساوية. وأكد استمرار جهود الإصلاح التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين، وتطرق إلى تفعيل دور مجلس الشورى بشأن تطوير نظام القضاء ومنح المرأة السعودية حق التصويت والترشح لانتخابات المجالس البلدية.

وعرض الأمير تركي الفيصل في كلمته التي كانت بعنوان «التاريخ السياسي للمملكة العربية السعودية»، للمراحل التاريخية التي مرت بها بلاده منذ توحيد أجزائها بقيادة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، وأشار إلى الأسس القوية التي قامت عليها المملكة ومن أهمها التمسك بالعقيدة الإسلامية شرعا ومنهاجا، وقال «إن الملك عبد العزيز - رحمه الله - دعا إلى انعقاد أول مؤتمر إسلامي في مكة المكرمة عام 1926، وأكد في كلمته أمام المؤتمر حاجة المسلمين إلى تجاوز الخلافات الطائفية والسياسية»، وأضاف أن نهضة المملكة انطلقت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وسارت بخطى حثيثة لتحقيق التنمية والتطور الحضاري الذي تشهده المملكة حاليا. وسرد الأحداث البارزة في تاريخ المملكة، والإنجازات المتتالية التي حققها قادتها في مختلف العهود، مشيرا إلى الاهتمام الكبير بخدمة الحرمين الشريفين وبدفع عجلة التنمية الشاملة في أنحاء المملكة، ومناصرة القضايا العربية والإسلامية وتوطيد علاقات المملكة بدول العالم ومنظمات المجتمع الدولي.

وأكد الأمير تركي الفيصل أن «السياسات الرشيدة لقادة المملكة أسهمت في تجاوز التحديات التي واجهتها في مختلف المراحل»، وقال «إن السياسات الحكيمة التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خير دليل على ذلك»، ونوه بالمآثر العظيمة للأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز، وأثنى على اختيار الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود وليا للعهد وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية.

وكان الأمير تركي الفيصل اجتمع خلال زيارته لمدينة روشستر مع أكثر من 150 من المبتعثين السعوديين للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، وتحدث إليهم عن أهداف برنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، وأهمية الخبرات العلمية والعملية المتقدمة في بناء نهضة المملكة في ظل القيادة السعودية والجهود المخلصة في كل مجالات العمل الوطني.