حملات التوعية تتسابق على فك تعقيدات الانتخابات البرلمانية في مصر

إحداها تستهدف «سكان المقابر».. وأخرى تحذر من «الفلول»

TT

مع بدء العد التنازلي للانتخابات البرلمانية المصرية، تسارعت وتيرة حملات توعية الناخبين بأهمية المشاركة في العملية الانتخابية، وتزويدهم بالمعلومات الضرورية في كيفية تعبئة ورقة التصويت خاصة لفك الالتباس لديهم بين النظام الفردي ونظام القائمة في الاقتراع، وتثقيفهم لممارسة دورهم الرقابي، وتجنب ما قالوا إنه «أخطاء الماضي» في هذه الانتخابات التي تعد الأولى بعد ثورة 25 يناير.

حملات التوعية لا تقتصر على جهة واحدة ولا تستهدف فئة بعينها، حيث تنشط الجمعيات الأهلية والحقوقية لتغطية القطاعات الجغرافية المختلفة، وكذلك الجامعات لتوعية طلابها والأندية لأعضائها، إلى جانب الحملات التي تقودها الأحزاب والحركات السياسية، والتي تستخدم عدة وسائل وآليات للوصول لجمهور الناخبين مثل الأدلة الإرشادية وورش العمل التدريبية وكذلك الحملات عبر الفضائيات، بالإضافة إلى حملات التعريف التي يقودها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من خلال مقاطع الفيديو والصور التوضيحية ورسوم الغرافيك.

من بين هذه الحملات حملة «لا تبع صوتك»، التي تنفذها جمعية «العالم بيتي» الخيرية لتوعية سكان المقابر في القاهرة بعدم بيع أصواتهم الانتخابية، في محاولة لوقف عملية شراء الأصوات التي تشتهر بها هذه الفئة التي يبلغ عددها نحو 1.5 مليون شخص. يقول مدير الجمعية، مدحت حامد لـ«الشرق الأوسط»: «سكان المقابر فئة تؤثر في الانتخابات بشكل كبير، ورغم ذلك لا ينتبه إليهم أحد، فهم يعانون من فقر مدقع ومن نسبة أمية عالية، وهو مناخ محفز تماما لبيع أصواتهم، والذي يكون أحيانا مقابل 10 جنيهات فقط».

ويتابع حامد أن الحملة تستهدف نشر الوعي بين هذه الفئة خاصة مع الانتخابات المقبلة سواء في البرلمان أو الرئاسة، وأيضا بيان أهمية مشاركتهم الشعبية في الديمقراطية، وهي الأهداف التي تنقل إليهم من خلال الندوات التثقيفية، خاصة للأمهات والشباب والحرفيين لتوسيع مفاهيمهم. في الجامعات تختلف حملات التوعية في مضمونها، حيث تستهدف التوعية السياسية بأسس ومعايير اختيار الممثل في البرلمان، وإبراز مهمة البرلماني في الفترة المقبلة.

إحدى هذه الحملات جاءت بعنوان «اعرف» التي شهدتها جامعة قناة السويس بفروعها بمدن الإسماعيلية والسويس والعريش، ضمت بين أعضائها طلابا من مختلف التيارات السياسية والفكرية، حيث ارتكزت الحملة على كيفية اختيار النائب الذي يقوم بصياغة قوانين تحكم البلاد على مدار عقود مقبلة. كما يتم من خلال الحملة توجيه عدد من النصائح تستلزم اختيار الأكفأ بين المرشحين على مراقبة أعمال الحكومة، وسحب الثقة من الحكومة ومن يملك رؤية للخطة العامة للتنمية الاقتصادية، ومن يستطيع الدفاع عن القضايا الوطنية والإقليمية ويدعم الدولة على كافة المستويات.

أما حركة «6 أبريل» فتواصل حملتها التي تحمل عنوان الدائرة البيضاء والدائرة السوداء، والتي تهدف إلى توعية المصريين بكيفية المشاركة في الانتخابات وكيفية معرفة مدى مصداقية المرشح المتقدم أمامهم، وعما يجب توافره فيه من مميزات تجعله الشخص المناسب لهذا المنصب المهم.

حملة حركة «6 أبريل»، التي بدأت بالإسكندرية والأقصر والسويس وتستهدف الوصول لكل القرى والنجوع، تهدف لتوعية المواطن بأهمية عدم التصويت لـ«مرشحين فاسدين» كانوا من رموز الحزب الوطني المنحل، الذي هيمن على البرلمان طوال الثلاثين عاما الماضية، حيث تتهم قياداته بإفساد الحياة السياسية في البلاد. وتقوم الحملة على المتطوعين الشباب الذين يقومون بتوزيع آلاف المنشورات على المارة في الطريق وأصحاب المحلات التجارية.

أما توعية المرأة المصرية وتمكينها من أجل أن تكون قادرة على المشاركة الاجتماعية والسياسية الفعالة وتأهيلها لتولي المناصب القيادية المؤثرة في مستقبل البلاد في مختلف المجالات، فكان محور حملة توعية أخرى قامت بها مجموعة «مصرية حرة.. اتكلمي»، بهدف تغيير الصورة المهيمنة على فكر المجتمع المصري تجاه الأداء النسائي في مجال العمل السياسي. وبحسب الناشطة إسراء عبد الفتاح، إحدى القائمات على البرنامج، يهدف البرنامج إلى كيفية إدارة الحملة الانتخابية للسيدات وتعميق ودعم أدائهن في البرلمان، وإعداد فريق عمل من السيدات يعمل مع المرشحة داخل البرلمان، وزيادة عدد المرشحات والمشاركات بأصواتهن، ودعم الثقة بين المرشحات والناخبين، وتغيير نظرة المجتمع للمرشحة. وأيضا عمل محاكاة للبرلمان من خلال المشارِكات بالبرنامج، فهو يشبه برلمانا مصغرا تمت محاكاته عن مجلس الشعب المصري بهدف الممارسة الحقيقية للحياة البرلمانية.

حملات أخرى للتوعية بأشكال مختلفة تشهدها المواقع الإلكترونية والمواقع الاجتماعية مثل «فيس بوك» و«يوتيوب»، والتي تحاول استخدام تقنياتها في تعريف الناخبين بأماكن مراكز التسجيل وتوعية الناخب بأهمية المشاركة في التصويت، وشرح نظام انتخابات مجلس الشعب الجديد وطريقة الاختيار بين الفردي والقائمة الحزبية.