فرنسا مطالبة بتشديد العقوبات على إيران: العمل العسكري سيؤدي إلى زعزعة المنطقة

رجل دين إيراني يصف تهديدات إسرائيل بأنها «جوفاء».. وصالحي يرفض اتهامات لوكالة الطاقة

TT

طالبت فرنسا أمس بتشديد العقوبات ضد إيران معتبرة أن أي هجوم إسرائيلي وقائي «يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة». ووصف رجل دين إيراني كبير أمس تهديدات إسرائيل بشن ضربة عسكرية على إيران بأنها دعاية جوفاء، ساخرا من إسرائيل لصراخها «مثل قط محاصر» بدلا من أن تزأر كأسد.

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إنه يجب مواصلة طريق العقوبات ضد إيران، معتبرا أن أي هجوم إسرائيلي وقائي «يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة». وقال جوبيه لإذاعة «أوروبا-1»: «فرضنا عقوبات لن نتوقف عن استكمالها ويمكن أن نعززها». وأضاف «سنواصل السير في هذا الطريق لأن تدخلا عسكريا يمكن أن يخلق وضعا يزعزع استقرار كل المنطقة وخارجها. علينا أن نبذل كل جهد ممكن لتجنب ما لا يمكن إصلاحه». وتابع «آمل بألا نصل إلى هذا الحد» في إشارة إلى هجوم وقائي إسرائيلي.

وصف رجل الدين الإيراني البارز آية الله محمود علوي، وهو عضو بمجلس الخبراء الذي يعين الزعيم الأعلى الإيراني ويشرف على مهامه، تهديدات إسرائيل بأنها دعاية «جوفاء». وقال «التهديدات الأخيرة التي أطلقها النظام الصهيوني ضد إيران تأتي في إطار الاستهلاك المحلي لأنفسهم ولأسيادهم الذين يكافحون حركة (وول ستريت)» في إشارة إلى الاحتجاجات المناهضة للرأسمالية التي بدأت في نيويورك وامتدت حول العالم. وأضاف «هناك فرق بين زئير الأسد وصراخ القط المحاصر في إحدى الزوايا.. وهذا التهديد من النظام الصهيوني وأسياده أميركا يشبه صرخة قط محاصر».

وقال علوي إن إسرائيل لن تجرؤ على مهاجمة إيران. واستطرد في تصريحاته لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية «إذا ارتكبوا مثل هذا الخطأ فسوف يتلقون ردا قاصما من الجمهورية الإسلامية». وتقول إيران إنها سترد على أي هجوم بضرب المصالح الأميركية في المنطقة وقد تغلق الخليج أمام حركة النفط الملاحية وهو ما قد يتسبب في تعطل كبير لإمدادات النفط الخام العالمية.

وكان الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس قال يوم الجمعة إن أجهزة المخابرات الغربية «تنظر إلى الساعة محذرة الزعماء من أنه لم يتبق كثير من الوقت» لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي. وتعرضت إيران بالفعل لأربع مجموعات من عقوبات الأمم المتحدة بسبب بواعث قلق بشأن برنامجها النووي الذي تقول إنه مخصص للأغراض السلمية.

وتطالب واشنطن باتخاذ إجراءات أشد صرامة ضد إيران بعد أن أكدت أنها اكتشفت مؤامرة إيرانية لمحاولة اغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة. ويقول دبلوماسيون غربيون إن تقريرا جديدا للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيصدر بعد غد (الأربعاء) من المتوقع أن يقدم معلومات جديدة تكشف عن دلائل على وجود أبعاد عسكرية محتملة لأنشطة إيران النووية مما يزيد من قوة الدفع لفرض العقوبات.

وصرح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بأن إيران ترفض مسبقا الاتهامات التي سترد في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول بعد عسكري لبرنامجها النووي، معتبرا أنها تعتمد على «وثائق مزورة». ويمكن أن يبرر هذا التقرير ضربة عسكرية وقائية توجهها إسرائيل إلى إيران حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تتحدث منذ أيام عن تسريبات في هذا الشأن. وسيتم توزيع التقرير الجديد على المندوبين الثلاثاء أو الأربعاء وسيركز على الجهود التي تبذلها إيران في مجال المواد الإشعاعية في رؤوس القذائف وتطوير الصواريخ الناقلة لها حتى الهدف.

وقال صالحي إن «الدعاية الإعلامية (الغربية) بدأت تقول إن التقرير المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيقدم وثائق عن نشاط لإيران في مجال الصواريخ، لكن الوكالة ذكرت ذلك من قبل وقدمت مثل هذه الوثائق وقدمنا ردنا عليها». وأضاف الوزير الإيراني الذي نشرت الصحف الأحد تصريحاته التي أدلى بها خلال لقاء مع نظيره البوروندي أمس «نرى أن هذه الوثائق مزورة وكررنا أنه لا صحة لها».

وتابع «لكن إذا أصروا على استخدامها فنحن مستعدون للتصدي لها من جديد». وأكد صالحي أن «المسألة النووية الإيرانية ليست تقنية ولا قانونية بل محض سياسية». وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الخميس، إن بلاده «مستعدة لمواجهة الأسوأ»، محذرا واشنطن من مغبة وضع نفسها على «مسار تصادمي» مع بلاده. وأكد الجنرال حسن فيروز آبادي رئيس هيئة الأركان الإيرانية المشتركة الأربعاء أن إيران في حالة تأهب، و«ستعاقب» إسرائيل على أي هجوم يمكن أن تشنه عليها.